يناقش مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، المنعقد في مركز محمد السادس للمعارض قرب مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، تعديل مقتضيات قانونه الأساسي المتعلقة بطريقة انتخاب الأمين العام.
ويهدف المقترح الجديد إلى إسناد مهمة انتخاب الأمين العام مباشرة للمؤتمر، وليس للمجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر كما كان الأمر في السابق. ومن شأن المصادقة على هذا المقترح أن يحصر المنافسة حول الأمانة العامة في 3 مرشحين؛ هم محمد الشيخ بيد الله، وعبد اللطيف وهبي، وسمير بلفقيه، اعتباراً لكونهم المرشحين الوحيدين الذين تتوفر فيهم حالياً شروط الترشيح للأمانة العامة. لكن أحد المشاركين في المؤتمر لم يستبعد إعادة ترشيح الأمين العام الحالي حكيم بنشماش لولاية ثانية، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدداً من القيادات الحزبية يقوم بمساعٍ من أجل إقناع بنشماش للترشيح لولاية ثانية.
أما باقي المرشحين، الذين لا يستوفون شروط الترشيح، وعددهم حتى الآن 3 مرشحين، فإن عدم تعديل مقتضيات انتخاب الأمين العام ستمنحهم فرصة، شريطة أن ينجحوا في انتخابات المجلس الوطني، الذي ستؤهلهم عضويته للترشح للأمانة العامة.
وواصلت لجان المؤتمر أمس، مناقشة الأوراق القانونية والسياسية المعروضة على المؤتمر. ورغم عودة الهدوء إلى المؤتمر بعد جلسة افتتاحية صاخبة الليلة قبل الماضية، لم يخلُ المؤتمر صباح أمس من احتجاجات ومناوشات متفرقة ومحدودة.
وقدمت اللجنة التنظيمية للمؤتمر اعتذاراً رسمياً للمؤتمرين عن مجموعة من الاختلالات، التي شابت تنظيم المؤتمر، والتي أثارت غضب عدد من المشاركين. وتوعدت اللجنة بتشكيل لجينة تتكفل بحل مشاكل الإيواء والتنقل، التي اعترضت كثيراً من الوفود القادمة من مختلف مناطق المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن المركز الذي احتضن المؤتمر يوجد في منطقة زراعية، ويبعد نحو 5 كيلومترات عن مدينة أزمور، وهي مدينة صغيرة لا تتوفر على القدرات السياحية الضرورية لإيواء المشاركين في المؤتمر، الذين ناهز عددهم 4 آلاف شخص. كما اعتذرت اللجنة عن عدم كتابة الشعارات واللافتات باللغة والحروف الأمازيغية، وعزت ذلك إلى تقصير من طرف الشركة الخاصة، التي فازت بصفقة تنظيم المؤتمر، وليس إلى موقف سياسي للحزب.
وتواصلت أشغال المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة بشكل عادي الليلة قبل الماضية، عقب جلسة افتتاحية صاخبة تخللتها اشتباكات بالأيادي وصعود محتجين إلى المنصة. وبدأت الاحتجاجات خلال الجلسة الافتتاحية مع صعود سمير كودار، رئيس اللجنة التنظيمية للمنصة لإلقاء كلمته، حيث ارتفعت أصوات بعض الغاضبين بسبب مشاكل الإيواء، مطالبين بـ«رحيله». لكن سرعان ما التحق بهم غاضبون آخرون بسبب عدم كتابة الملصقات واللافتات والشعارات بالأمازيغية، محتجين على تشكيلة بعض لوائح المؤتمرين في بعض الجهات، الذين اتهموا اللجنة التنظيمية بتحريف اللوائح لدعم تيار حزبي ضد تيار آخر.
ورغم إصرار كودار على إتمام كلمته، فإن الاحتجاجات تصاعدت وبلغت حد اقتحام المنصة والتشابك بالأيدي. وأخرج كودار من القاعة بعد أن أصيب بإغماءة. وغادر ضيوف المؤتمر القاعة تحت حراسة أعضاء اللجنة التنظيمية والشركة المكلفة بالأمن.
وتدخل عدد من قادة الحزب لتهدئة الأوضاع والدعوة إلى الحكمة والتعقل، والحرص على سلامة التنظيم الحزبي، وعدم إفشال مؤتمره. واستمر التوتر حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، قبل أن يعود الهدوء عقب اعتذار اللجنة التنظيمية، وتعهدها بالاستماع إلى طلبات المحتجين والتجاوب معها، خصوصاً إيجاد حل لمشاكل الإيواء. واقترح قياديون على المؤتمرين عقد اجتماعات حسب المناطق، وأن تختار كل منطقة ممثلاً أو اثنين يقدمان مطالبها للجنة التنظيمية.
وتواصلت أشغال المؤتمر بتنظيم جلسة عمومية، ناقشت وصادقت على التقريرين المالي والأدبي الليلة قبل الماضية. وخلال يوم أمس، نوقشت الأوراق القانونية والسياسية، وتتواصل أشغال المؤتمر، اليوم، إذ يرتقب أن ينتخب الأمين العام للحزب ومجلسه الوطني، وتشكيل باقي هياكله.
المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يتجه لتعديل طريقة انتخاب الأمين العام
المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يتجه لتعديل طريقة انتخاب الأمين العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة