افتتاح مقابر الحواويش الفرعونية جنوب مصر بعد ترميمها

بتكلفة تبلغ 15 مليون جنيه

مقابر الحواويش الأثرية في سوهاج (محافظة سوهاج)
مقابر الحواويش الأثرية في سوهاج (محافظة سوهاج)
TT

افتتاح مقابر الحواويش الفرعونية جنوب مصر بعد ترميمها

مقابر الحواويش الأثرية في سوهاج (محافظة سوهاج)
مقابر الحواويش الأثرية في سوهاج (محافظة سوهاج)

تستعد مصر لافتتاح مقابر الحواويش الفرعونية بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، في شهر مارس (آذار) المقبل، بعد إنجاز ما يزيد عن 90 في المائة من مشروع تطويرها. وتضم مقابر الحواويش نحو 800 مقبرة منحوتة في بطن الجبل، اكتشفتها بعثة أسترالية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقررت السلطات المصرية أخيراً تطويرها ضمن البرنامج السياحي: «تنمية الصعيد - سوهاج وقنا»، والذي يهدف إلى وضع هذه المقابر على الخريطة السياحية المصرية بعد سنوات من إهمالها.
وتقع مقابر الحواويش بالجبل الشرقي وتبعد عن مدينة سوهاج بنحو 10 كيلومتر، ويعدّها الآثاريون من أكبر جبانات مصر القديمة المنحوتة في السلسلة الجبلية، وتضم جبانتين، بهما مئات المقابر التي لا يزال بعضها محتفظاً بألوانه الجميلة والزاهية.
وانتهت السلطات المصرية من تجهيز 5 مقابر بالمنطقة للزيارة للمرة الأولى، بجانب إنشاء قاعة لكبار الزوار، وسلالم صاعدة من بداية المشروع حتى أعلى الجبل، لسهولة وصول الزائر إلى المقابر، وسور حول المنطقة الأثرية الواعدة، بجانب دورات مياه ومظلة وقاعة عرض، بالإضافة إلى إعادة رصف الطرق المؤدية للمنطقة الأثرية.
ويتوقع خبراء الآثار في سوهاج أن تكون مقابر الحواويش إضافة قوية للمناطق الأثرية الأخرى في محافظة سوهاج على غرار معبد أبيدوس في مركز البلينا، ومتحف سوهاج، ومنطقة أتريبس، والدير الأحمر، والدير الأبيض.
وقال طارق الفقي محافظ سوهاج، مساء أول من أمس، خلال زيارته التفقدية لمشروع الترميم إنه «تم الانتهاء من 90 في المائة من مشروع تطوير منطقة آثار مقابر الحواويش، والذي تصل تكلفته إلى 15 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً).
ووفق الفقي فإن «سوهاج تتمتع بالعديد من مقومات الجذب السياحي وتنوع الحضارات والآثار التي تنتمي إلى عصور مختلفة من بينها منطقة آثار مقابر الحواويش، والتي يعود تاريخها إلى الأسرتين الأولى والثانية.
وفي سياق منفصل استقبل المتحف المصري الكبير، بميدان الرماية (غرب القاهرة) أمس، 202 قطعة أثرية قادمة من المتحف المصري بالتحرير ومنطقة آثار الهرم، من بينهم 30 قطعة خشبية من مركب خوفو الثانية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، إنه من المقرر أن تدخل جميع القطع ضمن سيناريو العرض المتحفي بالقاعات المختلفة للمتحف بداية من عصر ما قبل الأسرات، وحتى العصر اليوناني الروماني.


مقالات ذات صلة

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

يوميات الشرق ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

يصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان، ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق قصر البارون إمبان بمصر الجديدة (وزارة السياحة والآثار)

قصور مصر التاريخية لاستعادة طابعها الحضاري

تسعى مصر لترميم وإعادة تأهيل القصور التاريخية لتستعيد تلك «التحف المعمارية» طابعها الحضاري وتدخل ضمن خطط السياحة الثقافية بالقاهرة التاريخية ذات السمات المميزة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، نجمة الاستحقاق ووسام دولة فلسطين للدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من الكشف الأثري في جبَّانة أسوان بجوار ضريح الأغاخان (وزارة السياحة والآثار)

جبَّانة أسوان ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية عالمياً في 2024

جاءت جبَّانة أسوان الأثرية المكتشفة بمحيط ضريح الأغاخان في مدينة أسوان (جنوب مصر) ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.