قطاع التطوير العقاري السعودي على موعد مع {طفرة}.. قريباً

متطلبات التنمية والتنوع الاقتصادي تساعد على زيادة طرح المشروعات

تنامي القطاعات الجديدة يزيد الطلب على مشروعات البنية التحتية والتطوير العقاري  (تصوير: أحمد فتحي)
تنامي القطاعات الجديدة يزيد الطلب على مشروعات البنية التحتية والتطوير العقاري (تصوير: أحمد فتحي)
TT
20

قطاع التطوير العقاري السعودي على موعد مع {طفرة}.. قريباً

تنامي القطاعات الجديدة يزيد الطلب على مشروعات البنية التحتية والتطوير العقاري  (تصوير: أحمد فتحي)
تنامي القطاعات الجديدة يزيد الطلب على مشروعات البنية التحتية والتطوير العقاري (تصوير: أحمد فتحي)

مع التسارع الاقتصادي في السعودية يظهر التطوير العقاري قطاعاً واعداً، يتوقع أن يحقق تنامياً كبيراً خلال الفترة المقبلة، نظراً لمشروعات البنية التحتية، إضافة إلى المشروعات الضخمة التي تعمل عليها المملكة، والمتمثلة في مشروعات البحر الأحمر والقدية، والمدينة الضخمة نيوم، في الوقت الذي تعمل وزارة الإسكان على تطوير مشروعات إسكانية كبيرة، متوزعة على مناطق البلاد.
ويشكل التطوير العقاري حجر الزاوية في التنمية، من إجراء الدراسات إلى بناء التصاميم وتحقيق القيمة المضافة للأرض واستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يحقق المردود الناجح، وهو ما يجعل التطوير العقاري أحد أهم الأشكال المساندة للقطاعات الأخرى كقطاع السياحة والصحة والاستثمار والقطاع المالي، ما يتطلب وجود شركات ومؤسسات قادرة على التكيف مع متطلبات المرحلة المقبلة.
وكانت الهيئة السعودية للمقاولين قد أعلنت أن نسخة منتدى المشروعات المستقبلية ستشهد مشاركة 35 جهة حكومية وخاصة لعرض أهم المشروعات المخطط لها في البلاد خلال المرحلة المقبلة، والتي يبلغ عددها أكثر من 850 مشروعاً، تتجاوز قيمتها التقديرية 600 مليار ريال (160 مليار دولار)، معظمها لتنفيذ مبادرات ومستهدفات «رؤية 2030».
وقال عايض القحطاني رئيس مجلس إدارة شركة «سمو» العقارية إن القطاع العقاري يعد ركيزة أساسية في الدول التي تشهد تحولات واسعة في اقتصادها، مشيراً إلى أن السعودية تتبنى نموذجاً تحولياً مثالياً، والمتمثل في «رؤية 2030»، ما يتطلب قطاع تطوير عقاري مواكباً لتلك التحولات، وموضحاً أن المشروعات الضخمة التي أعلنت عنها البلاد دليل على أهمية التطوير العقاري في التحول الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وأضاف: «عند تأسيس قطاعات جديدة واستهداف تنمية القطاعات غير النفطية فالحديث هنا عن قطاعات السياحة والضيافة والتجارة والتجزئة والقطاع اللوجستي، إضافة إلى الصناعة والترفيه وغيرها، وجميعها تحتاج إلى تطوير عقاري يلبي احتياجاتها من الحلول العقارية المختلفة، سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى البنية الفوقية من مجمعات ومراكز ومستودعات وغيرها».
وتابع: «للسعودية قيمة إضافية فيما يتعلق بالتطوير العقاري، فالنسبة الكبرى من الطلب تأتي من الداخل، وهذا يعطي فرصة كبيرة أمام شركات التطوير العقاري لطرح منتجات جديدة، خاصة مع المتغيرات التي شهدتها الأسواق المختلفة».
وزاد: «مثال ذلك أن قطاع التجزئة يتباطأ مقابل التجارة الإلكترونية، وهو ما يجعل المجمعات التجارية التقليدية بحاجة إلى إعادة دراسة في طريقة تصميمها وبنائها، في المقابل، يحتاج قطاع التجارة الإلكترونية إلى خدمات لوجستية من مخازن ومستودعات ومقارّ للتوصيل والتوزيع وغيرها، ما يجعل هناك حاجة إلى شركات التطوير العقاري التي تقدم الحلول للاستخدام والبناء الأمثل وفقاً للاحتياجات المختلفة».
وشدد على أن شركات التطوير العقاري حققت نجاحات في شراكتها مع القطاع العام، وهو ما صبّ في قطاع الإسكان، وأعلنت الوزارة قبل مدة أن الشراكة استطاعت إنتاج وحدات سكنية تلبي الطلب الكبير، وتحقق مستهدفات وزارة الإسكان لرفع نسبة تملك السعوديين.
وعلى الرغم من توسع سوق التطوير العقاري في المملكة، فإن تلبية الحاجة لا تزال في بداياتها، خاصة أن قطاع الضيافة والسياحة مقبل على نمو كبير، خاصة مع خطط السعودية في استقطاب سياح الخارج وزيادة تلبية احتياجات سياح الداخل من مرافق وبرامج سياحية تعتمد على التطوير العقاري بشكل كبير، في الوقت الذي شهدت العاصمة السعودية الرياض وحدها بناء عدد من الفنادق لتلبية احتياج البلاد من الطلب الكبير على الفنادق بجميع تصنيفاتها.
في المقابل، تظل أسواق مكة المكرمة والمدينة المنورة جزءاً كبيراً من حراك التطوير العقاري في المملكة، خاصة لتلبية احتياجات الحجاج والمعتمرين وخدمتهم، في بناء مشروعات لوجستية؛ حيث تتضمن «رؤية 2030» السعودية رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030.
وكانت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» قد أعلنت من خلال نشرتها الإحصائية الشهرية عن وصول عدد القروض العقارية الجديدة المُقدمة للأفراد من جميع المؤسسات التمويلية من بنوك وشركات تمويلية خلال العام الماضي 2019 إلى 179.217 ألف عقد، بنسبة نمو 255 في المائة، أي 3.6 ضعف ما تحقق في 2018 والذي سجل 50.496 ألف عقداً.
وأوضح التقرير أن إجمالي تمويل القروض السكنية تجاوز 79 مليار ريال (21 مليار دولار)، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 168 في المائة خلال عام 2019 كاملاً، مقارنة بعام 2018 الذي سجل توقيع عقود بقيمة بلغت نحو 29.5 مليار ريال (44.8 مليار دولار)، مشيراً إلى أنه تم تسجيل أرقام قياسية هي الأعلى في تاريخ البنوك والمؤسسات التمويلية من حيث العقود ومبالغ التمويل.
وبحسب تقرير مؤسسة النقد، فقد جرى إبرام نحو 94 في المائة من قيمة عقود التمويل العقاري الجديدة للأفراد هذا الشهر عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرم نحو 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان الحكومية شكلت في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2019 نحو 96 في المائة من إجمالي عدد العقود المُبرمة عن طريق الممولين العقاريين من بنوك وشركات، بنحو 22.283 ألف عقداً، وبقيمة إجمالية بلغت 9.3 مليار ريال (2.48 مليار دولار)، أي نحو 94 في المائة من قيمة التمويلات خلال ديسمبر 2019.
واستحوذت الفلل السكنية في شهر ديسمبر على النسبة الكبرى من التمويل، بواقع 8.078 مليار ريال (2.1 مليار دولار)، أي نحو 82 في المائة من إجمالي حجم التمويل المُقدم من البنوك وشركات التمويل، فيما حلت الشقق السكنية في المرتبة الثانية بأكثر من 12 في المائة، بقيمة 1.204 مليار ريال (321 مليون دولار)، فيما جاء تمويل شراء الأراضي السكنية في المرتبة الثالثة بنسبة 6 في المائة، بقيمة 577 مليون ريال (153 مليون دولار).
وكانت الإحصائيات الرسمية للمؤسسة قد بيّنت أن إجمالي أعداد عقود التمويل العقاري السكني المقدم للأفراد بنهاية 2018 بلغت نحو 50.496 ألف عقد، بقيمة إجمالية تقارب 29.5 مليار ريال (44.8 مليار دولار)، وفي عام 2017 نحو 30.833 ألف عقداً بقيمة 21.025 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، أما عام 2016 فقد شهد توقيع نحو 22.59 ألف عقد تمويلي، بقيمة 17.096 مليار ريال (4.5 مليار دولار).


