رغم نهاية سياسة الطفل الواحد... معدل المواليد بالصين في أدنى مستوى منذ 70 عاماً

ممرضات يقمن برعاية أطفال حديثي الولادة (أرشيف- رويترز)
ممرضات يقمن برعاية أطفال حديثي الولادة (أرشيف- رويترز)
TT

رغم نهاية سياسة الطفل الواحد... معدل المواليد بالصين في أدنى مستوى منذ 70 عاماً

ممرضات يقمن برعاية أطفال حديثي الولادة (أرشيف- رويترز)
ممرضات يقمن برعاية أطفال حديثي الولادة (أرشيف- رويترز)

انخفض معدل المواليد في الصين في عام 2019 إلى أدنى مستوى منذ تأسيس البلاد، وفقاً لبيانات حكومية جديدة، وهي إشارة إلى أن الجهود المبذولة لتفادي الأزمة الديموغرافية لم تكن ناجحة، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقال المكتب الوطني للإحصاء، اليوم (الجمعة)، إن معدل المواليد في البلاد كان 10.48 لكل ألف، وهو أدنى رقم منذ عام 1949 عندما تم تأسيس البلاد. ووصل عدد المواليد إلى 14.6 مليون، وهو انخفاض بنحو 500 ألف عن العام السابق، ويُعتبر أقل عدد منذ سبعة عقود منذ عام 1961 عندما عانت البلاد من المجاعة لثلاث سنوات.
وأوضح وانغ فنغ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا في إيرفين: «لم يعد بالإمكان الآن اعتبار سياسة الحكومة الصينية التقييدية لتحديد النسل السبب الرئيسي لهذا الأمر. إن معدل المواليد المنخفض هذا يظهر بوضوح شديد أنه مدفوع بالقوى الهيكلية القوية، الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، وسيظل كذلك في المستقبل المنظور».
وأفاد نينغ جيزه، مدير المكتب الوطني للإحصاء، بأنه على الرغم من أن معدل المواليد قد انخفض أكثر في عام 2019، فإن الانخفاض كان أقل من العام السابق عندما انخفض المعدل إلى 10.94 لكل ألف، من 12.43 في عام 2017. وقال نينغ إن 14.6 مليون مولود في العام الماضي كان «لا يزال عدداً كبيراً نسبياً»، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية.
ونظراً لأن الصين تواجه عدداً متزايداً من كبار السن، وهم القطاع الأسرع نمواً في البلاد، فقد بذل صانعو السياسة جهوداً لتحفيز السكان على الإنجاب بعد عقود من إجبارهم على اتباع «سياسة الطفل الواحد» التي دفعت العائلات إلى الاكتفاء بولد واحد فقط منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي.
وفي عام 2015، عكست الصين السياسة، وسمحت لجميع الأزواج بإنجاب طفلين، ولمّح صانعو السياسة منذ ذلك الحين إلى إمكانية إلغاء القيود على الإنجاب تماماً.
لكن لا تزال كثير من العائلات تختار عدم إنجاب المزيد من الأطفال، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف المدرسة والإسكان والرعاية الطبية. وقال آخرون إن الطاقة اللازمة لضمان قدرة أطفالهم على المنافسة في المجتمع الصيني الحديث كانت مرهقة للغاية. وزادت معدلات الطلاق وأصبحت النساء يتزوجن في عمر متأخر نسبياً أو لا يتزوجن على الإطلاق، بحسب التقرير.
وقال الخبراء إنه من الصعب تغيير العادات في مجتمع مبني على عائلات مكونة من طفل واحد، ومن المرجح أن تستمر معدلات المواليد في الانخفاض.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

شؤون إقليمية موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

حذرت تركيا من عمليات «تخل بالتركيبة الديموغرافية» لمحافظة كركوك العراقية، داعية إلى حماية حقوق التركمان بسبب «تطورات مقلقة» في نطاق التعداد السكاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير التخطيط محمد تميم (وسط) مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم خلال الاستعدادات لإجراء التعداد السكاني (موقع الوزارة)

العراق يعلن حالة الإنذار القصوى استعداداً لإجراء التعداد السكاني

أعلنت السلطات العراقية، الاثنين، حالة الإنذار القصوى (ج) للقطعات الأمنية والعسكرية العراقية خلال حظر تجوال التعداد السكاني.

فاضل النشمي (بفداد)
الساعة السكانية لمصر ليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024

تراجُع المواليد في مصر لا يقلّل مخاوف «الأزمة السكانية»

لم يقلّل الإعلان المصري عن انخفاض عدد المواليد في البلاد خلال الشهور الماضية إلى معدل طفل واحد كل 16 ثانية المخاوفَ بشأن «الأزمة السكانية».

عصام فضل (القاهرة)
أوروبا خلال فعالية بمناسبة الذكرى الـ31 لإعلان استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي في غراند بلايس ببروكسل 24 أغسطس 2022 (رويترز)

عدد سكان أوكرانيا يتراجع بـ10 ملايين منذ بدء الغزو الروسي للبلاد

أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، الثلاثاء، أن التعداد السكاني في أوكرانيا تراجع بأكثر من عشرة ملايين نسمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا أحد باصات لندن الحمراء يمرّ قرب قصر ويستمنستر مقر مجلسَي اللوردات والعموم في لندن (أ.ف.ب)

عدد سكان بريطانيا يزيد بنسبة واحد في المائة بسبب المهاجرين

أظهرت بيانات رسمية، الثلاثاء، أن عدد سكان بريطانيا زاد بنسبة واحد في المائة على أساس سنوي إلى 68.3 مليون نسمة بحلول منتصف عام 2023 بسبب الهجرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
TT

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)
طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي، والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار، وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال في عام 2050، داعية إلى التحرك الآن لضمان آفاق أفضل لشباب الغد.

