الرئيس التونسي: أدعم الفخفاخ وقد أضطر إلى حل البرلمان

قال إن السعودية ستتكفل ببناء مستشفى بكلفة 150 مليون دولار في القيروان

الرئيس التونسي: أدعم الفخفاخ وقد أضطر إلى حل البرلمان
TT

الرئيس التونسي: أدعم الفخفاخ وقد أضطر إلى حل البرلمان

الرئيس التونسي: أدعم الفخفاخ وقد أضطر إلى حل البرلمان

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة أول من أمس أنه سيؤدي غدا زيارة إلى الجزائر، تمهيدا لسلسلة من الزيارات التي سيقوم بها إلى عدد من دول العالم التي تلقى دعوات لزيارتها منذ توليه الحكم قبل نحو مائة يوم، وفي مقدمتها السعودية والمغرب وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والإمارات وتركيا. مبرزا أن أبرز القضايا التي سيبحثها مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون «التنسيق في جهود معالجة الأزمة الليبية»، ضمن رؤية تعطي الأولوية إلى «التوافق بين الليبيين وكل قياداتهم شرقا وغربا».
ووصف الرئيس التونسي الجزائر بـ«الجار الكبير والشريك الاستراتيجي لتونس في كل المجالات»، وهو ما جعله يتعهد بأن يكون أول بلد يزوره فور انتخابه، وأول بلد يوجه إليه مبعوثين رسميين برئاسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد. كما كلف مدير مكتبه ورئيس أركان الجيش بحضور جنازة رئيس الأركان الجزائري السابق أحمد قايد صالح.
وبخصوص علاقات تونس الخارجية، أكد قيس سعيد أنها «ستتطور وستكون أكثر نجاعة» في عهده، واستدل على ذلك بالمكالمات التي أجراها مع عدد من الملوك العرب ورؤساء الدول والحكومات من العالم أجمع، وأيضا بالعدد المرتفع للموفدين الخاصين الذين استقبلهم مؤخرا في قصر قرطاج، وبينهم موفدان من خادم الحرمين الشريفين ووزراء خارجية الإمارات وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا ورئيسا البرلمان المغربي بغرفتيه. إضافة إلى الرئيس التركي ورئيس حكومة الوفاق الليبية.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أوضح الرئيس التونسي أنه تلقى دعوة رسمية لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا. لكنه رفض الحضور لأن «تونس ودولا أخرى دعيت إلى قمة مؤتمر برلين دون أن تشارك في الأعمال التحضيرية له، ولأن الدعوة جاءتها متأخرة». موضحا في هذا السياق أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون، وأطرافا دولية اتصلت به بعد مؤتمر برلين، واتفق معهم على مشاركة تونس في كل المؤتمرات القادمة عن ليبيا، شريطة أن تشارك في الأعمال التحضيرية لها، ولا يكون حضورها صوريا «لأن تونس لا تقبل ركوب القطار وهو يمشي»، وأيضا لأنها أكثر بلد معني بالمستجدات في ليبيا ومستقبلها، فضلا عن استضافتها منذ سنوات للغالبية الساحقة من البعثات الأممية والدولية المعتمدة في طرابلس وللفرقاء الليبيين.
وعن سر اختياره لوزير المالية والسياحة السابق إلياس الفخفاخ لرئاسة الحكومة الجديدة دون بقية المرشحين، أكد قيس سعيد أنه اتخذ القرار دون تأثير من أي طرف أو شخصية سياسية، وفند ما روجته بعض وسائل الإعلام التونسية من أن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد وحزبه مارسا ضغوطات عليه من أجل تعيينه بالذات. مجددا دعمه لرئيس الحكومة المكلف، وتوقع أن ينجح في تشكيل حكومته ونيل ثقة البرلمان في أقرب وقت «لأن أوضاع البلد تستوجب ذلك، بعد أن استنفد رئيس الحكومة المكلف الأول الحبيب الجملي والأحزاب شهرين كاملين في المشاورات».
في سياق ذلك، نفى سعيد أن يكون «مع إقصاء أي حزب أو طرف سياسي»، لكنه أكد أنه سيحترم الدستور الذي يمنحه صلاحيات عديدة، ومن بينها حق حل البرلمان في حال فشل رئيس الحكومة المكلف الحالي بعد شهر كامل من المشاورات من الفوز بثقة غالبية النواب.
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، أعلن الرئيس التونسي أن لديه مشاريع عديدة لفائدة الشباب والمهمشين والفقراء، تنتظر تفعيلا فور تشكيل الحكومة، من بينها إحداث مدينة صحية كبيرة في محافظة القيروان الفقيرة (170 كلم جنوبي العاصمة). مبرزا أن نواة هذه المدينة الصحية مستشفى تكفلت المملكة العربية السعودية بكلفته، ورصدت له حوالي 150 مليون دولار.
كما كشف أن قادة دول ومستثمرين تونسيين وعربا وأجانب أعلموه باستعدادهم لتمويل مشاريع كثيرة لفائدة الشباب والفقراء والمهمشين في تونس، لكنهم اشترطوا إشراف رئاسة الجمهورية عليها ضمانا للشفافية وحسن التسيير.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.