عمر الشبراوي... مدون مصري يحتفي بالتراث الغذائي العربي

تركيزه على وجبة إفطار صحية تجمع الفول بالزعتر والمعصوب

الفول بالزعتر والحمص وزيت الزيتون من أهم الأطباق التي تعيدنا إلى دفء المطبخ العربي  -  أطباق مبتكرة سهلة الإعداد
الفول بالزعتر والحمص وزيت الزيتون من أهم الأطباق التي تعيدنا إلى دفء المطبخ العربي - أطباق مبتكرة سهلة الإعداد
TT

عمر الشبراوي... مدون مصري يحتفي بالتراث الغذائي العربي

الفول بالزعتر والحمص وزيت الزيتون من أهم الأطباق التي تعيدنا إلى دفء المطبخ العربي  -  أطباق مبتكرة سهلة الإعداد
الفول بالزعتر والحمص وزيت الزيتون من أهم الأطباق التي تعيدنا إلى دفء المطبخ العربي - أطباق مبتكرة سهلة الإعداد

«اِفطر إفطار ملوك، وتناول غداء الأمراء، واجعل عشاءك عشاء الفقراء»، من خلال هذه المقولة لخّص المدوّن المصري عمر الشبراوي سعيه إلى تغيير ثقافة الآلاف من متابعيه، ليخرجوا من دائرة الأطباق التقليدية المكررة في الإفطار إلى رحابة وصفات سهلة سريعة، عبر الاحتفاء بالتراث الغذائي العربي.
والشبراوي (32 عاماً) عاشق للطعام وطهاته وتصويره، وكيفية تقديمه للآخرين، يروي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قصة شغفه المتزايد بالطعام في أقطار كثيرة بالعالم، وليس مصر فقط، فهو ينفق من وقته الكثير في التسوق من أجل الحصول على مكونات غذائية جيدة، بل تتبعه أينما كان في المطاعم الشهيرة في مصر وحول العالم، حتى بات يوصف بأنه يقدم إعداد «أشهر وجبات الإفطار لدى مختلف الشعوب».
ففي حين تدغدغ برودة الساعات الأولى من الصباح العيون الناعسة مع بداية فصل الشتاء، يكون الشبراوي مشغولاً بتقديم وصفة جديدة من ابتكاره، على مدونته عبر «إنستغرام» التي خصصها لتقديم وجبة الإفطار، أو إطلاع متابعيه على طبق إفطار لذيذ جاء به من أحد مطابخ الشعوب.
وحين تسأله عن سر تخصصه في وجبة الإفطار، يقول الشبراوي الذي يعمل في واحدة من شركات الدعاية والإعلان الأميركية الكبرى بالقاهرة: «أعده أهم وجبة لأنه يمنح الجسم الغذاء والطاقة اللازمين لبدء اليوم، كما يمنحه فرصة أكبر لحرق الدهون»، ويتابع: «لم أقرر أن أهتم أو أتخصص في الإفطار عندما بدأت، ولكن وجدت نفسي أفضله أكثر».
غير أن الشبراوي لا يتوقف عن السفر، والتزود بثقافات الشعوب، ونقلها إلى متابعيه الذين يبدون دوماً دهشتهم من قدرته على إبهارهم بأطباقه المتنوعة سهلة التحضير، ويوضح لنا كيف يهتم بتجربة الطعام عندما يسافر إلى أي دولة، ويبدي ولعه الشديد بالإفطار الأميركي: «قد لا يكون الأفضل صحياً، لكنه الأقرب لقلبي». وفي فرنسا، لا يملّ من تناول المخبوزات، والتعريف بكيفية إعداد طبق بسيط