قد تتجاوز اليوم أرقام ضحايا كورونا حصيلة فيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) إذا استمر الفيروس في حصد حياة المزيد من الأشخاص بالمعدل الحالي؛ حيث أعلنت السلطات الصينية أمس ارتفاع حصيلة الوفيات في مختلف أرجاء الصين جراء الإصابة بالفيروس إلى 722 حالة وفاة، بعد تسجيل 86 حالة وفاة جديدة، كما أعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين أمس السبت. واقترب عدد ضحايا فيروس كورونا من حصيلة ضحايا (سارس) الذي أودى بحياة 800 شخص عالميا في الفترة بين عامي 2002 و2003 من بين نحو ثمانية آلاف مصاب.
وعزلت بكين مدنا وألغت رحلات جوية وأغلقت مصانع لاحتواء هذا الوباء الذي كانت له تبعات على الأسواق العالمية والشركات المعتمدة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية انيس بوزين عن تسجيل خمس حالات إصابة جديدة بالفيروس كورونا الجديد في البلاد، ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة إلى 11، وقالت بوزين في مؤتمر صحافي أمس السبت في باريس، إن الإصابات الجديدة هي لأربعة أشخاص بالغين وطفل، مشيرة إلى أن حالاتهم ليست خطيرة. ويواصل المرض الانتشار خارج بر الصين. وتم تأكيد 320 إصابة في 30 بلداً ومنطقة، وحالتي وفاة في هونغ كونغ والفيليبين. وفي هونغ كونغ، يواجه 3600 شخص المصير نفسه على متن سفينة «وورلد دريم» السياحية التي تأكد وجود 8 إصابات على متنها. وتفرض عدة دول قيودا صارمة على الأشخاص الوافدين من الصين، كما تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى هناك.
وأصبح مواطن أميركي أول ضحية مؤكدة من جنسية غير صينية يسقط نتيجة الإصابة بفيروس كورونا الجديد أمس السبت بينما توفي ياباني أيضا بسبب أعراض تتطابق مع أعراض المرض. وتوفي الأميركي البالغ من العمر 60 عاماً الخميس في مستشفى في ووهان (وسط الصين)، مركز الأزمة الصحية الحالية الناتجة عن الفيروس، كما كشف السفير الأميركي في الصين لوكالة الصحافة الفرنسية، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وأعلنت وزارة الخارجية اليابانية أن يابانيا توفي إثر نقله إلى المستشفى مصابا بالتهاب رئوي في مدينة ووهان وأنه كان يعاني أعراضاً تشبه الإنفلونزا تتطابق مع الأعراض الناجمة عن فيروس كورونا الجديد. وأشارت أحدث بيانات حكومية إلى وضع 17 أجنبيا في الحجر الصحي بالصين وتلقيهم العلاج حتى ظهر يوم الخميس. بدأت هونغ كونغ السبت فرض تدابير حجر صحي قاسية من أجل التصدي للفيروس. وقالت وزارة الصحة اليابانية أمس السبت إن الاختيارات أظهرت إصابة 41 شخصا على ظهر السفينة دايموند برنسيس بالفيروس بالإضافة إلى 20 حالة أخرى تم تحديدها من قبل مع نقل المصابين إلى مستشفيات على البر. ووضعت السفينة رهن الحجر الصحي لمدة أسبوعين لدى وصولها إلى يوكوهاما في الثالث من فبراير (شباط). واتهمت صحيفة «تايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس السبت الصين بالتحفظ في إعطاء معلومات عن حجم انتشار فيروس كورونا الجديد، محذرة من أن مثل هذا السلوك من شأنه أن يقوض الثقة. واستهلت الصحيفة تعليقها على الوضع الحالي بالقول: «نتيجة ذلك هو تقويض أهم الأشياء الجيدة التي يمكن وجودها في الأزمات الصحية العامة ألا وهي الثقة، فبدون الثقة يصير الناس في ذعر أو يتصرفون بشكل غير عقلاني». وأضافت الصحيفة: «حتى الآن لا تزال هناك الكثير من الأسئلة العالقة حول الأزمة في ووهان. كم عدد العاملين الطبيين الآخرين الذين أُصيبوا بالفيروس؟ وكم عدد الشباب الآخرين الذين ماتوا بدون مضاعفات سابقة كما هو الحال مع الطبيب لي وين ليانج؟ وهل يمكن للمرء أن يثق في الإحصائيات الرسمية بشكل عام؟». وقالت الصحيفة إن بكين تشكو ما تعتبره رد فعل مبالغا من قبل دول أخرى بعد أن أغلقت حدودها مع الصين وألغت الرحلات الجوية منها وإليها، وأضافت «تايمز» أنه بدلا من ذلك «على بكين أن تعيد التفكير في الدور الذي لعبه تكتمها وإخفاؤها المبالغ فيهما للمعلومات في مثل هذه الأزمة». تجدر الإشارة إلى أن بكين لم تكشف أي بيانات بشأن عدد العاملين في القطاع الطبي الذين أُصيبوا بالفيروس الجديد.
كشفت دراسة نشرت الجمعة أن 40 شخصاً من العاملين في مجال الرعاية الطبية داخل مستشفى واحد في مقاطعة ووهان الصينية التقطوا الفيروس المستجدّ في شهر يناير (كانون الثاني) خلال تعاملهم مع مصابين داخل المستشفى، ما يسلّط الضوء على المخاطر التي تحيق بالعاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس.
ونشرت الدراسة بعد ساعات فقط من وفاة طبيب صيني كان أوّل من حذر من الفيروس المستجدّ قبل أن يقضي متأثراً بالإصابة به، ما أثار موجة غضب وحزن شديدين تجاه أزمة تزاد سوءاً وتسببت بمقتل أكثر من 700 شخص. ومن الأشخاص الـ40 المصابين الذين تحدثت عنهم دراسة «جاما» 31 عملوا في أجنحة عامة داخل المستشفى وسبعة في قسم الطوارئ و2 في العناية الفائقة. ومثال المريض الذي يعتقد أنّه نقل العدوى إلى 10 عاملين في مجال الصحة يبرز الخطر الكبير داخل المستشفيات خلال المرحلة الأولى من انتشار فيروس كورونا، على الرّغم من أنّ التقديرات بشكل عام تشير إلى أنّ كلّ مصاب بالفيروس ينقل العدوى إلى 2.2 شخص كمعدل وسطي. وقال مايكل هاد، خبير الصحة العالمي في جامعة ساوثهامبتون في تعليق أورده «المركز البريطاني الإعلامي للعلوم» إنّه «إذا كان هذا صحيحاً، عندها هذا يؤكّد أنّ بعض المرضى من المحتمل أن يكونوا أكثر نشراً للعدوى من غيرهم، وهذا يفرض مصاعب أكبر في التعامل مع حالاتهم». وأقرّ نائب حاكم مقاطعة هوبي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، بأنّ الطواقم الطبية في مركز انتشار الفيروس مصابة بالإرهاق وتفتقر إلى المعدّات الواقية.
«كورونا» المستجد قد تتجاوز حصيلته فيروس «سارس»
الصين تتحدث عن 722 وفاة... والوباء ينتشر في 30 بلداً
«كورونا» المستجد قد تتجاوز حصيلته فيروس «سارس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة