{أوبك +} تدرس خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل إضافية يومياً لمواجهة {كورونا}

وزراء الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والروسي ألكسندر نوفاك والفنزويلي مانويل كيفيدو في اجتماع {أوبك+} الأخير (رويترز)
وزراء الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والروسي ألكسندر نوفاك والفنزويلي مانويل كيفيدو في اجتماع {أوبك+} الأخير (رويترز)
TT

{أوبك +} تدرس خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل إضافية يومياً لمواجهة {كورونا}

وزراء الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والروسي ألكسندر نوفاك والفنزويلي مانويل كيفيدو في اجتماع {أوبك+} الأخير (رويترز)
وزراء الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والروسي ألكسندر نوفاك والفنزويلي مانويل كيفيدو في اجتماع {أوبك+} الأخير (رويترز)

قال مصدران في أوبك ومصدر مطلع بالقطاع أمس الاثنين، إن أوبك وحلفاءها يدرسون خفض إنتاجهم النفطي 500 ألف برميل يوميا إضافية بسبب أثر الفيروس التاجي على الطلب.
وقال أحد مصدري أوبك إن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها مثل روسيا، في إطار ما يعرف باسم أوبك +، يدرسون عقد اجتماع وزاري في 14 و15 فبراير (شباط)، أي قبل الموعد المقرر للاجتماع في مارس (آذار).
تراجع النفط عشرة دولارات للبرميل هذا العام إلى 56 دولارا، وهو دون المستوى الذي تنشده دول أوبك لضبط ميزانياتها. ويقول محللون ومتعاملون إن انتشار الفيروس التاجي بالصين قد يقلص الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام الجاري.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن إيران عضو أوبك قالت في وقت سابق اليوم إن انتشار الفيروس أضر بالطلب على النفط ودعت إلى بذل الجهد لتحقيق استقرار الأسعار. ونقلت عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله: «سوق النفط تحت ضغط، والأسعار تراجعت عن 60 دولارا للبرميل، ويجب بذل الجهود لضبطها».
وقالت روسيا يوم الجمعة إنها مستعدة لتقديم موعد اجتماعات أوبك + إلى فبراير. وموافقة البلد مهمة لكونه أكبر منتج من خارج أوبك يتعاون مع المنظمة.
وقالت مصادر أخرى في أوبك + إن لجنة من أوبك وخارجها يُطلق عليها اللجنة الفنية المشتركة حددت الرابع والخامس من فبراير لعقد اجتماع في فيينا لتقييم أثر الفيروس على الطلب. وقالت المصادر إن من المرجح أن تخرج اللجنة بتوصية فيما يتعلق بأي خطوة جديدة لدعم السوق.
تخفض أوبك + إنتاج النفط لدعم الأسعار، إذ اتفقت في ديسمبر (كانون الأول) على تقليص الإنتاج 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس. والاجتماع المقبل من المقرر له الخامس والسادس من مارس.
يناقش الحلفاء أيضا تمديد أمد التخفيضات، وقالت مصادر منفصلة في أوبك الأسبوع الماضي إن المجموعة أرادت تمديد القيود حتى يونيو (حزيران) على الأقل.
وما زالت إيرادات النفط والغاز تهيمن على اقتصاد السعودية، أكبر اقتصاد عربي، رغم خططها لتنويع موارده. وتريد المملكة أسعارا عند نحو 80 دولارا لتحقيق ميزانية عامة بلا عجز.
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر مطلعة على أوضاع قطاع الطاقة الصيني، إن طلب الصين على النفط الخام تراجع بنحو 3 ملايين برميل يوميا أي بنسبة 20 في المائة من إجمالي الطلب، في ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد على الاقتصاد الصيني.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن تراجع الطلب الصيني يمكن أن يكون أقوى ضربة لأسواق النفط من الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008 وأدت إلى تراجع كبير في الطلب العالمي على الطاقة. كما أن التراجع الصيني هو أقوى ضربة مفاجئة للأسواق منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة.
ومن المحتمل أن يدفع هذا التراجع أوبك والدول النفطية الحليفة إلى خفض الإنتاج مجددا، في الوقت الذي تدرس فيه هذه الدول عقد اجتماع طارئ خلال الشهر الحالي لدراسة الموقف وعدم الانتظار إلى الموعد المقرر لاجتماع أوبك يوم 9 مارس المقبل. وقد تراجعت أسعار النفط إلى أقل مستوياتها منذ 4 أشهر.
يقول جون كيلدوف المحلل الاقتصادي في مؤسسة أجين كابيتال والذي يعمل في مجال أسواق الطاقة منذ أكثر من 15 عاما، إن الأزمة الحالية تمثل «مفاجأة كبيرة بالنسبة لسوق النفط... كان هناك بعض الأمل في تحسن الطلب على النفط خلال العام الحالي قبل تفشي الفيروس، لكن هذا الأمل تلاشى. سيكون على تجمع أوبك بلس (الذي يضم دول منظمة أوبك و10 دول نفطية حليفة من خارج المنظمة على رأسها روسيا) التحرك. إذا لم يتم خفض الإنتاج مجددا فسوف سنرى المزيد من تراجع الأسعار».
يذكر أن الصين أصبحت منذ 2016 أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم متفوقة على الولايات المتحدة، لذلك فإن أي تغيير في استهلاك الصين للنفط سيكون له تأثير كبير على السوق العالمية للطاقة. وتستهدف الصين نحو 14 مليون برميل نفط خام يوميا، بما يعادل استهلاك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية مجتمعة.
وقد تراجع سعر خام برنت وهو الخام القياسي لأسواق النفط العالمية بأكثر من 10 في المائة منذ 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما بدأت الأسواق المالية تتأثر بأنباء الأزمة الصحية في الصين.
وواصلت أسعار النفط تراجعها في تعاملات الأسواق الآسيوية أمس، حيث تراجع سعر خام برنت بنسبة إلى 55 دولارا للبرميل. في الوقت نفسه استقر سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأميركي عند أقل مستوياته منذ أغسطس (آب) الماضي بعد تراجعه إلى نحو 50 دولارا للبرميل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.