من حيث مكونات مطبخها. وبين هذا وذاك، يُدخل الشبراوي متابعيه المطبخ، ليشاركهم كيف يجرب خلط مكونات متنوعة في أطباقه، كالبيض مع الكركند والزبدة والخبز والجرجير وسمك السلمون المدخن، والبيض المقلي مع مسحوق الفلفل الحار والملح والفلفل، والتوست المغطاة بالبيض المخفوق المطهو باللحم البقري المفروم والبصل، والبارميزان المبشور والحمص وشرائح الطماطم والزعتر الطازج.
وتارة تجد الشبراوي يستعرض الإفطار الياباني «حساء الميسو»، حلواً أو مالحاً، المزدان بقطع فول الصويا المفيدة، المصنوعة من معجون الفول والمرق، وتارة أخرى يقدم طريقة إعداد «الويكي» من مطبخ غانا، حيث اعتاد بعض أفراد شعبها على تناول هذه الوجبة المصنوعة من الأرز والفاصوليا صباحاً، وأحياناً ينتقل بنا إلى فنزويلا، ليقدم لنا فطيرة الأربيا اللذيذة المحتوية على الأزرة المليئة بالجبن، مع السمك واللحم البقري أو الدجاج، أو طبق البيض المقلي على خبز التورتيلا المغطى بالصلصة الحارة والجبن الذي جاء به من المطبخ المكسيكي.
وينصح الشبراوي بالنقانق على الطريقة الألمانية، إلى جانب المخبوزات والجبن الفرنسي الشهي. ومن تايلاند، يستعرض فطور الجوك أو عصيدة الأرز والثوم والزنجبيل وصلصة السمك واللحم. ومن إسبانيا، نتعرف معه على إفطار الخبز المحمص مع الطماطم المبروشة، وغير ذلك من أطباق الإفطار اللذيذة السريعة.
ويفرد الشبراوي مساحة واسعة على مدونته للمطابخ العربية، فما أكثر أطباق فطورها التي يقدمها لنا الشاب المصري، عبر وصفه على مدونته، حيث كانت الطاولة التي يجتمع عليها أفراد الأسرة انتظاراً للفطور هي نفسها ملهمته إلى فنون الطهي: «يمثل الطعام شيئاً شبه مقدس في عائلتي، خاصة في عائلة والدتي؛ لا نحتفي بالكم، إنما بنوع الطعام ومكوناته وتنسيقه وفوائده الصحية وأجوائه المحيطة، لا سيما في وجبة الفطور، حيث تلتف الأسرة يومياً معاً حول الطاولة (...) ومن هنا، كان عشقي للطعام، وولعي بوجبة الإفطار على وجه الخصوص. وانطلاقاً من ذلك أيضاً استلهمت فكرة مدونة الطعام التي أطلقتها عام 2015».
ويحتل التراث الغذائي العربي مكانة خاصة لدى الشبراوي، وقد عبر عن ذلك قائلاً: «تتميز معظم أطباق الإفطار التي نتناولها في المطبخ العربي بأنها صحية، حيث تتمتع بعناصر البروتين والخضراوات الطازجة وزيت الزيتون».
ويصطحبنا الشبراوي عبر مدونته إلى بيت من بيوت الشام، لنتناول إفطاراً دمشقياً تفوح منه رائحة الأصالة الممتزجة بعبق شجرة النارنج، حيث المكدوس أو الباذنجان المحشي بالفليفلة الحمراء، والقليل من الثوم والجوز، والزيت والزعتر، وبجوار ذلك الجبن البلدي والمشلل وجبن الجدائل، واللبنة التي يعلو سطحها القليل من زيت الزيتون والنعناع اليابس.
