إردوغان: القوات التركية ستبقى وتتمدد في سوريا

قال إنه سيبحث مع بوتين وضع إدلب في برلين اليوم

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان
TT

إردوغان: القوات التركية ستبقى وتتمدد في سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن القوات التركية ستبقى في سوريا وتتمدد إلى مناطق أخرى فيها «إلى حين نصرة المظلومين هناك».
وانتقد إردوغان، في كلمة في إسطنبول أمس (السبت) مطالب المعارضة التركية لحكومته بالحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد حل للأزمة السورية. وهاجم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بسبب رفضه وجود القوات التركية في الأراضي السورية.
وأضاف إردوغان: «هؤلاء (المعارضة) لا يدركون أن القوات التركية توجد في الأراضي السورية لنصرة المظلومين هناك.. ألا ترون أطفال النازحين السوريين كيف يعانون من برد الشتاء القارس في إدلب».
وتابع بأن زعيم الشعب الجمهوري كمال كليتشدارأوغلو يحاول دفع الحكومة التركية للمصالحة مع رئيس النظام السوري الذي قتل وشرد الآلاف من أبناء الشعب السوري.
ويبحث إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التطورات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا على هامش مؤتمر برلين حول ليبيا الذي يعقد اليوم (الأحد) في العاصمة الألمانية.
وقال إردوغان إنه يعتزم مناقشة الوضع في إدلب بإسهاب مع بوتين في برلين والمعارك الدائرة هناك رغم إعلان وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بموجب اتفاق بينهما خلال زيارة بوتين لإسطنبول مؤخرا. ووصف التطورات الأخيرة في إدلب بأنها «تثير القلق».
وقتل عشرات من جنود الجيش السوري الحكومي وفصائل المعارضة والمدنيين في معارك جرت في إدلب يومي الأربعاء والخميس خلال هجوم للجيش الحكومي رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه باتفاق بين روسيا وتركيا.
واتهم إردوغان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الكذب» والادعاء بأن المدنيين الذين قتلوا في إدلب «إرهابيون». وقال: «النظام السوري أثبت أنه غير ملتزم بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب».
وأضاف إردوغان: «الحجة جاهزة دائما، وهي أن الإرهابيين يفعلون كذا وكذا، هذا كله كذب... هل يعقل أن يكون هناك إرهابيون من الأطفال بعمر 3 و4 و5 سنوات وكذلك الأمهات».
وسيشارك الرئيسان التركي والروسي اليوم في مؤتمر برلين لبحث سبل إيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا حيث يسعيان لتثبيت وقف لإطلاق نار أعلن بمبادرة من بلديهما الأحد الماضي، لكنه لا يزال هشا.
وقال إردوغان إنه ينوي طرح قضية إدلب بشكل مفصل خلال مؤتمر برلين، وبحثها خلال اللقاءات الثنائية أيضا.
وفي السنوات الأخيرة عملت روسيا مع تركيا بتنسيق وثيق في سوريا رغم دعمهما أطرافا متحاربة.
وأعلنت موسكو وأنقرة، مؤخرا، التوصل لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنشط فيها فصائل معارضة مسلحة أخرى أقل نفوذا، لكن وقف اتفاق إطلاق النار لم يصمد.
في السياق ذاته، قالت مصادر بالمعارضة السورية إن فصائلها أحبطت هجوما لقوات النظام على الريف الشرقي لمحافظة إدلب، واستعادت السيطرة على قريتين.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن هذه المصادر، أمس، أن قوات المعارضة تصدت لهجوم نفذته قوات النظام على الريف الشرقي لإدلب ليل الجمعة - السبت، واستعادت السيطرة على قريتي «تل خطرة»، و«تل مصطيف» شرقي إدلب. ودمرت 4 دبابات وناقلة جنود ومستودع أسلحة في محور الريف الشرقي لإدلب.
وكشفت المصادر عن مقتل مسلحين من الميليشيات المدعومة من إيران وقوات خاصة روسية ممن يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري خلال تلك المعارك.
وقتل 4 مدنيين، جراء قصف روسي استهدف الريف الغربي لمحافظة حلب الواقع ضمن منطقة «خفض التصعيد»، رغم وقف إطلاق النار.
وأوضح مرصد مراقبة الطيران التابع للمعارضة السورية، أن مقاتلات روسية شنت فجر أمس، غارات على منطقة دارة عزة وقرى تابعة لها.
ويتواصل نزوح سكان ريف حلب الواقع ضمن «خفض التصعيد» باتجاه الحدود التركية، جراء هجمات روسيا والنظام والميليشيات المدعومة من إيران.
وذكرت تقارير أن نحو 14 ألف مدني فروا إلى مناطق قريبة من حدود تركيا جراء الهجمات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.