تباين صورة المرأة في السينما العربية ما بين الإنصاف والتهميش

لقطة من فيلم «بعلم الوصول» بطولة الفنانة المصرية بسمة
لقطة من فيلم «بعلم الوصول» بطولة الفنانة المصرية بسمة
TT

تباين صورة المرأة في السينما العربية ما بين الإنصاف والتهميش

لقطة من فيلم «بعلم الوصول» بطولة الفنانة المصرية بسمة
لقطة من فيلم «بعلم الوصول» بطولة الفنانة المصرية بسمة

هل تعكس السينما الصورة الواقعية للمرأة العربية في المجتمعات التي تنتمي إليها؟ وهل تعبّر بصدق عن همومها ومشكلاتها، أم تتعمد المبالغة والتشويه؟ وهل تمنح السينما فرصاً متساوية للنساء في صناعة الأفلام، أم تتعمد تهميش دورها؟ كل هذه الأسئلة أجاب عنها مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته الرابعة 10 - 16 فبراير (شباط) الجاري، عبر دراسة مهمة شارك فيها عدد كبير من النقاد السينمائيين من مختلف البلدان العربية، وتمت مناقشتها أمس، في ندوة موسعة خلال فعاليات المهرجان الذي يهتم بقضايا المرأة.
وكشفت الدراسة عن تباين كبير بين البلدان العربية سواء في حجم الإنتاج السينمائي أو في مدى إتاحة الفرصة للنساء لطرح أفلامهن، إلى جانب مشكلات الرقابة، والظروف السياسية التي جعلت السينما في ذيل اهتمامات بعض الدول، كما كشفت عن حجم الدعم الذي توفره كل دولة لصناعة السينما، والذي يعكس بالتأكيد نظرة الدولة إلى السينما، هل تراها فقط أداة ترفيه أم رسالة تنوير وتثقيف وطرح لمشكلات المجتمع.
ورغم أن السينما السودانية شهدت صحوة لافتة العام الماضي، عبر أفلام «ستموت في العشرين - حديث الأشجار - أوفسايد الخرطوم»، فإن هذه الأفلام لم تُعرض في السودان، ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الإنجازات التي حققتها المخرجات والممثلات السودانيات في هذه الصحوة، وفق الناقد المصري أسامة عبد الفتاح، في مقاله بالدراسة. هذا الإنجاز حدث بالتوازي في السينما السعودية خلال العامين الأخيرين، عبر فيلمي «المرشحة المثالية» للمخرجة هيفاء المنصور، و«سيدة البحر» لشهد أمين. وبعيداً عن بعض هذه الإنجازات التي ذكرها النقاد، فإن مقالات أخرى كشفت عن أوضاع سيئة تعاني منها السينمائيات العرب، رغم تحركات إيجابية قام بها بعض البلدان.
وتظل سوريا حالة سينمائية فريدة؛ فعلى الرغم من ظروف الحرب التي عاشتها فإن الإنتاج السينمائي بها تأثر إيجابياً، وفق دراسة قدّمتها الناقدة د. لمي طيارة. أما في فلسطين فكشفت دراسة مهرجان أسوان أن المرأة هناك تعاني من غياب الدعم الفني، بالإضافة إلى أزمة تناقص دور العرض السينمائية، حسب الناقد الفلسطيني رياض أبو عواد. وتهدف هذه الدراسة إلى توضيح الصورة ورصد الخلل، أملاً في تقديم الدعم للسينمائيات العرب، وتقديم أفلام تعبّر بصدق عن المرأة المعاصرة في المجتمعات العربية.


مقالات ذات صلة

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.