كما نستمتع بـ«اللمة الحلوة» حول «الطبلية» أو الموائد في مصر في أثناء تناولنا الفول المدمس، مع الحمص والعدس، ومعه البيض المسلوق والمخللات والخضراوات. ويرشح لنا الشبراوي خياراً مثاليا ًللفطور من المطبخ السعودي المتميز بتنوع أطباقه واختلافها، مثل المعصوب والعريكة والفول والفلافل وخبز التنور، وغيرها من أطباق الإفطار الشهية التي ينتقيها من مختلف المطابخ العربية.
وبين الشرق والغرب، يجد المدون المصري في إفطار كل دولة ما يجذبه، وبالتالي يبدأ في تطويره وعرضه، ليصبح أقرب إلى الذائقة العربية، وربما لذائقته الشخصية. ففي مدونته على «إنستغرام» على سبيل المثال، نتعرف على أنواع وأشكال الساندويتشات كافة التي تُعد جزءاً أساسياً من وصفاته. ويحكي لـ«الشرق الأوسط» عن السر وراء ذلك: «منذ الصغر وأنا أفضل الساندويتشات بأنواعها، لأنها ارتبطت بدفء الذكريات و(صندوق السعادة) الذي كانت تعده لي أمي للمدرسة، حيث كانت تمزج الحب والعناية والحنان مع المكونات المعتادة للطعام».
لذا عندما تحدث عن الكرواسون، قدمه بأشكال متنوعة أقرب إلى الساندويتش، ومن أشهرها الكرواسون المشقوق والمحشو باللوز وسمك السلمون المدخن والشبت والبصل الأحمر والبيض المقلي، وكرواسون الجبنة المغطاة بشيدر أحمر ذائب مع بيض مقلي متبل بالملح والزعتر ومسحوق الفلفل الحار. وعلل الشبراوي تركيزه على بالبيض، قائلاً: «البيض من أشهر مكونات الإفطار، وأكثرها صحة واستخداماً، ليس في مصر فقط، وإنما في العالم».
والشبراوي، الذي لم يتلقَ دراسة أكاديمية في مجال الطهي، يرى أن «الطبخ يعتمد أيضاً على المرئيات إلى حد كبير، ولذلك يُعد التصوير عاملاً مهماً في مجال التدوين الغذائي؛ ومن هنا قصدت الفوتوغرافيا لتوصيل ما أريده إلى جمهوري». كما لم يجد الشاب الثلاثيني أي تعارض بين عشق الطعام والمحافظة على الرشاقة والصحة: «الأمر يرجع إلى إرادة الشخص، بحيث يحدد ما يتناوله من الكميات، ودرجة اعتماده على الدهون»، لكنه ينصح بأن «بعض الأطباق يمكن تحضيرها دون أي إضافة للدهون، مثل الطعام المجهز في الفرن، مع إضافة زيت زيتون بنسب بسيطة، كخيار مثالي لمحبي الرشاقة».
واللافت أن الإفطار الصحي الذي تستعرضه مدونة الشبراوي لا يتوقف عند أطباق تبدو مالحة، فمن الممكن أعداد إفطار حلو وصحي في آن واحد، مثل الطعام الذي يتضمن فاكهة وعسلاً مع الشوفان أو الزبادي، لكنه نصح بطبق البيض مع القليل من زيت الزيتون والخضراوات، سواء المطبوخة أو السلطة، إلى جانب مزيج من الفاكهة. ولمزيد من الطاقة، قال الشبراوي: «ليس هناك بديل لطبق الفول بالحمص».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
TT

