«الفن من أجل الفرح» لمسة حنان تمسح الألم

فتاة من أطفال مرضى السرطان مع لوحتها المستوحاة من لوحة للعالمي مانيه
فتاة من أطفال مرضى السرطان مع لوحتها المستوحاة من لوحة للعالمي مانيه
TT

«الفن من أجل الفرح» لمسة حنان تمسح الألم

فتاة من أطفال مرضى السرطان مع لوحتها المستوحاة من لوحة للعالمي مانيه
فتاة من أطفال مرضى السرطان مع لوحتها المستوحاة من لوحة للعالمي مانيه

في اليوم العالمي لأطفال مرضى السرطان الذي يصادف 15 فبراير (شباط) من كل عام، تطلق مؤسسة «ساجا» للعلاج بالفنون في 13 من الشهر الحالي معرض «الفن من أجل الفرح».
ويقام المعرض في مبنى مؤسسة «ورشات الفنون» في وسط بيروت، المشاركة في تنظيمه مع أساتذة «مدرستي النبض» (Myschoolpulse). وهو يتضمن نحو 40 لوحة رسم وصور فوتوغرافية نفذها أطفال مرضى السرطان. وتم اختيارهم من مستشفيات عدة في لبنان لديها أقسام علاج لهذا المرض، وبينها مستشفى المقاصد، ومار جرجس، وأوتيل ديو دي فرانس، وغيرها.
ويتناول الأطفال في رسوماتهم هذه كل ما يخطر على بالهم من موضوعات تحاكي خيالهم، إضافة إلى أخرى مستوحاة من لوحات رسامين عالميين أمثال إدوار مانيه، وبابلو بيكاسو، وكلود مونيه وفان غوخ، وغيرهم.
«إن فن الرسم يعد من أساليب العلاج المنصوح بها من قِبل الأطباء». تقول نيللي عبد الله، إحدى المسؤولات في «مدرستي النبض» المشاركة في المعرض. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «طبيعة عملنا تقضي بإعطاء الدروس المتبعة في المناهج المدرسية لهؤلاء الأطفال كي لا يخسروا أياً من أيامهم الدراسية خلال خضوعهم للعلاج. ومن هذا المنطلق، وإضافة إلى الدروس العادية التي نزودهم بها، نقدم لهم حصصاً خاصة في مادة الفن، ولا سيما الرسم والتصوير الفوتوغرافي والمسؤولة عنها مؤسسة (ورشات الفنون) (دادا)».
ومن الرسومات المعروضة في المناسبة تلك التي تحكي عن الألم والأصدقاء، وعن الحياة في المستشفى التي يمضون بين جدرانها أحياناً كثيرة فترات طويلة تتجاوز الـ60 يوماً.
«هو نوع من فنون الترفيه يزود الأطفال المرضى بمساحة مسلية فيروّحون عن أنفسهم وينسون أوجاعهم ولو لساعات قليلة». تقول مي إحدى المشرفات على تعليم الرسم للأطفال المرضى. وتضيف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «بعض الأولاد يعبّرون مباشرة عن آلامهم من جراء المرض، كما فعل أحدهم عندما رسم نفسه ولوّن فمه مليئاً بخربشات بالأحمر، للدلالة على ألم عنده من جراء تقرحات في الفم. في حين لم تتوان طفلة بعمر ست سنوات مع عدد من أصدقائها المرضى من رسم رؤوس مغطاة بشعر كثيف وملوّن إشارة إلى فقدانهم شعرهم من جراء العلاج».
وتشير مي إلى أنها مع زملائها المشرفين على حصة الرسم يزودون الأولاد بصور للوحات رسم لفنانين مشهورين فيتبارون على استنساخها كما هي بعد أن يبثوا روحهم فيها. «هناك من يفضل رسماً لفريدا كاهلو المكسيكية أو مشهداً للطبيعة للفنان الفرنسي كلود مونيه، في حين غيرهم يفضل أن يرسم شخصيات شاهدها على كيس رقائق البطاطا أو كتاب لشخصيات رسوم متحركة».
وتقول ياسمين فرح صاحبة مؤسسة «ورشات الفنون» المشاركة في الحصص الفنية الخاصة بأطفال المستشفيات، «إنهم من خلال الرسومات يستطيعون التحرر من واقعهم المرير فيقفزون معها إلى عالم خيالي يريحهم وينعكس إيجاباً على حالتهم النفسية. كما يشجعهم على تحمل فترة العلاج مع جرعة فرح». وعن مؤسسة «ساجا» للفنون تقول نيللي عبد الله: «هي مؤسسة أنشئت بعد وفاة الصبية ساجا توربا التي أمضت فترة علاجها ولمدة عام كامل في المستشفى وهي تمارس فن الرسم. فقرر زوجها كريم دادا الذي اقترن بها قبل وفاتها بنحو شهر واحد، أن يخلّد ذكراها من خلال مدرسة ترسل أساتذتها إلى أصحاب الأمراض المزمنة في المستشفيات لاستحداث مساحة فرح في قلوبهم تنسيهم واقعهم».
ويعدّ معرض «الفن من أجل الفرح» النسخة الثانية التي تقام في مناسبة اليوم العالمي لأطفال مرضى السرطان؛ إذ سبق وأقيم في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2018.
وتختم ياسمين فرح، بأن هذه اللوحات غير معروضة للبيع؛ إذ يحتفظ بها أصحابها ذكرى، في حين يتاح للراغبين في المشاركة بعلاج أطفال مرضى السرطان التبرع لهم على مكتب خاص مستحدث في مساحة المعرض.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.