تكلفة المبيت ليلة في دافوس 5 آلاف دولار

جاذبية السياسة والاقتصاد تتفوق على سياحة التزلج ومناظر الثلوج

TT

تكلفة المبيت ليلة في دافوس 5 آلاف دولار

ليس لارتباطها كوجهة مفضلة للتزلج على الجليد؛ ولا لاعتبارها وجهة للسياحة الشتوية، ولا لأنها ترتمي على أجناب قمم جبال الألب الآسرة، ارتقت أسعار الإيواء الفندقي في مدينة دافوس – غرب سويسرا - لتتصدر وجهات العالم والمدن الأكثر غلاء في الإيواء لتصبح الأكثر تكلفة لمبيت الليلة الواحدة، إذ سجلت مواقع رسمية قيماً مرتفعة لسعر حجز الليلة الفندقية بين العشرين وحتى الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، ليتخطى سعر مبيت ليلة واحدة 5 آلاف دولار.
واستطاعت أحاديث السياسة والسياسات ومناقشة الظروف الاقتصادية وافتراض مستقبل العالم أن تتفوق على الجاذبية السياحية وتوفير فرص الاستجمام والترفيه كهواية التزلج على الجليد وارتشاف القهوة من مطلات تشرف على مناظر لجبال الآلب؛ إذ جذبت للمدينة الصغيرة القابعة أقصى غرب سويسرا، آلاف الزوار من الحاضرين والمشاركين والاستماع للأحاديث السياسات ونقاشات الملفات والأجندة الاقتصادية خلال منتدى دافوس الاقتصادي – أكبر تجمع اقتصادي عالمي.
وباتت مدينة دافوس التي تكسوها الثلوج طوال فترة الشتاء تنتظر على أحر من الجمر شهر يناير من كل عام لتعيش أوج زهوها بحضور زعماء العالم وكبار الساسة ورؤساء المنظمات العالمية وأهم شخصيات الأعمال لتعيش في أحضانها بضعة أيام، وكأنها المدينة النموذج الممثلة لفصل الشتاء على مستوى العالم.
وأكد سام لافين، المدير الإداري لفندق ديربي هوتيل، وهو أحد الفنادق المتاخمة لوسط دافوس، أن العمل مستمر للتحضيرات لاستقبال آلاف الزوار في المدينة منذ انطلاقة الموسم الشتوي. موضحاً في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفندق يعمل خلال فترة الموسم الشتوي بترتيباته اللازمة الذي يبدأ من ديسمبر (كانون الأول) وحتى مارس (آذار)، وهو موعد إغلاق الفندق، قبيل الانطلاق مجدداً بعد ثلاثة أشهر للموسم الصيفي.
ورغم اكتظاظ الفنادق وعدم إمكانية الحجز هذه الأيام، فإن بعض الفنادق ذات الـ5 نجوم، تضع كلمة «تواصل مع الفندق»، في مواقع حجوزات الفنادق عوضاً عن عرض السعر، في إشارة إلى أن الأسعار ليست في المتناول إلا لشريحة محددة ذات قدرات مالية عالية.
وعلى الرغم من عدم وجود إمكانية حجوزات فندقية خلال الفترة الحالية بيد أنه وفقاً لجولة أجرتها «الشرق الأوسط» على مواقع حجز الغرف الفندقية بينها «بوكينغ دوت كوم» و«أجودا» و«كاياك»، فإن أسعار الليلة الواحدة تخطى 5 آلاف دولار خلال الفترة من العشرين وحتى الرابع والعشرين من يناير الحالي، أي موعد انعقاد قمة منتدى دافوس الاقتصادي.
وتم رصد إقامة خمس ليال في فندق من فئة 5 نجوم متاخمة لوسط دافوس بلغت 28.6 ألف دولار (5.2 ألف دولار لليلة الواحدة)، بينما بلغت قيمة استئجار شقة من فئة الشقق الفندقية (دون مستوى 5 نجوم) تبعد ما يفوق 6 كيلومترات عن موقع حضور منتدى دافوس قرابة 3 آلاف دولار.
ويشير لافين إلى أن الموسم الشتوي الحالي يشهد تراجعاً سعرياً بنحو 25 في المائة نتيجة ازدياد العرض مع تدفق الاستثمارات الفندقية والإيوائية الطامعة في أخذ حصتها من إيواء ضيوف دافوس خلال فعاليات المنتدى العالمي، موضحاً أن تلك الفنادق تلبي الحدود الدنيا من حاجة المشاركين والحضور لمنتدى دافوس الاقتصادية؛ لكنه يفيض بكثير عن حاجة المواسم السياحة الشتوية والصيفية في المدينة مما قلص قيمة سعر حجز الغرفة الفندقية إلى قرابة 70 دولاراً فقط في الأيام الاعتيادية.
وبحسب لافين، فإن التعويل ينحصر في التعويض من أسبوع «دافوس» كما يجري الاصطلاح عليه بين العاملين في الفنادق في المدينة؛ إذ من دونه ستتعرض كثير من الفنادق القائمة حالياً للإفلاس بما فيها الفنادق العالمية الشهيرة.
ووفق لبحث عبر المواقع ذاتها، يتضاعف حجم تكلفة سعر الليلة الواحدة في دافوس عن مدينة من أكثر المدن تكلفة في العالم كطوكيو، حيث يبلغ متوسط سعر مبيت الليلة الواحدة في فندق 5 نجوم 500 دولار، أي تزيد الإقامة ليلة واحدة في دافوس بعشرة أضعاف العاصمة اليابانية، بل وحتى عاصمة الليل والسهر الأميركية لاس فيغاس التي يبلغ متوسط سعر هذه الليالي بالسعر ذاته، في حين يقل إلى 400 دولار بمدينة نيويورك ولندن خلال ذات المدة.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

الخليج وزير الخارجية يستقبل مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

 استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الاثنين، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
جانب من انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض أمس (واس)

مشاركة دولية واسعة في «دافوس الرياض»

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الأحد)، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، وبمشاركة دولية واسعة.

هلا صغبيني ( الرياض) مساعد الزياني ( الرياض )
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً أمير الكويت اليوم في الرياض (واس)

محمد بن سلمان يستعرض التطورات وتعزيز العلاقات مع مشعل الأحمد والسوداني

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير الكويت ورئيس الوزراء العراقي كل على حدة وذلك على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي المنعقد في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في حلقة نقاش جانبية خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في 28 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حزمة مشاريع عراقية جاهزة للتنفيذ تعرض خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض

قال مصدر حكومي مطّلع إن العراق سيقدم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض حزمة من المشاريع الجاهزة للتنفيذ أمام كبريات الشركات المشاركة في المنتدى.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المعنين بالتحضير للمنتدى (صفحة وزارة الاقتصاد والتخطيط على «إكس»)

تحضيرات اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في الرياض بين الإبراهيم وبرينده

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، التحضيرات الجارية للاجتماع الخاص بالمنتدى الذي سيُعقد في المملكة في…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.