«هاملت الإسكندراني» يعيد يوسف شاهين إلى شاشة السينما المصرية

عرض الفيلم بـ15 محافظة لأول مرة

جانب من دعاية الاحتفال بذكرى يوسف شاهين (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
جانب من دعاية الاحتفال بذكرى يوسف شاهين (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
TT

«هاملت الإسكندراني» يعيد يوسف شاهين إلى شاشة السينما المصرية

جانب من دعاية الاحتفال بذكرى يوسف شاهين (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
جانب من دعاية الاحتفال بذكرى يوسف شاهين (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)

أعاد فيلم «هاملت الإسكندراني»، المخرج المصري الكبير الراحل يوسف شاهين، إلى شاشة السينما، مرة أخرى، بعد عرض الفيلم ضمن احتفالات مؤسسات فنية وثقافية مصرية بالذكرى الـ94 لميلاد شاهين 25 يناير (كانون الثاني) 1926، من بينها قصور الثقافة المصرية في 15 محافظة، ومراكز فنية متنوعة بالقاهرة والإسكندرية، ويجري ذلك حالياً بالتزامن مع عرض بعض أفلام المخرج الراحل في نحو 25 دولة أفريقية.
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، احتفل مساء أول من أمس بذكرى ميلاد المخرج العالمي يوسف شاهين، عبر تنظيمه احتفالية كبرى بالتعاون مع شركة «مصر العالمية»، وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر، في كلمته بالحفل، «إن عرض أفلام ليوسف شاهين في بعض الدول الأفريقية خطوة مهمة جداً لفتح سوق للفيلم المصري في أفريقيا». وعدّ ذلك «حدثاً فريداً من نوعه»، مشيراً إلى عرض أفلام «باب الحديد»، و«عودة الابن الضال»، و«هاملت الإسكندراني»، الذي يعرض عالمياً لأول مرة ضمن برنامج أفلام شاهين، وأوضح أن «جميع الأفلام المعروضة بأفريقيا مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية حسب لغة كل دولة».
ووفق فؤاد، فإن أفلام المخرج العالمي الراحل تعرض في ناميبيا، وأوغندا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، والسودان، وبوروندي، وتنزانيا، وكينيا، ومالاوي، وتوجو، بالإضافة إلى مصر.
وعلى الرّغم من أنّ يوسف شاهين حكى سيرته الذاتية في 4 أفلام، هي: «إسكندرية ليه» 1979، و«حدوتة مصرية» 1982، و«إسكندرية كمان وكمان» 1990، و«إسكندرية نيويورك» في عام 2004، فإن المخرجة اللبنانية منى غندور، جاءت إلى مصر في عام 2005، بهدف إخراج فيلم وثائقي عن المخرج الراحل يوسف شاهين، واستطاعت غندور تسجيل نحو 13 ساعة مع يوسف شاهين في مجموعة لقاءات متفرقة، وثقت خلالها العديد من اللحظات والعلامات في حياته الجامحة المليئة بالتفاصيل، وخرجت غندور من هذه اللقاءات بأربعة أفلام وثائقية، هي: «كلام في السياسة»، و«اسمع يا قلبي»، و«شوفته بيرقص»، وأخيراً «هاملت الإسكندراني»، الذي يعرض لأول مرة ضمن احتفالات مصر بذكرى ميلاده الـ94.
ويرصد «هاملت الإسكندراني»، الذي لا تتجاوز مدته الـ30 دقيقة، أسباب ولع شاهين بمسرحية «هاملت» لشكسبير ومدينة الإسكندرية، لذلك أطلقت غندور على الفيلم اسم «هاملت الإسكندراني»، إذ تؤكد المخرجة اللبنانية في تعليقها الصوتي بالفيلم كيف بنى شاهين حياته على مقولة هاملت الشهيرة: «أكون أو لا أكون»، التي منحته المثابرة والقوة طيلة 60 عاماً لكي يحقق ذاته ويثبت وجوده كواحد من أهم المخرجين الذين عرفتهم السينما العربية والعالمية. لذلك كانت الشخصية التي اتسمت أزمتها بالتردد، حاضرة في الكثير من أعماله، حيث قام بأدائها محسن محيي الدين في «إسكندرية ليه»، ونور الشريف في «حدوتة مصرية»، وعمرو عبد الجليل في «إسكندرية كمان وكمان»، وأحمد يحيى في «إسكندرية نيويورك»، بينما يحكي شاهين في الجزء الثاني من الفيلم كيف أحب الإسكندرية، وكيف اعتبرها الوطن المثالي لما يجب أن يكون عليه العالم، واعتبرها أفضل مدينة للتعايش بين الأديان والتسامح بين الناس أصحاب الثقافات المختلفة. ويقول شاهين في الفيلم، إن والده كان يرفض النزول في المخبأ خوفاً من قصف الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية، وحزنه على وفاة شقيقه فريدي الذي رحل في سن التاسعة، وارتباطه العميق بشقيقته الوحيدة إيريس (والدة جابي وماريان خوري). وحكى أيضاً تضحيات أسرته من أجل جمع المال له للسفر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما والمسرح في معهد باسادينا.
ووُلد يوسف جبرائيل شاهين لأسرة كاثوليكية متوسطة الحال في شهر يناير عام 1926، بمدينة الإسكندرية. وكافحت عائلته لتعليمه في أفضل المدارس والجامعات، حيث نال شهادته الثانوية من كلية فيكتوريا الخاصة. وبعد تخرجه من جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقضى عامين في معهد باسادينا المسرحي لدراسة فنون المسرح. ويعد من أشهر المخرجين المصريين على مستوى العالم العربي والغربي، بسبب جرأة أفلامه. واشتهر شاهين على مدار سنوات عمله في عالم الإخراج والتمثيل باستخدام الموسيقى والغناء عنصرين أساسيين في أفلامه، إذ تعاون مع كثير من المطربين في عدد كبير من أعماله.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.