علاج «السوائل الزائدة» في الجسم يخفف من أعراض التوحد

علاج «السوائل الزائدة» في الجسم يخفف من أعراض التوحد
TT

علاج «السوائل الزائدة» في الجسم يخفف من أعراض التوحد

علاج «السوائل الزائدة» في الجسم يخفف من أعراض التوحد

تشير دراسة جديدة أجراها باحثون في الصين والمملكة المتحدة، إلى أن عقار «البوميتانيد»، وهو دواء يستخدم لعلاج تراكم السوائل الزائدة في الجسم (الوذمة) يحسن بعض الأعراض لدى الأطفال الصغار المصابين بـاضطراب طيف التوحد (ASD)، وليست له آثار جانبية كبيرة.
وتُظهر الدراسة التي نشرت أمس في دورية «ترنسليشين سيكتيري»، لأول مرة، أن الدواء يحسن الأعراض من خلال استهداف مستقبلات حمض «غاما - أمينوبيوتيريك» الذي يعرف اختصاراً باسم «غابا»، وهو ناقل عصبي يلعب الدور الرئيسي في الحد من استثارة الخلايا العصبية في جميع أنحاء الجهاز العصبي، ويكون في مرضى التوحد أقل من الطبيعي، وبالتالي تصبح الخلايا العصبية أكثر نشاطاً، مما يؤدي للسلوكيات التي يمكن ملاحظتها في مرضى اضطراب طيف التوحد (ASD).
ويصيب هذا المرض واحداً من كل 160 طفلاً في جميع أنحاء العالم، ويسبب ضعفاً في التواصل الاجتماعي، بسبب تأثيره على فهم المشاعر والتواصل غير اللفظي، مثل الاتصال البصري مع الآخرين، ويسبب ذلك فشلاً في تطوير العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها وفهمها، ويمكن تشخيص هذا المرض بشكل مؤكد في سن 24 شهراً، ويمكن تشخيصه في بعض الحالات بسن 18 شهراً.
وتشير التجارب التي أجريت على الفئران والتجارب السريرية الصغيرة التي شملت الأطفال المصابين بالتوحد، إلى أن هذا العقار الذي تمت الموافقة عليه لعلاج تراكم السوائل في الجسم، يمكن أن يساعد في تقليل أعراض التوحد.
وخلال الدراسة التي تعاون فيها باحثون في عدد من المؤسسات في جميع أنحاء الصين، وجامعة «كامبريدج» بالمملكة المتحدة، تم إثبات أن مادة «البوميتانيد» آمنة للاستخدام، وفعالة في الحد من الأعراض لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات.
ويقول الدكتور فاي لي من مستشفى شينخوا، بكلية الطب بجامعة جياو تونغ، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «كامبريدج» بالتزامن مع نشر الدراسة: «جندنا خلال الدراسة 83 طفلاً مصاباً بالتوحد، تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، وقسمناهم إلى مجموعتين، تلقت مجموعة علاج من 42 طفلاً علاج (البوميتانيد) مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، في حين لم تتلق مجموعة مراقبة من 41 طفلاً أي علاج».
وقبل العلاج، كان لدى كلتا المجموعتين علامات متشابهة وفق مقياس تصنيف التوحد في مرحلة الطفولة (CARS)، الذي يستخدم لتقييم السلوك، مثل التقليد والاستجابة العاطفية والاتصال اللفظي وغير اللفظي، ولكن بعد العلاج حصلت المجموعة التي تلقت عقار «البوميتانيد» على تقييم أفضل من تلك التي لم تتلق العلاج، كما يؤكد الدكتور فاي لي.


مقالات ذات صلة

مُصابة بالتوحُّد أقوى من قدرها

يوميات الشرق إرادة الإنسان تخطُّ مساره (مواقع التواصل)

مُصابة بالتوحُّد أقوى من قدرها

أول ما خطر للشابة إيما شورز عندما تلقَّت الخبر تشخيصها بالتوحُّد، تكوين صداقات مع آخرين يعيشون الحالة عينها. أشخاص شعرت بأنهم قد يفهمونها. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التوحد هو اضطراب في نمو الدماغ منذ الطفولة (رويترز)

تلوث الهواء قد يزيد خطر الإصابة بالتوحد

كشفت دراسة جديدة عن أن تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD) واضطرابات النمو العصبي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد (أ.ب)

مرض الأم خلال الحمل قد يصيب الطفل بالتوحد

توصلت دراسة جديدة إلى أن إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تناول الأسماك خلال الحمل قد يقلل من احتمالية إصابة الجنين بالتوحد (أ.ب)

تناول هذا الطعام خلال الحمل قد يقلل من خطر إصابة الجنين بالتوحد

أظهرت دراسة جديدة أن تناول الأسماك خلال الحمل قد يقلل من احتمالية إصابة الجنين باضطراب طيف التوحد، بنسبة 20 %.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النموذج الجديد للكشف المبكر عن التوحّد لدى الأطفال (معهد كارولينسكا)

الذكاء الاصطناعي يكشف التوحّد بسهولة

طوّر باحثون من معهد «كارولينسكا» في السويد نموذجاً جديداً يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه توقّع إصابة الأطفال بالتوحّد بسهولة من خلال معلومات بسيطة نسبياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.