دعوات للتصدي لتأثيرات الإعلام الرقمي السلبية على الأمن المجتمعي العربي

جانب من اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في دبي أمس (الشرق الاوسط)
جانب من اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في دبي أمس (الشرق الاوسط)
TT

دعوات للتصدي لتأثيرات الإعلام الرقمي السلبية على الأمن المجتمعي العربي

جانب من اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في دبي أمس (الشرق الاوسط)
جانب من اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني في دبي أمس (الشرق الاوسط)

ناقش الاجتماع الخامس عشر للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، آليات تنفيذ القرارات الصادرة عن الدورة العادية الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب الأخيرة وذلك بشأن «اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني»، بالإضافة إلى عدد من البنود المتعلقة بقضايا الإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية، من بينها مشروع «مدوَّنة سلوك للإعلام الإلكتروني»، أعدتها لجنة من الخبراء والأكاديميين والجمعيات الأهلية الإعلامية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك في سياق التشاور للتصدي لما ينتج عن الإعلام الرقمي من قضايا تؤثر سلباً على الأمن المجتمعي العربي.
كما تضمنت الاجتماعات التي أقامتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من خلال الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالتعاون مع نادي دبي للصحافة ومؤسسة «وطني الإمارات»، متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الحلقة النقاشية البحثية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب وتأثيرها على المجتمع العربي، والتوصيات المعنية بدراسة المشروعين المقدمين من الهيئة العربية للبث الفضائي المشترك حول إثراء المحتوى الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت ومنصة البث الرقمي ضمن مركز البيانات الإلكترونية العربية.
وأكد الوزير المفوض الدكتور فوزي الغويل، مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية، أنّ انعقاد اجتماعات الأمانة العامة للجامعة وفي مستهلها اجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني يأتي تكليلاً لمساعي جامعة الدول العربية الرامية لتعزيز دور الإعلام العربي في القضايا العربية الملحة.
بدوره أكّد ضرار الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الإلكتروني في ظل التطور الهائل لتقنية المعلومات، وقال إن هذا الملتقى يحمل بصمة مختلفة، لا تنبع من أهمية العنوان الذي ينعقد تحته، والنقاشات المطروحة من خلاله وحسب في ظل الأهمية الكبيرة للإعلام، وإنّما بكونه يأتي أيضاً احتفاءً بفوز دبي عن استحقاق وجدارة بلقب عاصمة الإعلام العربي لعام 2020.
وقال سالم باليوحة، المدير بالإنابة لنادي دبي للصحافة، إنّ استضافة النادي لاجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني التي تتخذ من دبي مقراً دائماً لها، تفتح المجال لزيادة مساحة إسهامات النادي في دعم التأثير الإيجابي للإعلام الإلكتروني على الصعيد العربي، امتداداً لنهج دبي ودولة الإمارات في ريادة التطوير الإيجابي ومواكبة المستجدات العالمية في مختلف المجالات ومنها المجال الإعلامي.
كما شملت التوصيات التعجيل بمشروع إنشاء المنصة العربية للبث الرقمي التي تضمن مختلف البلدان العربية من خلالها توزيع المحتويات والمضامين الإعلامية الرقمية من دون المرور بوسطاء من أوروبا أو غيرها من البلدان الغربية، إضافة إلى الموافقة على مقترح العراق بشأن تحديث النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الإلكتروني وبالشكل الذي يضمن لها مواكبة التطور الهائل الذي شهده مجال الإعلام، فضلاً عن الترحيب بمقترح الجزائر بشأن إنتاج إشعارات إعلامية توعوية للتنبيه إلى خطورة بعض الألعاب الإلكترونية، ودعوة وزارات الإعلام العربية والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية لإنتاجها على أن تُبث عبر التلفزيونات والإذاعات العربية الرسمية والخاصة، كما تضمنت التوصيات دعوة مؤسسات التربية والتعليم العربية لإدراج مواد علمية ومناهج تعليمية للتربية على وسائل الإعلام (التقليدية والإلكترونية)، لتحصين الأطفال والشباب من مخاطر سوء الاستخدام.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».