حكومة السراج تنفي استهداف وزير خارجيتها... وخسائر النفط تتفاقم

TT

حكومة السراج تنفي استهداف وزير خارجيتها... وخسائر النفط تتفاقم

بينما خفت نسبياً حدة المعارك في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بين قوات «الجيش الوطني» والقوات الموالية لحكومة «الوفاق»، نفت وزارة الداخلية بحكومة السراج «الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تعرض موكب وزير الداخلية فتحي باش أغا، لإطلاق نار بمنطقة القرة بوللي»، وأوضحت، في بيان لها، أن ما حدث «هو قيام قوات الجيش الليبي بحكومة (الوفاق) بتمشيط ضواحي المنطقة من الميليشيات الخارجة عن الشرعية، وسماع إطلاق أعيرة نارية بالتزامن مع مرور الموكب من المنطقة، الأمر الذي فسر على أنه إطلاق نار باتجاه الموكب».
كان أغا قد قال في تصريحات صحافية، مساء أول من أمس، إن الحرب ستستمر ما دام المشير حفتر على قيد الحياة، وإنها لن تنتهي إلا بخروجه من المشهد وغيابه بشكل نهائي، وهو ما ربطه البعض بمحاولة الاغتيال التي راجت أخبارها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفى محاولة لتأكيد سيطرتها على الوضع في العاصمة، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج، أمس، عما وصفته بجولة أمنية موسعة قام بها مدير أمن طرابلس، العميد أسامة عويدان سعة، داخل طرابلس وضواحيها، للوقوف على سير العمل الأمني. كما نعت الوزارة ضابطاً برتبة ملازم أول، وقالت إنه توفي بعد سقوط قذيفة بمنطقة طريق الشوك بطرابلس، دون تحديد تاريخ الحادث.
في غضون ذلك، كشف مسؤول بارز في «الجيش الوطني» النقاب لـ«الشرق الأوسط»، عن تصدر (المرتزقة) الموالين لتركيا صفوف المقاتلين مع الميلشيات الموالية لحكومة السراج في المعارك الأخيرة، لافتاً إلى أن تركيا تستخدم (المرتزقة) السوريين لإحداث تفوق في التوازن العرقي مع ميليشيات مصراتة، المنحدرة من أصول تركية في طرابلس».
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم تعريفه، إن الميليشيات التي يقاتلها الجيش «عبارة عن مجموعات، إما مؤدلجة أو تعمل بأجر، أو خاضعة مباشرة لسيطرة تركية، وليست لها قيادة موحدة للتحاور معها، أو للالتزام بوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن «هناك ميليشيات ليس من مصلحتها وقف القتال، وتحاول خرقه، كالإرهابيين الهاربين من بنغازي ودرنة، ومجموعة أبوعبيدة الزاوي».
وأضاف المسؤول ذاته أن «مجالس إرهاب درنة وبنغازي وعناصر تنظيم (داعش) تريد مواصلة القتال، وميليشيات التهريب تتفق مع (الإخوان) في ذلك، كما أن ميليشيات مصراتة تستغل الهدنة للهجوم على سرت، وعلى الحقول النفطية، بعد أن استبدلت ميليشياتها في طرابلس (بالمرتزقة) السوريين»، مبرزاً أن «(الإخوان) يريدون تسييس المعركة، والحصول على مكان لهم في الحوار بعد أن هُزموا عسكرياً... إنهم يريدون رجوع الجيش إلى ما قبل الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي، حتى يبتعد التهديد عن المصرف المركزي، وأيضاً لاعتبار أن طرابلس هي مركز القرار».
من جهة ثانية، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، مساء أول من أمس، أن إنتاج النفط تراجع إلى 191.475 برميل في اليوم، نتيجة إقفال الموانئ وخطوط الأنابيب، مشيرة إلى أن إجمالي الخسائر تجاوز مبلغ مليار دولار أميركي.
ودخل ريتشارد نورلاند، سفير أميركا لدى ليبيا، على خط الأزمة، خلال اجتماع مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، ناقش فيه مساء أول من أمس، سبل تحسين شفافية التدفقات المالية والمساءلة، والدفع باتجاه إحراز تقدم فيما يخص دفع الرواتب وميزانية البلاد للعام الحالي.
وقالت السفارة الأميركية، في بيان مقتضب، إن الطرفين جددا الدعوات لإنهاء إغلاق إنتاج النفط، الذي أثر سلباً على الموارد المالية، وأدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الحالي في ليبيا، على حد تعبيرها.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إنه وجد في بنغازي انفتاحاً صادقاً على فكرة أن اللجنة العسكرية المشتركة «يمكن أن تكون محفلاً للسعي إلى حل لوقف إطلاق النار». ونقلت عنه وكالة «آكي» الإيطالية قوله عن نتائج لقائه في بنغازي مع المشير حفتر، أن «المحفل المقترح الآخر هو عقد مؤتمر للداخل الليبي». وتعهد بأن تبذل بلاده، التي تعمل مع المجتمع الدولي على تحقيق السيادة والوحدة الكاملة لليبيا، كل ما بوسعها لإعادة إطلاق المسار السياسي في ليبيا مجدداً.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».