فريق «نادي عامودا» لكرة القدم للبنات يفوز بالمرتبة الأولى في سوريا

فريق كرة القدم «نادي عامودا» للبنات
فريق كرة القدم «نادي عامودا» للبنات
TT

فريق «نادي عامودا» لكرة القدم للبنات يفوز بالمرتبة الأولى في سوريا

فريق كرة القدم «نادي عامودا» للبنات
فريق كرة القدم «نادي عامودا» للبنات

عندما كانت اللاعبة سحر في السادسة من عمرها أدركت أّنها موهوبة بكرة القدم، تروي الفتاة المتحدرة من بلدة عامودا الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، كيف كانت تذهب بصحبة إخوتها الشباب إلى الملعب الرئيسي في مدينة القامشلي وتبعد عن مسقط رأسها نحو 20 كيلومتراً غرباً، لتشجيع فريق نادي الجهاد لكرة القدم، قرّرت آنذاك أن تصبح لاعبة كرة قدم، واليوم فازت بلقب هداف البطولة لأول دوري لكرة القدم للسيدات في سوريا بعد تسجيلها 13 هدفاً في مرحلتي الإياب والذهاب.
سمر البالغة من العمر (21 سنة) تدرس في كلية الاقتصاد وتلعب مع نادي «سيدات عامودا» لكرة القدم الذي حصد كأس الدوري وفاز بالمرتبة الأولى في المباراة النهائية الأسبوع الماضي، التي جمعت الأخير ضد فريق «العربي لسيدات السويداء» في الجولة الختامية بهدفٍ دون رد، وكان فريقها فاز بالدوري الأخير على منتخب «جرمانا بدمشق للسيدات»، ضمن دوري بطولة كرة القدم للسيدات في العاصمة دمشق ليكون أول فريق يفوز ببطولة دوري القدم للسيدات.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط» أخبرت سمر كيف أنّ الحرب الدائرة في بلدها أثرت على موهبتها وتأخرت في تحقيق حلمها: «عندما دخلت العاشرة من عمري التحقت برياضة كرة القدم، لكن بعد اندلاع الحرب انقطعت قرابة 5 سنوات، وفي سنة 2017. انتسبت لنادي عامودا وأكملت مسيرتي الرياضية».
وبدأت رحلة اللقب الأول لنادي (عامودا) للسيدات في مرحلة الذهاب في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، بينما بدأت مرحلة الإياب في 14 يناير (كانون الثاني) بمشاركة سبعة أندية سوريا للسيدات، وخاضت سيدات نادي (عامودا) خلال المرحلتين 12 مباراة، حصدنّ خلالها 28 هدفاً من بينها 13 نقطة سجلتها سمر ليتوج النادي باللقب بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه.
في سوريا بدأت فعاليات دوري بطولة كرة القدم للسيدات للمرة الأولى بالعاصمة دمشق منتصف يناير الماضي، على أرض ملعب الجلاء في دمشق، وشاركت سبعة أندية رياضية من بينهم فريق سيدات عامودا لكرة القدم في إقليم الجزيرة، إلى جانب فرق من السويداء وحمص وحماة إلى جانب أندية من دمشق.
وشاركت عدّة لاعبات من فريق سيدات عامودا في منتخب سوريا بكأس الأمم الآسيوية للسيدات الذي نُظّم في الأردن عام 2018. في نسختها الـ19. كانت من بينها بارين أوسو ذات 14 ربيعاً.
وعن بدايات لعبها بكرة القدم تقول بارين: «اخترت كرة القدم لأنّها موهبتي أولاً، ولعبة جماعية ثانياً. شعور لا يوصف من الفرح أن تحصل على المرتبة الأولى على مستوى سوريا».
وفي ملعب بلدة عامودا الرياضي يكسوه العشب الأخضر وبين فتيات ناشئات يتدربنّ على لعب كرة القدم، يقف المدرب عيسى شيخو مدرب فريق إذاعة «آرتا إف إم» للسيدات، يروي كيف بدأت فكرة تأسيس أول فريق للسيدات ويقول: «بدأت في منتصف 2013 وطرحناها على مؤسسة (آرتا) التي وافقت على دعمها، ومنذ ذلك الحين ولدينا فريق كروي نسوي».
وفي الملعب تستعد فتاة لضرب الكرة لأخرى تنتظر التقاطها، مشهد تصنعه كابتن فريق إذاعة «آرتا إف إم» جاكلين أسعد وعمرها (40 سنة) مع شابات في ملعب مغلق يخترقن العادات والتقاليد ويتحدّين ظروف الحرب الدائرة في البلد.
وتقول جاكلين: «انتسبت لفريق (آرتا) منذ تأسيسه قبل سبع سنوات، فالحرب ضاقت على حركة النساء أكثر من الرجال فلازمن المنازل، وكنت أبحث عن متنفس فقررت لعب كرة القدم وكسر القيود المفروضة علي».
وانتسبت آلاء بدران (22 سنة) كابتن فريق «عامودا للسيدات» إلى النادي قبل عامين، ولم تكن تتوقع أن تفوز بكأس البطولة السوري، وعبرت عن مشاعرها قائلة: «صراحة كان هناك اعتراض من أهلي لأنّها لعبة للرجال فقط، وعندما شاهدوا إصراري وتصميمي وإنها موهبتي وافقوا»، وأخبرت أنّ حلمها تحقق عندما حصلت على المرتبة الأولى للدوري السوري، وتتويج فريقها على مستوى بلد مزقته نيران واختتمت حديثها قائلة: «عندما بدأت اللعب كان حلمي أن أحصل على الكأس، اليوم تحقق وسأكمل لعب كرة القدم بعزيمة أكبر».


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.