أنباء عن تعرض روسيا لـ «ضربة موجعة» في شمال غربي سوريا

موسكو تتكتم على خسائرها وتنشر معطيات عن قتلى لقوات النظام

نازحون من ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون من ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

أنباء عن تعرض روسيا لـ «ضربة موجعة» في شمال غربي سوريا

نازحون من ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون من ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

تباينت المعطيات، أمس، حول «خسائر موجعة» تعرضت لها القوات الروسية في منطقة إدلب، خلال هجوم واسع تم شنه على غرفة عمليات روسية قرب المدينة. وفي حين التزمت موسكو الصمت على المستوى الرسمي، ولم تورد أي تفاصيل عن وقوع قتلى أو جرحى في صفوف العسكريين الروس، نقلت وسائل إعلام مستقلة أن 6 قتلى على الأقل سقطوا، بينهم 4 ضباط، وأصيب عدد آخر لم يحدد بجروح، تم التعرف بينهم على صحافي ميداني روسي، وفقاً للبيانات المنشورة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن قوات المعارضة شنت سلسلة هجمات مركزة تصدت لها القوات الحكومية، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، وبلغ حجم القتلى، وفقاً للمصادر الرسمية الروسية، 50 شخصاً، في حين قتل خلال الهجمات 12 عسكرياً سورياً، وأصيب 24 آخرون، وقال المركز السوري للمصالحة الذي يدير نشاطه من قاعدة «حميميم» إن الهجمات المباغتة وقعت في اللاذقية وحلب وإدلب وحماة.
وكان لافتاً أن وسائل إعلام نقلت عن هذا المركز إقراره بوقوع 4 قتلى روس، لكن هذه المعطيات لم تسجل في بيان رسمي للمركز.
وقال رئيس المركز الروسي يوري بورينكوف، في إيجاز صحافي الجمعة، إن مسلحين «هاجموا، صباح الجمعة، باستخدام طائرة مسيرة، موقعاً للقوات الحكومية السورية في منطقة أكاديمية الأسد في مدينة حلب، مما أسفر عن مقتل جنديين سوريين وجرح أربعة»، وزاد: «إجمالاً، خلال الاشتباكات مع مقاتلي الجماعات المسلحة، على مدار اليوم الماضي، قتل 12 وجرح 24 من جنود القوات المسلحة السورية»،
في إشارة إلى أن وحدات من القوات النظامية صدت سلسلة من الهجمات في منطقة وقف التصعيد في إدلب، شمال البلاد، قتل فيها 50 مسلحاً.
وقال بورينكوف: «تمكنت وحدات القوات المسلحة السورية من المحافظة على مواقعها، خلال صد الهجمات، وتم قتل نحو 50 مسلحاً، وتدمير 7 سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة ومفخخة».
وأكد أن المسلحين استهدفوا بالصواريخ والقذائف عدداً من المناطق في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب وحماة، لافتاً إلى أنه «خلال اليوم الماضي، تم تسجيل 62 قصفاً من جانب الجماعات المسلحة الناشطة في أراضي منطقة وقف التصعيد في إدلب».
وأوضح بورينكوف أن عدد الضحايا من جانب المدنيين في مدينة حلب، نتيجة قصف الجماعات المسلحة منذ 14 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، بلغ 28 شخصاً، إضافة إلى جرح 56 آخرين.
وأقر المسؤول العسكري بأن حركة المعابر الآمنة التي افتتحتها موسكو في 3 مناطق حول إدلب لم تشهد نشاطاً، وقال إن سبب ذلك هو «تصعيد الإرهابيين»، متجاهلاً في بيانه كل المعطيات حول وقوع قتلى في صفوف العسكريين الروس.
لكن عدداً من وسائل الإعلام المستقلة في روسيا نقلت تفاصيل عن تعرض مركز إدارة عمليات للقوات الروسي يقع على تخوم مدينة إدلب إلى هجوم مركز مباغت أسفر عن إيقاع خسائر كبيرة. ونقل مغردون روس على شبكات التواصل تفاصيل قال بعضهم إنه حصل عليها من سوريا، مما يوحي بأن مصدر المعلومات جنود روس أن 6 قتلى على الأقل سقطوا، بينهم 4 ضباط، وأن عدد الجرحى في الهجوم أكبر من ذلك.
وسبق لموسكو أن تكتمت على خسائرها في معارك عدة في حلب، وفي الغوطة الشرقية، وفي مناطق مختلفة. وكانت وزارة الدفاع تقر في وقت لاحق بوقوع هجمات على مواقعها، وتعلن بشكل تدريجي عن الخسائر التي وقعت.
وتشير معطيات رسمية روسية إلى أن إجمالي عدد القتلى الروس منذ بدء التدخل المباشر في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015 لا يتجاوز 120 قتيلاً، ولا يدخل في هذا العدد قتلى «جيش فاغنر» الذي يضم «مرتزقة» قاتلوا إلى جانب النظام في مناطق بينها دير الزور وحلب، وتخصصوا بالدرجة الأولى في نشاط يهدف إلى السيطرة على منشآت وحقول النفط، إذ تشير تقديرات إلى أن عدد قتلى هذه التشكيلات تجاوز عدة مئات. ولم تعترف روسيا رسمياً بوجود هذه التشكيلات في سوريا، وكررت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية أن الحديث حولهم لا يزيد على كونه جزءاً من «الحرب الإعلامية الغربية» عليها. لكن الكرملين اضطر إلى الإقرار بوجود آلاف من «المرتزقة الروس» في سوريا بعد سقوط أكثر من مائتي عنصر منهم في هجوم أميركي جوي قوي على وحداتهم في أثناء محاولتها التقدم قرب حقل نفطي في دير الزور في فبراير (شباط) 2018.
وتقول أوساط معارضة روسية إن العدد الحقيقي لقتلى الجيش الروسي النظامي يتجاوز بعدة أضعاف الأرقام الرسمية المعلنة. وأوردت وسائل إعلام عدة مرات عمليات رصد قامت بها مراكز مستقلة لوصول ما يعرف باسم «الشحنة 200»، والمقصود منها توابيت القتلى من العسكريين، ومراسم تسليمها لذوييهم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.