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً، وعندما نسمع أي طاهٍ يردد المقولة الأشهر: «الطهي بحبّ» (التي قد يجد البعض أنها أصبحت «كليشيه»)؛ أقول لهم إنه لا يمكن أن يبرع أي شيف بمهنته إلا إذا أحب مهنته ووقع بغرام الطهي لأن هذه المهنة لا يمكن أن ينجح بها إلا من يطبخ بحبّ.

يجب أن يتحلى الطاهي الخاص بمهنية عالية (الشرق الاوسط)

الطهي أنواع، والطهاة أنواع أيضاً، فهناك من يطبخ في مطعم، وهناك من يطبخ لعائلة أو يطبخ بشكل خاص في المنازل. أما «الشرق الأوسط» فقد قامت بتجربة الطعام في أحد المساكن الراقية، التابعة لـ«أولتميا كولكشن» (Ultima Collection) التي تضم عدة شاليهات وفيلات في أماكن كثيرة، مثل جنيف في سويسرا، وموجيف في فرنسا، وغيرها من الوجهات الراقية.

بوراتا مع الطماطم (الشرق الاوسط)

الإقامة في مجموعة «أولتيما» صفتها الرقي والرفاهية التي تمتد إلى ما هو أبعد من السكن، لتصل إلى الطبق، وبراعة فريق العمل في المطبخ في تقديم أجمل وألذّ الأطباق بحسب رغبة الزبون، ففكرة «أولتيما» تدور حول تأجير العقار لمدة أقلّها أسبوع، حيث يتولى فريق كامل من العاملين تلبية كافة احتياجات النزل، بما في ذلك تأمين طلبات الأكل وتنفيذ أي طبق يخطر على بال الزبون.

من الاطباق التي تبتكر يوميا في مجموعة أولتيما (الشرق الاوسط)

لفتنا في طهي الشيف أليساندرو بيرغامو، الطاهي التنفيذي في «أولتيما كوليكشن» والمسؤول عن ابتكار جميع لوائح الطعام في مجموعة أولتيما، أنه يحمل في نكهاته رائحة الشرق الأوسط، وبساطة الأطباق الأوروبية والمنتج الطازج وطريقة التقديم التي تنافس أهم المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان.

من الاطباق المبتكرة في "أولتيما"

في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، شرح الشيف أليساندرو بيرغامو كيفية تنفيذ عمله بهذه الطريقة الحرفية لمجموعة أشخاص تختلف ذائقاتهم وذوقهم في الأكل، فكان ردّه أنه يتم إعداد قوائم الطعام بعد دراسة ما يفضله الزبون، ويتم تعديل قائمة الطعام استناداً إلى تفضيلاتهم، ومعرفة ما إذا كان أحدهم يعاني من حساسية ما على منتج معين، بالإضافة إلى تلبية الطلبات الخاصة في الأكل.

طبق فتوش لذيذ مع استخدام البهارات الشرقية (الشرق الاوسط)

يقوم الشيف أليساندرو بالطهي لجنسيات مختلفة، لكن كيف يمكنك طهي طعام يناسب الجميع؟ أجاب: «يأتي كثير من العملاء لاكتشاف أطباق جديدة، ومطبخ كل طاهٍ ومنطقة. نحن نعدّ مجموعة متنوعة من الأطباق على طريقة طبخ البيت لتلبية كل الطلبات».

طاولة طعام تحضر لمجموعة واحدة من النزل (الشرق الاوسط)

تتمتع أطباق الشيف بيرغامو باستخدام كثير من البهارات العالمية، فسألناه عن سرّ نجاحه في الدمج بينها، فقال: «نحاول تحقيق التنوع في النكهات بين الحريف والحامض والحار والمالح. يتعلق الأمر بتحقيق التوازن والتناغم. وتتوفر لدينا اليوم أنواع متعددة من البهارات تسمح لنا بإجراء بحث ممتد، والتعاون مع طهاة عالميين من أجل التطوير المستمر للعمل».

مائدة طعام في أحد مساكن أولتيما العالمية (الشرق الاوسط)

وأضاف: «بالطبع، أحب البهارات، والإضافة التي تقدمها إلى طبق ما، أو نوع من الخضراوات. هناك كثير من البهارات التي أستمتع بها. منها جوزة الطيب والكزبرة والسماق والبابريكا».

وعن طبقه المفضل الذي لا يتعب من تحضيره، أجاب: «أحب طهي المعكرونة بأشكال مختلفة متنوعة، إلى جانب أطباق اللحم بالصوص».

مهنية تامة وروعة في التقديم (الشرق الاوسط)

ومن المعروف عن بعض الزبائن، الذين يختارون الإقامة في عقارات تابعة لمجموعة أولتيما، أن طلباتهم قد تكون كثيرة وغير اعتيادية أحياناً، والسؤال هنا؛ كيف يستطيع الطاهي الخاص أن يقوم بتلبية جميع الطلبات الخاصة؟ فأجاب الشيف ألسياندرو بأنه يحاول الاتصال بكل من يعرفه للعثور على المنتجات المطلوبة. وبفضل الموردين الذين يتعامل معهم، يضمن السرعة والكفاءة في الاستجابة لأي طلبات خاصة. وبالتالي يتمكن في غضون 24 ساعة من تحديد موقع المنتج وإحضاره لاستخدامه في أي طبق يطلبه الزبون.

