عودة «جيل الكبار» لدراما رمضان تثير جدلاً في مصر

نبيلة عبيد ونادية الجندي وأبو عميرة وجلال عبد القوي الأبرز

نادية الجندي ونبيلة عبيد وسميحة أيوب وهالة فاخر مع وائل إحسان مخرج مسلسل «نساء من ذهب»
نادية الجندي ونبيلة عبيد وسميحة أيوب وهالة فاخر مع وائل إحسان مخرج مسلسل «نساء من ذهب»
TT

عودة «جيل الكبار» لدراما رمضان تثير جدلاً في مصر

نادية الجندي ونبيلة عبيد وسميحة أيوب وهالة فاخر مع وائل إحسان مخرج مسلسل «نساء من ذهب»
نادية الجندي ونبيلة عبيد وسميحة أيوب وهالة فاخر مع وائل إحسان مخرج مسلسل «نساء من ذهب»

يشهد موسم دراما رمضان المقبل، عودة لافتة لعدد من كبار الفنانين المصريين، كان بعضهم قد غاب عن المشهد الفني لسنوات طويلة، على غرار نادية الجندي، ونبيلة عبيد، وسميحة أيوب، اللواتي بدأن تصوير مسلسل «نساء من ذهب» للعرض في شهر رمضان المقبل، بجانب عودة المخرج مجدي أبو عميرة بمسلسل «قوت القلوب» بطولة الفنانة ماجدة زكي، والكاتب محمد جلال عبد القوي بمسلسل «زين الحسني»، ويوسف شعبان في مسلسل «سيف الله»، وهو ما يجعل شاشة رمضان 2020 أكثر اختلافاً عن السنوات السابقة التي كانت السيطرة فيها لصالح جيل الشباب، بينما كان التمثيل لجيل الكبار ينحصر في عادل إمام ويسرا اللذين يوجدان بالفعل في رمضان المقبل أيضاً بمسلسلي «فلانتينو» و«دهب عيرة»، بعد غياب العام الماضي.
وعن التأثير الذي يتوقع حدوثه مع عودة هؤلاء الفنانين، ومدى قدرتهم على منافسة جيل الشباب الذي سيطر على المشهد خلال السنوات الأخيرة، يقول الناقد الفني خالد محمود، لـ«الشرق الأوسط»؛ إن «عودة أسماء كبيرة مثل نبيلة عبيد ونادية الجندي ومجدي أبو عميرة ومحمد جلال عبد القوي، ستضمن تعدد أجيال أبطال المسلسلات، وتنوع الأفكار والقضايا، لتشمل الدراما الاجتماعية الكلاسيكية، بجانب أعمال «الأكشن» التي كانت تسود معظم أعمال الشباب خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ستترتب عليه عودة حالة التوازن المفقودة للساحة الدرامية، كما أنها ستضفي بريقاً خاصاً على الإنتاج الدرامي المصري، بما لهم من تاريخ طويل وجماهيرية كبيرة؛ خصوصاً أن القضايا التي من المتوقع أن يتناولوها تهمُّ شريحة كبيرة من أفراد الأسرة؛ خصوصاً الآباء والأجداد الذين كانوا يشعرون بالغربة عند مشاهدتهم أعمال الشباب»؛ مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «مشاركة جيل الكبار في رمضان القادم ستكون سلاحاً ذا حدين بالنسبة لهم، فإما أن يستعيدوا بريقهم، أو تتراجع أسهمهم».
ويرى نقاد آخرون، من بينهم ماجدة خير الله، أن «نجاح أو فشل التجربة سيتوقف على الطريقة التي سيعودون بها، فهل ستقدمهم شركات الإنتاج بالشكل نفسه والطريقة نفسها التي أدت بالفعل إلى خروجهم من المشهد قبل سنوات، أم ستقدمهم وفق معايير السوق ولغة العصر؟».
