الحكومة المصرية لتغيير صورتها بشأن مستوى الخدمات الرسمية

TT

الحكومة المصرية لتغيير صورتها بشأن مستوى الخدمات الرسمية

في مسعى لتغيير الصورة السائدة في أوساط عدد من المصريين بشأن مستوى الخدمات الرسمية، أقدمت الحكومة خلال اليومين الماضيين على عدد من الإجراءات المرتبطة بتعزيز الرقابة على الخدمات، وذلك عبر «وضع نظام مراقبة بالكاميرات» بمكاتب التوثيق التابعة لوزارة العدل، فيما افتتحت وزارة الداخلية منفذاً لاستخراج بعض الشهادات الرسمية داخل المراكز التجارية «المولات» الكبيرة في شرق القاهرة.
وتأتي هذه الخطوات ضمن خطة تقول الحكومة إنها تستهدف «تسهيل المعاملات الرسمية، وربطها ضمن منظومة إلكترونية في المحافظات المصرية كافة». وقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، عدداً من المسؤولين إلى «اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحديث كافة جوانب منظومة المخابز، وتداول الخبز على مستوى الجمهورية».
وأفادت وزارة العدل أمس بأن المستشار عمر مروان، وزير العدل، أجرى زيارة لمكتب توثيق منطقة مدينة نصر بالقاهرة المطور، مشيرة إلى أن «وزير العدل التقى ببعض المواطنين خارج المكتب وداخله، واستمع لتقييمهم لأداء موظفي المكتب؛ حيث أشاد البعض بأعمال التوثيق داخل المكتب، بينما انتقد البعض الآخر عدم كفاءة شبكة النظام الآلي، التي يؤدي تعطلها أحياناً إلى تردد المواطن أكثر من مرة لإنهاء مصالحه».
ووفق بيان العدل، فقد ألزم مروان الموظفين بـ«البدء الفوري في تنفيذ طلبات المواطنين، وعدم انتظار عودة النظام الآلي عند تعطله عن العمل، ومباشرة الإجراءات يدوياً، ثم إدراجها على النظام عند عودته للعمل، حرصاً على سرعة الإنجاز للمعاملات».
كما حددت وزارة العدل أحد مكاتب التوثيق بالقاهرة لبدء التشغيل التجريبي لنظام المتابعة الداخلية بكاميرات المراقبة، بهدف الوقوف على «انتظام العمل بالمكاتب، وهو ما سيتم تعميمه خلال الفترة القادمة على المقار، التي تشهد زحاماً من المواطنين»، بحسب الوزارة.
وفي السياق ذاته، بدأت وزارة الداخلية تشغيل «فرع جديد» لقطاع الأحوال المدنية داخل مركز تجاري «لاستخراج الوثائق وشهادات الميلاد والوفاة، من خلال آلات حديثة بدأت في تعميمها ببعض المناطق، ومنها مطار القاهرة».
وتخطط الحكومة لنقل وزاراتها المختلفة وموظفيها إلى العاصمة الجديدة، وبدء عملهم بحلول منتصف العام الجاري، فيما تتخذ «إجراءات متسارعة لتنفيذ ملف التحول الرقمي، وميكنة الخدمات الحكومية مع انتقال مركز الحكم».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.