أطباق جميلة ولذيذة (الشرق الاوسط)

يبقى السؤال الذي يطرحه نفسه هنا: أيهما أصعب، العمل في مطعم أم العمل كطاهٍ خاص؟ وكان ردّ الشيف أليساندرو: «في رأيي لأصبح طاهياً خاصاً، من الضروري أولاً العمل في المطاعم لأتعلم المهنة وطرق وفنون الطهي، ثم بعد ذلك إذا كنت أشعر بالارتياح تجاه التعامل بشكل مباشر مع العملاء، يمكن التفكير في أن أصبح طاهياً خاصاً. إن الأمر مختلف جداً لأنه في المطعم تكون لديك قائمة طعام، ويختار العملاء أطباقهم، لكن عندما تكون طاهياً خاصاً، تكون الوجبات معدّة بشكل كامل بناءً على تفضيلات العملاء».

مائدة الفطور في "غراند أولتيما" (الشرق الاوسط)

من هو الشيف أليساندرو بيرغامو؟

ولد في إقليم كومو في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1989. نظراً لشغفه بالطهي الذي ظهر في سن مبكرة، وحلمه بالفعل بالمشاركة في مسابقة «بوكوس دور»، تدرب في مركز التكوين المهني والتمهين في مدينة سوندالو، بالقرب من مقاطعة سوندريو، ثم في مدرسة «كلوزوني» للطهي مع طهاة على صلة بالمسابقة.

بدأ بعد ذلك مسيرته المهنية الاحترافية بالعمل في فنادق رائدة كطاهٍ تنفيذي في كل من برغامو وفينيسيا وتاورمينا. وفي عام 2009، استقر في مدينة ليون، حيث عمل مع الطاهي بيير أورسي لمدة عامين في مطعمه الحائز على نجوم ميشلان، قبل الانضمام إلى فريق يانيك ألينو في «لي 1947 شوفال بلان» المطعم المملوك لكورشفيل الحائز على 3 نجوم ميشلان.

كذلك انضم، وهو يضع مسابقة «بوكوس دور» نصب عينيه، إلى فريق ريجيس ماركون، الطاهي الحاصل على 3 نجوم، والفائز بمسابقة «بوكوز دور» عام 1995 في سان بونيه لي فروا بفرنسا، ثم للطاهي بينواه فيدال في بلدة فال دي إيسير ليحصل مطعمه على ثاني نجمة من نجوم ميشلان بعد ذلك بعامين.

بعد تجاربه في فرنسا، انتقل أليساندرو إلى مونتريال في مطعم «ميزو بولود ريتز كارلتون» للعمل مع الطاهي دانييل بولود، وبعد فترة تدريب قصيرة في اليابان، عاد إلى إيطاليا للعمل إلى جانب مارتينو روجيري. وأثناء العمل في مطعم «كراكو» في «غاليريا فيتوريو إيمانويل» بميلانو، قرّر تحقيق حلمه، وبدأ مغامرة جديدة، وهي عالم منافسات الطهي.

أصبح أليساندرو عام 2019 مدرباً مساعداً في أكاديمية «بوكوس دور» بإيطاليا، وفاز بمسابقة «سان بليغرينو يانغ شيف»، التي تغطي إيطاليا وجنوب شرقي أوروبا، ليتمكن بذلك من الوصول إلى نهائيات العالم. وفي عام 2020، أثمر العمل الجاد لأليساندرو، وشغفه، ومساعدة فريق العمل معه، عن الفوز بمسابقة «بوكوس دور» في إيطاليا، ما أهّله إلى النهائيات الأوروبية، ثم إلى نهائيات العالم للمسابقة عام 2021، التي أقيمت في ليون، ما مثّل حدثاً مقدساً حقيقياً له، هو الذي لطالما كان يحلم بهذه التجربة المذهلة.

اليوم، بصفته طاهياً تنفيذياً، ينقل أليساندرو خبرته وشغفه، ويتألق من خلال تفانيه في العمل، ما يجعل فريق العمل في مؤسسة «أولتيما كوليكشن» يشعر بالفخر بوجوده معهم.