وأضافت خير الله لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور لن يتقبل مشاهدة مسلسل بالطريقة نفسها التي كانت تصنع في السبعينات والثمانينات، وبالتالي يجب أن تتم الاستفادة من هذه الخبرات الكبيرة بوضعها في مكانها الصحيح، وأن تعود بشكل يليق بتاريخها وقيمتها، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم تطبيق معايير السوق على الأعمال التي يعودون بها، من حيث التناول والأداء والتقنيات، فالفكرة ليست إعادة الأشخاص إلى الشاشة، ولكن الأهم هو كيف سيعود هؤلاء الأشخاص إلى الشاشة»؛ مشيرة إلى أن «هناك كثيراً من القضايا الاجتماعية في مصر يمكن أن يقدمها النجوم الكبار، وبالتالي إذا استطاعوا أن يقدموها للجمهور بلغة العصر فستكون عودتهم إيجابية، أما إذا اعتمدوا أو اكتفوا باستدعاء نجاحهم في الماضي فستكون عودتهم سلبية».
ورغم إثارة عودة الممثلين المعتزلين أو الكبار إلى الساحة الفنية الجدل في كل مرة يعلن فيها عن عودتهم، فإنها لا تحقق الصدى الإيجابي المطلوب عند عرض أعمالهم، وفق المتابعين، على غرار ما حدث مع نبيلة عبيد في مسلسل «البوابة الثانية» عام 2009، قبل أن تثير الجدل بمشاركتها مع فيفي عبده في الجزء الثاني من «كيد النسا» عام 2011. أما الفنانة نادية الجندي، فرغم أنها تحرص على الوجود بين الحين والآخر فنياً، فإن آخر مسلسلاتها «أسرار» لم يحقق الانتشار المطلوب عند عرضه في 2015، كذلك عودة سهير رمزي أيضاً في عام 2006 بمسلسل «حبيب الروح» بعد فترة اعتزال دامت 13 سنة لم تحقق أي نجاح وفق النقاد، وهو أيضاً ما تكرر في العام نفسه أيضاً مع سهير البابلي، في مسلسل «قلب حبيبة»، الذي عادت به أيضاً بعد اعتزال 9 سنوات. ورغم ذلك يرى بعض النقاد المصريين أن عودة هؤلاء كانت مهمة لتحقيق التوازن، ويطالبون بمنحهم الفرصة وعدم انتقادهم ومهاجمتهم لمجرد ظهورهم مرة أخرى على الشاشة، بملامح مختلفة عن التي ظهروا بها في فترات تألقهم وسيطرتهم على الساحة الفنية في العقود الأخيرة من القرن العشرين.
وعدَّ بعض الخبراء عودة قدامى الفنانين إلى الساحة مرة أخرى، من «سياسة الحنين للماضي» التي ينتهجها بعض العاملين في الإعلام المصري؛ خصوصاً الذين لديهم سلطة شراء المسلسلات أو إنتاجها، وفق المنتج والخبير الإعلامي عمرو قورة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن البعض يشعر أن الماضي كان أجمل في كل شيء، لذلك يعتقدون أن بعودة الفنانين الذين كانوا يصنعون دراما الماضي، سيتغير المجتمع للأفضل، وهذا للأسف تصور خاطئ؛ لأن الشباب أقل من 40 سنة يمثلون نحو 70 في المائة من الشعب المصري، وبالتالي الرهان على عودة الأسماء الكبيرة سيكون محاولة لإرضاء 30 في المائة على حساب النسبة الأكبر، وهذا يهدد صناعة التلفزيون تماماً؛ لأن العملاء لن يضعوا إعلاناتهم على مسلسلات لأسماء لا تتحمس لمشاهدتها الغالبية». لكن قورة أوضح أن «هناك استثناء مرتبطاً بأسماء، مثل عادل إمام، ويسرا، اللذين يوجدان في رمضان المقبل بمسلسلي (فلانتينو) و(دهب عيرة)، ولكن الفرق أنهما موجودان في رمضان لنجاحهما وقدرتهما على الجذب، وليس لأن أحداً قرر فجأة أن يستدعيهما من الماضي بنظرة عاطفية وليست عقلانية».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».