مقالات ذات صلة

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

الاقتصاد الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

تعزز السعودية تملك المواطنين المساكن بدعم من القيادة، وتحقق إنجازات مبكرة في «رؤية 2030»، وتعمل لضخ 60 - 70 ألف وحدة سكنية جديدة في الرياض بـ66 مألف دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية كثير من سكان إسطنبول يمضون ليلتهم في العراء خوفاً من العودة إلى منازلهم (أ.ب)

كابوس زلزال الـ13 ثانية يخيم «نفسياً» على سكان إسطنبول وقلق من المقبل

لا يزال آلاف من سكان إسطنبول يعيشون حالة الرعب من كابوس الـ13 ثانية للزلزال القوي الذي ضرب المدينة الكبرى بالبلاد، وبلغت شدته 6.2 على مقياس ريختر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مستثمران في السوق المالية السعودية يراقبان شاشة التداول (أ.ف.ب)

ارتفاع أسواق الخليج بنهاية التداولات بعد تهدئة التوترات في أميركا وصعود الأسهم الآسيوية

صعدت أسواق الأسهم الخليجية في ختام تداولات الأربعاء بدعم من تصريحات ترمب بشأن باول والتجارة مع الصين، مع ارتفاع ملحوظ لأسهم البنوك والعقارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع «الوطنية للإسكان» (واس)

تأثيرات «محدودة» للرسوم الجمركية على سوق العقارات في السعودية

رأى مختصون عقاريون واقتصاديون أن تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السوق العقارية السعودية، سوف تكون «معتدلة» و«محدودة».

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز»: عقارات التجزئة السعودية تستعد لنهضة استثنائية بدفع من «رؤية 2030»

يشهد قطاع عقارات التجزئة في السعودية مؤشرات نمو قوية للسنوات القادمة، مدفوعاً بـ«رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، والتحول إلى مركز سياحي وترفيهي عالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT
20

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.