رحيل عبد العزيز المبارك مغني «تحرمني منك» بعد حياة حافلة

بفقده خبا نجم لامع من أسماع السودانيين

عبد العزيز المبارك
عبد العزيز المبارك
TT

رحيل عبد العزيز المبارك مغني «تحرمني منك» بعد حياة حافلة

عبد العزيز المبارك
عبد العزيز المبارك

عن عمر ناهز 69 عاماً، فقد عشاق الغناء السوداني الفنان «عبد العزيز المبارك»، الذي وافته المنية بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد صراع طويل مع المرض، مخلفاً وراءه رصيداً وافراً من الأغنيات للحب والجمال.
والمبارك يعد من بين الذين أدخلوا في الغناء السوداني لونية جديدة، ويعد أحد رموز الجيل «الثالث» من المغنيين، امتازت أغنياته بالعذوبة وجمال الألحان، وبفرادة الأداء، ومن أشهرها: «أحلى جارة، طريق الشوق، بتقولي لا»، واهتم بأغنياته عدد كبير من وسائل الإعلام والإذاعات في مختلف أنحاء العالم.
ولد فنان «ود مدني» عام 1951 في مدينة ود مدني «وسط البلاد»، وترجع جذوره إلى منطقة «عيلفون» بالقرب من الخرطوم، وكان مهتماً بالغناء منذ صباه، تعلم العزف على آلة العود بمساعدة زميله الفنان «علي السقيد»، وبدأ الغناء بتقليد كبار الفنانين، فضلاً عن تأثره بالإنشاد الصوفي المعروف بـ«المديح» لأن والده كان أحد شيوخ الطرق الصوفية.
أسهم الفنان الراحل في إدخال نمط موسيقي خاص به، وتخلى عن اللزمات والمقدمات الموسيقية الطويلة التي وسمت الغناء السوداني، بما في ذلك الموسيقى الخفيفة واللحن البسيط، والكلمات السهلة «الممتنعة».
لم يقتصر الإسهام الجمالي للمبارك على الغناء وحده، بل تعداه إلى التأثير على مسار «الأناقة والأزياء»، فقد فاجأ معجبيه في إحدى حفلاته الغنائية بقميص بألوان فريدة حظي بإعجاب شباب ذلك الزمن، فأطلقوا عليه «تحرمني منك» على الأغنية التي أداها في ذات الحفل، فصار أيقونة أناقة في ذلك الزمان.
أثرت أغنياته الراقصة وموسيقاه الطروب على شكل الحفلات الموسيقية التي كانت قبل ظهوره ذات طبيعة «استماعية»، أو الرقص البطيء، لكنه أتى بأغنيات حثت الناس على الرقص الطروب، ما جعله علامة فارقة في تاريخ الغناء السوداني، فخلدت أغنياته في الوجدان السوداني، وحركت الناس من مقاعد المستمعين إلى حلبات الرقص، ما جعله نجماً في حفلات الأعراس والمناسبات الشعبية، وظل مسيطراً على خيارات الاحتفال حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي.
واجه الرجل صعوبات عديدة، مثل غيره من المغنين، من قبل جماعات الهوس الديني التي تعادي الفن والموسيقى، بل حاولت إعادة كتابة الكثير من الأغنيات وتغيير مضامينها وتجييرها لصالح مشروعها الديني، ولحظتها توقف كثير من المغنين عن الغناء، وتأثر الراحل بهذه المرحلة أي تأثر.
وقال الراحل في آخر مقابلة صحافية أجريت معه، إن الساحة السياسية تشهد حالة من «الفوضى»، أدت لفوضى في الغناء، ما جعل كبار الفنانين ينزوون ليتركوا المجال لمن أطلق عليهم «أنصاف المواهب»، ما أصابه بالاكتئاب، فابتعد عن ساحة الغناء دون اعتزاله، متهماً الفضائيات السودانية المسؤولية عما سماه «تدني الفن السوداني»، فضاعت هيبته بسبب أصوات لا صلة لها بالغناء.
لم يكتفِ الفنان عبد العزيز بلوم الفضائيات وذهب إلى أن الدولة أضاعت الفرصة على الفن السوداني بالوصول إلى العالم وتجاهلت الفن والإبداع عن قصد لخدمة الأجندات السياسية، وقال المحرر الفني علي أبو عركي، إن المبارك عانى حالة اكتئاب حاد نتجت عن انتهاك حقوقه الأدبية والمعنوية، ولعب ذلك في تدهور وضعه الصحي، ويضيف: «عدد من كبار المبدعين السودانيين يعيشون ظروفاً قاسية، أرقدتهم الأسرة البيضاء، أو دفنتهم في المقابر».
وبحسب أبو عركي، فإن المبارك أثرى الوجدان الشعبي بأغنيات باقية في الذاكرة الجمعية ومن أشهرها: «بتقولي لا، أحلى عيون، أحلى جارة، ليه يا قلبي ليه، صدفة، وأيقونته (تحرمني منك)».
ووفقاً لعركي، فإن أغنيات المبارك عبرت حدود الموسيقى السودانية، إلى حدود الموسيقى الإثيوبية، ما أورثه قاعدة واسعة من المعجبين في «إثيوبيا»، بل إن أغنياته تتردد بكثافة بأصوات وموسيقى إثيوبية باللغة العربية وباللغات الإثيوبية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.