القضاء الإسرائيلي يرفض إعفاء نتنياهو من السجن

TT

القضاء الإسرائيلي يرفض إعفاء نتنياهو من السجن

أكد المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، رفضه التوصل إلى صفقة ادعاء مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تؤدي إلى إصدار عفو عنه مقابل اعتزاله السياسة. وقال إن أمر صفقة كهذه غير وارد. فالاتهامات ضده خطيرة ويجب أن تكون هناك عقوبة سجن حتى يرتدع مخالفون آخرون مثله.
وقد جاءت هذه التصريحات، التي اعتبرت درامية، في إحدى جلسات البحث التي أجراها مندلبليت مع مسؤولين في مكتب المدعي العام الإسرائيلي، ونقلتها القناة الرسمية «11» للتلفزيون الإسرائيلي. وقالت إن «مندلبليت أكد على ضرورة عرض الأدلة الخطيرة كاملة الواردة في لوائح الاتهام على هيئة المحكمة، حتى تبحث في تفاصيلها». ونقلت عن المستشار القضائي للحكومة قوله إن «ملفات فساد نتنياهو استثنائية وغير طبيعية. وبدلاً من الاعتذار والتواضع، نجد أن نتنياهو يوجه اتهامات للجهاز القضائي الإسرائيلي وأجهزة التحقيق كما لو أنها قامت بحياكة ملفات ضده وتلفيق أدلة وإخفاء أخرى. وهذه الاتهامات ضد الجهاز القضائي خطيرة، ولا يمكن أن تبقى معلقة بالهواء، يجب عرضها على هيئة المحكمة واستنفاد الإجراءات القضائية حتى النهاية وإصدار حكم فيها».
وقالت القناة إن مندلبليت أوضح بما لا يقبل الشك أن «عقد صفقة ادعاء مع نتنياهو لا يمكن قبوله، إلا إذا وافق الأخير على قضاء عقوبة السجن لفترة مستحقة».
يشار إلى مندلبليت كان قد قدم، يوم الثلاثاء الماضي، لائحة اتهام ضد نتنياهو، تتضمن تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، إلى المحكمة المركزية في مدينة القدس. ورجحت هيئة البث الإسرائيلية، أن تبدأ المحكمة مداولاتها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من مارس (آذار) المقبل. ويؤكد المقربون من نتنياهو أنه يسعى لتقوية مكانته الجماهيرية في الانتخابات، من خلال تشويه سمعة القضاء، على أمل أن ينتصر في الانتخابات ويقوي بذلك مركزه في المفاوضات مع النيابة لإبرام صفقة تؤدي إلى إصدار عفو عنه مقابل اعتزاله السياسة. وقد نجح نتنياهو في جر أحزاب اليمين والمتدينين اليهود إلى جانبه في هذه المعركة، وجر إسرائيل إلى الانتخابات مرتين والثالثة على الطريق. وهناك من يتوقع أن يجر إسرائيل لانتخابات ثالثة لخدمة أهدافه الشخصية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.