وحذرت كاثرين راسل، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، الثلاثاء، من أن «الأطفال يواجهون عدداً من الأزمات، بدءاً بالأزمات المناخية، إلى المخاطر عبر الإنترنت، ويتوقع أن تتفاقم في السنوات المقبلة».

وقالت في بيان بمناسبة نشر تقرير «اليونيسيف» الرئيس، الذي يتناول موضوعاً مختلفاً كل عام: «إن عقوداً من التقدم، خصوصاً للفتيات، معرضة للتهديد».

وهذا العام تنظر «اليونيسيف» إلى عام 2050، وتُحدد «3 توجهات رئيسة»، تهدد -إضافة إلى النزاعات التي لا يمكن التنبؤ بها- «بشكل خطير» الأطفال إذا لم تتخذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب.

أولاً، التحدي الديموغرافي، فبحلول منتصف القرن، يفترض أن يكون عدد الأطفال (أقل من 18 عاماً) مماثلاً لعددهم اليوم، أي نحو 2.3 مليار نسمة، لكن مع زيادة عدد سكان العالم بشكل كبير بنحو 10 مليارات نسمة.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة الأطفال في جميع المناطق، فإن أعدادهم ستزداد بشكل كبير في بعض المناطق الفقيرة، لا سيما في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى.

وتشير «اليونيسيف» إلى إمكانية «تعزيز» الاقتصاد فقط إذا جرى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول هذا العدد الكبير من الشباب على تعليم جيد وخدمات صحية ووظائف.

في بعض الدول المتقدمة يُمثل الأطفال أقل من 10 في المائة من السكان، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول «تأثيرهم» وحقوقهم في المجتمعات التي ستُركز على مشكلات تقدم سكانها في السن.

والتهديد الثاني هو تغير المناخ، وتداعياته المدمرة أكثر وأكثر.

يقول مامادو دوكوريه (24 عاماً) من مالي: «تخيلوا مستقبلاً يرغم فيه تغير المناخ والظروف القاسية المدارس على التحول إلى النشاط الليلي بسبب الأوضاع التي لا تحتمل خلال النهار». وتعكس تصريحاته أصداء الشباب التي ترددت في التقرير بعد أن استجوبتهم «اليونيسيف» في جميع أنحاء العالم.

قرارات «من أجل البقاء»

وتشير توقعات «اليونيسيف» إلى أنه إذا استمر المسار الحالي لانبعاث الغازات الدفيئة، فسيتعرض عدد أكبر من الأطفال لموجات الحر في عام 2050 بنحو 8 أضعاف مقارنة بعام 2000، و3.1 مرة أكثر للفيضانات المدمرة، أو حتى 1.7 مرة أكثر للحرائق.

وثالث «التوجهات الكبرى»، التكنولوجيا الحديثة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، وسيكون إتقانه بلا شك شرطاً أساسياً للمسار التعليمي، وجزءاً كبيراً من وظائف المستقبل.

لكن الفجوة الرقمية لا تزال آخذة في الاتساع؛ حيث أصبح اليوم 95 في المائة من السكان متصلين بالإنترنت في البلدان الغنية، مقابل 26 في المائة فقط في البلدان الفقيرة، خصوصاً في غياب القدرة على الوصول إلى الكهرباء أو شبكة إنترنت أو هاتف جوال أو جهاز كمبيوتر.

وتصر «اليونيسيف» على أن «الفشل في إزالة هذه العقبات أمام الأطفال في هذه البلدان، خصوصاً الذين يعيشون في كنف أسر فقيرة، سيؤدي إلى جيل محروم من التطور التكنولوجي».

لكن الاتصال بالإنترنت قد ينطوي أيضاً على مخاطر؛ حيث يشكل انتشار التكنولوجيا الجديدة دون رقابة تهديداً على الأطفال وبياناتهم الشخصية، ويُعرضهم بشكل خاص لمتحرشين جنسياً.

وصرحت نائبة مدير قسم الأبحاث في «اليونيسيف»، سيسيل أبتيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هناك مخاطر كثيرة تهدد أطفال المستقبل، لكن ما أردنا توضيحه هو أن الحلول بأيدي صناع القرار الحاليين».

وأضافت: «سيكون الاتجاه الصحيح هو الذي سيسمح للأطفال بالاستمرار والعيش بأفضل الطرق في عام 2050».

ويستكشف التقرير عدة سيناريوهات، تعتمد على الاستثمارات التي سيتم توظيفها من أجل تحقيق التنمية أو مكافحة ظاهرة الاحترار.

على سبيل المثال، إذا لم يتغير شيء، فيتوقع حدوث بعض التقدم للوصول إلى التعليم الابتدائي أو تقليص الهوة في التعليم بين الصبيان والبنات. لكن في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، قد يستفيد جميع الأطفال من التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2050، على أن تختفي الهوة بين الجنسين في جميع المناطق.