مصر لإصدار تشريع يمنع كتب أطفال تحرض على «الإرهاب والرذيلة»

صورة لإحدى قصص الأطفال عرضتها نائبة مصرية بالبرلمان أمس
صورة لإحدى قصص الأطفال عرضتها نائبة مصرية بالبرلمان أمس
TT

مصر لإصدار تشريع يمنع كتب أطفال تحرض على «الإرهاب والرذيلة»

صورة لإحدى قصص الأطفال عرضتها نائبة مصرية بالبرلمان أمس
صورة لإحدى قصص الأطفال عرضتها نائبة مصرية بالبرلمان أمس

يتجه البرلمان المصري، لإصدار تشريع جديد يمنع تداول كتب أطفال تحرض على «الإرهاب والرذيلة»، بعد مناقشة طلب الإحاطة الذي تقدمت به النائبة داليا يوسف، بشأن احتواء عدد من كتب الأطفال المتداولة بالأسواق على قصص تدعو إلى «التشدد والإرهاب والعنف والرذيلة». وتفاعل أعضاء لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، بجانب أعضاء آخرين مع طلب النائبة، وطالبوا بتوسيع النقاشات مع مسؤولي الجهات المعنية بالنشر والتداول والرقابة على الواردات.
وقالت النائبة داليا يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «رصدت شكاوى بعض الأمهات المصريات بمواقع التواصل الاجتماعي بخصوص احتواء بعض كتب الأطفال المتداولة في الأسواق على صور ونصوص تدعو للتشدد وإراقة الدماء والرذيلة، حتى قمت بالتحقق من الأمر بنفسي، وذهبت إلى منطقة سور الأزبكية (وسط القاهرة)، واشتريت بعض كتب الأطفال التي تباع بأسعار زهيدة جداً، تتراوح بين 2 و9 جنيهات (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً) للكتيب الواحد.
وبعد تصفحها، رأيت قصصاً خطيرة تؤثر على أطفالنا، لأنها تقدم صوراً مرعبة، مثل الرؤوس المقطوعة والدماء المسالة، أثناء الإشارة إلى الفتوحات الإسلامية، التي خلت في الأصل من تلك المشاهد، لأن الإسلام لم ينتشر بحد السيف. فكيف نرسم للأجيال الصغيرة صورة مغايرة ومتطرفة عن فتوحاتنا في القرون السابقة؟». وأضافت: «بعض القصص الأخرى احتوت على قصص جنسية موجهة للأطفال تحرض على الرذيلة».
وكشفت يوسف أن «بعض هذه الكتب تمت طباعتها في تونس ولبنان ومصر، ولصالح دور نشر مملوكة للدولة ومنها (دار المعارف)، لذلك قررت لجنة الثقافة بالبرلمان استدعاء وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وجميع المسؤولين عن النشر والتوزيع والرقابة والاستيراد وحماية المستهلك في البلاد إلى البرلمان، لبحث الأزمة ووضع حلول عاجلة، قبل سن تشريع جديد يقضي بمواجهة تلك المخالفات، بما لا يتعارض مع حرية التعبير التي كفلها الدستور».
وتنتشر في العاصمة المصرية القاهرة، مناطق مخصصة لبيع جميع أنواع الكتب، من بينها منطقة سور الأزبكية الشهيرة، بالقرب من ميدان العتبة (وسط القاهرة)، ومنطقة كوبري أبو الريش بجوار محطة مترو السيدة زينب، بالإضافة إلى انتشار باعة الكتب المتنقلين في الشوارع والميادين الرئيسية على غرار شارع وميدان رمسيس، وميدان الجيزة، والشوارع المحيطة بجامعة القاهرة. بدوره، نفى سعيد عبده، رئيس اتّحاد الناشرين المصريين، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف للطبع والنشر أن تكون «دار المعارف متورطة في نشر قصص أطفال تحض على الكراهية أو العنف». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تاريخ الدار العريقة يدحض ذلك، وكل إصداراتها تحث على المعرفة والرقي والعلم».
وأضاف: «وصلتني بالفعل بعض الشكاوى المتعلقة بصور القصص وموضوعاتها من قبل بعض القراء، بحكم رئاستي لاتحاد الناشرين، وتحقّقنا من الأمر واكتشفنا أن بعضها صادر من دور نشر سورية»، موضحاً أن «الأصل في النشر الإتاحة، وليس الرقابة، لذلك قد تنتشر مثل هذه القصص في الأسواق بشكل لافت».
وأشار إلى أن «دور النشر المصرية ترسل بعض النصوص الدينية إلى الأزهر لإجازتها، لكن غياب الرقابة على الأسواق وواردات الكتب تسبب في انتشار تلك الكتب في الأسواق».
وتسعى لجنة الثقافة إلى مواجهة هذه «المخالفات» أيضاً في أفلام الكارتون والأفلام السينمائية والمسلسلات والكتب، في مرحلة لاحقة، بعد الانتهاء من سن تشريع جديد لكتب الأطفال خلال الفترة القليلة المقبلة.
، وفق يوسف، التي أوضحت أنه «بسؤال مندوب وزارة الثقافة عن وجود برنامج محدد بالوزارة للعناية بكتب الأطفال عبر أدباء وإصدارات خاصة، قال إنه لا يوجد مثل هذا البرنامج، وبالتالي فإن الحكومة المصرية مطالبة بوضع خطة للعمل على مواجهة مثل هذه المخالفات، ورسم خطط للنهوض بالطفل عبر قصص مصرية مكتوبة من قبل كبار الكتاب المصريين تنشر تحت إشراف أجهزة الدولة، وبالتعاون بين وزارة الثقافة والتعليم واتحاد الناشرين المصريين وغيرها من الجهات المعنية».


مقالات ذات صلة

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.