المراهقون يغيرون عالم الأخبار

المراهقون يغيرون عالم الأخبار
TT

المراهقون يغيرون عالم الأخبار

المراهقون يغيرون عالم الأخبار

إذا كان ثلث سكان كوكبنا في أعمار لم تبلغ العشرين، وأكثر من نصفهم متصلون بـ«الإنترنت»، حيث يمضون نحو سبع ساعات يومياً في التنقل بين الشاشات، فنحن بصدد تحول إعلامي جوهري وخطير، أو هذا على الأقل ما خلصت إليه «الإيكونومست» في تقرير مثير، نشرته في نسختها المطبوعة، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
عنوان التقرير، الذي سعى إلى استشراف حالة الإعلام في العالم، جاء على هذا النحو: «المراهقون يعيدون كتابة قواعد الأخبار»، وكالمعتاد، فقد استطاعت المجلة أن تثبت صحة هذا العنوان في المتن، مستخدمة عدداً من وسائل الإثبات والإقناع الوجيهة.
ويمكن تلخيص أهم ما وصل إليه التقرير بخصوص تغير المشهد الإعلامي، بفعل القوة المتزايدة للمراهقين، في أربعة محاور؛ أولها يتعلق بأن الشباب الأصغر سناً، الذين يمثلون كتلة رئيسة ضمن جمهور المحتوى الإعلامي الآن، والذين سيكونون معظم هذا الجمهور غداً، يذهبون إلى الشاشات، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، باطراد، حتى إن 80 في المائة من الشباب العرب بين 18 إلى 24 سنة، يحصلون على الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، مقارنة مع 25 في المائة فقط في 2015.
ووفقاً لبرنامج تقييم الطلاب الدولي (بيزا)، فإن نسبة الشباب الذين يقرؤون الصحف في العالم انخفضت من حوالي 60 في المائة إلى 20 في المائة، في وقت يتزايد لديهم الاعتقاد فيه بأن التكنولوجيا «تمنحهم القوة».
ويتعلق المحور الثاني بما يمكن أن نسميه «منظور التعرض»؛ إذ تشير المجلة إلى بحث أجراه معهد «رويترز» لدراسة الصحافة على المراهقين البريطانيين والأميركيين، وهو البحث الذي خلص إلى أن هؤلاء يتعرضون إلى الأخبار التي يمكن أن تعالج أوضاعهم كأفراد، أو تحقق لهم شيئا كأفراد، وليس ما يمكن أن يكون مهماً للمجتمع أو يعالج شؤونه.
حاولت «الإيكونومست» أن ترفد تقريرها بالحيوية اللازمة عبر تجسيد التحولات الإعلامية الكبرى في مصادر من المراهقين الذين تم التحدث إليهم حول العالم، ومن بين هؤلاء المراهقة الهندية «مافي»، التي تبلغ من العمر 15 عاماً، وتعيش في دلهي، وتشترك عائلتها في صحيفتين هنديتين كبيرتين، لكن «مافي» تؤكد أنها لا تقرأ الأخبار في الصحيفتين، وأنها فقط تقرأ كل ما يظهر أمامها من أخبار حين تفتح محرك البحث «كروم» Chrome من دون أن تشغل بالها بهوية المصدر.
يفسر سلوك «مافي» المحور الثالث الذي خلصت إليه المجلة؛ إذ يبدو أن الناشر لم يعد له ذات الدور المركزي في صناعة الإعلام كما حدث على مدى أكثر من قرنين من الزمان من جانب، كما يبدو أن فكرة «المصدر» كاستحقاق جوهري في الصناعة تضمحل تماماً من جانب آخر.
وفي دراسة بريطانية، اعتبر مكتب الاتصالات OFcom أن استهلاك الأخبار بهذه الطريقة يضيق إلى أقصى حد احتمالات الاهتمام بمراجعة المصادر.
أما المحور الرابع، فقد توصلت إليه المجلة نتيجة لما رصدته من ضعف كبير في قدرات المستطلعة آراؤهم من المراهقين على استرجاع أسماء العلامات التجارية الكبرى في عالم الإعلام؛ وهو أمر ينذر بمخاطر كبيرة تحيط بمؤسسات استثمرت المليارات وكافحت كثيراً لتحصد ثقة الجمهور، لكن هذا الأخير بات يتغير بسرعة، ولم يعد مكترثاً سوى بتصفح ما يلفت نظره، أو يلبي مصلحته الفردية، على أي شاشة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.