اتهامات جديدة ضد البشير بالثراء الحرام والنيابة ترفض الإفراج عن زوجته

الخرطوم تنسق مع الإنتربول للقبض على مدير المخابرات الهارب

TT

اتهامات جديدة ضد البشير بالثراء الحرام والنيابة ترفض الإفراج عن زوجته

تتجه نيابة الثراء الحرام والمشبوه في السودان، لفتح تحقيق جديد مع الرئيس المعزول، عمر البشير، في ملف ممتلكات وعقارات مسجلة باسمه، ورفضت في الوقت ذاته، إطلاق سراح زوجته، وداد بابكر بالضمانة العادية.
وأدين البشير في 14 من ديسمبر (كانون الأول)، الماضي، بالسجن عامين، بتهم الثراء الحرام والتعامل غير المشروع بالنقد الأجنبي، ومصادرة الأموال بحوزته. وأمرت المحكمة بإيداعه دارا للرعاية الاجتماعية، لكنه لا يزال موجودا في سجن كوبر.
وقال مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط» إن النيابة بصدد بدء التحقيق مع البشير من داخل سجن كوبر، في عقارات وممتلكات في أحياء راقية بالخرطوم، إبان توليه منصب رئيس البلاد.
وأضاف: «النيابة جمعت ملفا بأملاك البشير، وستشرع في تحقيقاتها والتقصي عن مصادر أمواله، وسيواجه قانون من أين لك هذا».
وكانت نيابة الفساد أمرت مسجل عام الأراضي بمدها بالعقارات والأصول التي يملكها البشير وأسرته، والتحقيق في أرصدته في جميع البنوك بالبلاد.
في غضون ذلك، حققت نيابة الثراء الحرام والمشبوه، مع نائب البشير الأسبق، حسبو محمد عبد الرحمن، ومساعده الأسبق، نافع علي نافع، في قضايا تتعلق بالفساد، إبان توليهما منصبين مهمين في الحكومة.
وقال المصدر نفسه إن وجود المدعوين بسجن كوبر بناء على أوامر قبض صادرة من نيابة الثراء الحرام والمشبوه، بجانب التهم الأخرى التي يواجهونها.
كما أصدرت النيابة نفسها، أمر قبض على أحمد محمد علي «الفشاشوية»، مدير الأمن الشعبي، وهي قوات عسكرية موالية للنظام المعزول، وهو محتجز حاليا بسجن كوبر بتهمة المشاركة في انقلاب 30 يونيو (حزيران)، 1989.
وقال المصدر إن النيابة ستحقق مع (الفشاشوية)، رئيس مفوضية مراقبة وتخصيص الإيرادات القومية التابعة لرئاسة الجمهورية (المحلولة)، بناءً على تقارير من ديوان المراجع العام في مخالفات قانونية.
ومن جهة ثانية، رفضت النيابة العامة إطلاق سراح زوجة الرئيس المخلوع، وداد بابكر، بالضمانة لعدم اكتمال إجراءات التحري والتحقيق في البلاغ.
وقالت وكيل أعلى نيابة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه، سلوى خليل، إن التحقيقات مستمرة مع المتهمة في التهم الموجهة إليها.
وتواجه بابكر اتهامات تحت المادة 7 من قانون الثراء الحرام والمشبوه لسنة 1989. وما زالت رهن الاحتجاز.
وأشارت المصادر إلى أن وداد ستواجه دعاوى أخرى متعلقة بأموال بمنظمة (سند) الخيرية التي تترأس مجلس إدارتها.
وتحتجز السلطات بسجن كوبر العشرات من أبرز قادة «الجبهة الإسلامية» المدنيين والعسكريين، بتهمة تقويض النظام الدستوري، بالتخطيط والتدبير لانقلاب «الإنقاذ» في 30 يونيو 1989.
ويواجه «8» من رموز النظام المعزول، موقوفون بسجن كوبر حالياً «41»، بلاغاً تحت مواد تتعلق بالفساد والثراء الحرام وتبديد المال العام، إلى جانب تهم أخرى تتعلق بالإرهاب والتحريض والاشتراك الجنائي في قتل مئات المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد. وشكل مجلس السيادة الانتقالي، لجنة لاجتثاث آثار النظام السابق، (سياسات التمكين)، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة.
من جهة ثانية، كشف المصدر النيابي، عن مباشرة إجراءات مع الشرطة الدولية، لاسترداد مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، صلاح عبد الله قوش، الذي سبق أن أعلنته النيابة العامة متهما هاربا وطالبته بتسليم نفسه.
وأضاف أن «النيابة العامة خاطبت إدارة التعاون الدولي للتنسيق مع الإنتربول للقبض على قوش وإعادته للبلاد ليحاكم في الدعاوى المرفوعة ضده».



انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يتبنّون استهداف تل أبيب بمسيّرات

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)

ضمن تصعيد الجماعة الحوثية المستمر للشهر الحادي عشر تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مناصرة «حزب الله» في لبنان، تبنت إطلاق عدد من الطائرات المسيرة باتجاه تل أبيب، الخميس.

وجاء هذا الهجوم في وقت تتوعد فيه الجماعة المدعومة من إيران باستمرار هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، إذ تزعم أنها تمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن قوات جماعته نفّذت عملية عسكرية استهدفت هدفاً حيوياً في «تل أبيب» بعدد من الطائرات المسيرة من نوع «يافا».

وادّعى المتحدث الحوثي أن العملية «حقّقت أهدافها بنجاح بوصول المسيرات دون أن يرصدها العدو أو يسقطها»، حيث جاءت ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، واستمراراً في الانتصارِ لمظلوميةِ الشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ وإسناداً للمقاومتينِ الفلسطينيةِ واللبنانيةِ».

صاروخ باليستي زعم الحوثيون أنهم أطلقوه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وإذ توعد سريع باستمرار الهجمات من قبل جماعته «حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وكذلك وقف العدوانِ على لبنان»، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض «هدفاً جوياً مشبوهاً» قبالة وسط إسرائيل خلال الليل من دون تقديم تفاصيل، وفق ما نقلته «رويترز».

وهذه هي المرة الخامسة التي تتبنى فيها الجماعة الحوثية مهاجمة تل أبيب منذ الهجوم الأول بطائرة مسيرة في 19 يوليو (تموز) الماضي، الذي أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بعد أن أصابت الطائرة شقة سكنية.

استمرار التصعيد

أشار زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، إلى استمرار جماعته في تصعيدها، وأفرد مساحة واسعة للحديث عن الهجمات الإيرانية الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.

وفي حين زعم الحوثي أن مقتل حسن نصر الله لن يؤثر على «حزب الله» اللبناني، قال إن جماعته هاجمت 188 سفينة منذ بدء التصعيد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وكانت الجماعة ادّعت إطلاق 3 صواريخ مجنحة باتجاه تل أبيب، الأربعاء، دون تأكيد إسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، وذلك غداة مهاجمة الجماعة سفينتين في البحر الأحمر.

ويوم الثلاثاء الماضي، زعمت الجماعة مهاجمة هدف عسكري في تل أبيب بطائرة مسيرة من نوع «يافا» ومهاجمة أهداف عسكرية أخرى في «إيلات» بـ4 مسيرات من نوع «صماد 4»، وهي الهجمات التي لم يشر الجيش الإسرائيلي إلى آثار ناجمة عنها.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

وفي 15 سبتمبر (أيلول) أطلقت الجماعة صاروخاً «فرط صوتي» من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب، حيث أدت عملية اعتراضه إلى إشعال حرائق في أماكن مفتوحة دون تسجيل أي إصابات بشرية. كما تبنت في 27 سبتمبر الماضي إطلاق صاروخ في النوع نفسه باتجاه تل أبيب، وإطلاق مسيرة من نوع «يافا» باتجاه منطقة عسقلان.

وإزاء الهجمات التي تبنتها الجماعة الحوثية ضد إسرائيل كان أول ردّ للأخيرة في 20 يوليو الماضي حيث استهدفت مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية، الأحد الماضي، الموافق 29 سبتمبر الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقرّ به الحوثيون.