وزيرات الحكومة الست: ترحيب شعبي وترقّب للإنجازات

الوزيرات الست في الحكومة اللبنانية الجديدة (دالاتي ونهرا)
الوزيرات الست في الحكومة اللبنانية الجديدة (دالاتي ونهرا)
TT

وزيرات الحكومة الست: ترحيب شعبي وترقّب للإنجازات

الوزيرات الست في الحكومة اللبنانية الجديدة (دالاتي ونهرا)
الوزيرات الست في الحكومة اللبنانية الجديدة (دالاتي ونهرا)

شكلّ العنصر النسائي علامة فارقة في حكومة حسان دياب، إذ إنها المرّة الأولى التي تحتل فيها المرأة ثلث المقاعد الوزارية تقريباً في حكومة مصغّرة (6 وزيرات من أصل 20)، وولدت المشاركة النسائية انطباعاً إيجابياً، سيّما أن الوزيرات الست يمتلكنّ كفاءات علمية وثقافية عالية إضافة إلى أنهن صاحبات حضور لافت، وتم تعيينهنّ في وزارات أساسية. ولعلّ أكثر ما شدّ الانتباه تعيين زينة عكر نائبة لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع، وهي أول سيدة تتولى هذا المنصب في العالم العربي.
وفي أول تصريح لها عند تسلم وزارتها أمس، قالت عكر: «آتية للعمل، وأعلم أن الشعب غير راض على الأداء السياسي عموما، إلا أني أطلب من الشعب أن يراقبني ويحاسبني».
وفيما تردد أن وزيرة الدفاع وصلت إلى هذا الموقع، بدعم غير علني من أحد الأحزاب السياسية، نفت مصادر مقرّبة منها هذه المعلومات، وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا خلفية حزبية لتعيينها في هذا المنصب، بل كانت خيار رئيس الجمهورية ميشال عون ومن حصّته الوزارية». أما عن قدرتها على إدارة مسؤولية وزارة الدفاع ومؤسسة الجيش اللبناني، فذكّرت المصادر بأن عكرا لديها قدرة كبيرة على العمل، مشيرة إلى أن «وزير الدفاع لديه مهمة إدارية لوجيستية، أكثر من الدور العسكري، وهو يخاطب المؤسسة العسكرية من خلال قائد الجيش، كون الأخير هو الفعلي لهذه المؤسسة».
واستقطبت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، الاهتمام الأوسع، كونها حائزة على شهادة دكتوراه في القانون من جامعة السوربون، وتتابع حالياً دراساتها التنفيذية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد الأميركية في تخصص السياسة العامة، وهي متأهلة وأم لثلاثة أولاد.
وتمتلك الوزيرة عبد الصمد خبرة في العمل العام، إذ التحقت بوزارة المال وهي تشغل حالياً مركز رئيس مصلحة التدقيق والسياسات الضريبية، كما أنها أستاذة جامعية.
وإذا كانت الوزيرتان عكرا وعبد الصمد، تنفض عنهما الصفة الحزبية، إلا أن الأخيرات لا يمكن فصلهنّ عن هذا الانتماء، مثل وزيرة العدل ماري كلود نجم المحسوبة على الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحرّ، وهي بروفسورة في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، ورئيسة قسم القانون الخاص ومديرة مركز الدراسات الحقوقية للعالم العربي.
أما وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان، فهي تمثّل حزب الطاشناق الأرمني في الحكومة الجديدة، وحائزة على إجازة في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية.
ولا يختلف وضع وزيرة العمل لميا يمين الدويهي عن زميلاتها، إذ سمّاها رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية، لتكون من حصته مع وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجّار وهي مهندسة معمارية استشارية، وأستاذة جامعية في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، وعضو مجلس إدارة في شركة خاصة.
وزيرة المهجرين غادة شريم، ابنة بلدة دير القمر في جبل لبنان، متزوجة من العميد المتقاعد في أمن الدولة شارل عطا، الذي كان محسوباً على الفريق الأمني للرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، وهو مقرّب جداً من اللواء جميل السيّد، وهي حاصلة على دكتوراه في الأدب الفرنسي، وشغلت منصب مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية، كما عملت أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.