أهم النزعات التقنية للعقد الجديد في «معرض إلكترونيات المستهلكين»

سيارات أجرة «طائرة» وكومبيوترات محمولة تدعم شبكات الجيل الخامس... وانتشار تلفزيونات ما بعد الدقة الفائقة

تلفزيون «سامسونغ» بدقة 8K دون أي أطراف ملحوظة
تلفزيون «سامسونغ» بدقة 8K دون أي أطراف ملحوظة
TT

أهم النزعات التقنية للعقد الجديد في «معرض إلكترونيات المستهلكين»

تلفزيون «سامسونغ» بدقة 8K دون أي أطراف ملحوظة
تلفزيون «سامسونغ» بدقة 8K دون أي أطراف ملحوظة

يقدم «معرض إلكترونيات المستهلكين» Consumer Electronics Show CES في كل عام أبرز التوجهات والنزعات التقنية المقبلة للعام، ولكن معرض هذا العام يستعرض توجهات التقنية للعقد المقبل؛ من سيارات الأجرة الطائرة والروبوتات الصغيرة المتنقلة، وصولاً إلى تلفزيونات تعرض الصورة بدقة 8K غير المسبوقة وبأطراف غير ملحوظة، وأجهزة وملحقات ومعالجات الألعاب الإلكترونية. ودارت فعاليات المعرض في مدينة لاس فيغاس الأميركية بين 7 و10 يناير (كانون الثاني) الحالي، ونذكر أبرز التقنيات التي تم الكشف عنها خلاله.
- تلفزيونات مبتكرة
بدأ معرض إلكترونيات المستهلكين 2020 بالكشف عن مجموعة متنوعة من التلفزيونات المتقدمة، مثل تلفزيونات بدقة 8K دون أي حواف ملحوظة في الأطراف من «سامسونغ»، لتصبح نوافذ زجاجية نحو عالم آخر. وتستخدم هذه التلفزيونات تقنية QLED لعرض الصورة بألوان مبهرة، إلى جانب استخدام تقنيات الذكاء الصناعي للتعرف على محتوى الصورة ورفع الدقة ليتناسب مع دقة العرض 8K كما عرضت الشركة تلفزيونات تعمل بتقنية MicroLED ذات شاشات ضخمة تحول الغرفة إلى سينما مبهرة، وذلك بتوفير عمق أفضل للصورة ووضوح أعلى ودقة أكبر مع معدل إضاءة 5 آلاف وحدة «نيتس» لتقديم صورة مبهرة بشاشات يبلغ قطرها 75 و88 و93 و110 و150 بوصة، وصولاً إلى عرض تلفزيون مبهر بقطر 292 بوصة. وبالحديث عن تقنية QLED، كشفت الشركة عن تلفزيونات عديدة تعرض الصورة بالدقة الفائقة 4K بأسعار أقل مقارنة بأجهزة العام الماضي، معلنة انتشار تقنيات الدقة الفائقة على صعيد واسع، وفسح المجال أمام الدقة ما بعد الفائقة 8K.
وكشفت الشركة أيضاً عن تلفزيونات من طراز Sero عمودية يمكن تدويرها لتصبح أفقية بكل سهولة، وفقاً للمحتوى المعروض على الشاشة (مثل المحتوى العمودي الذي تم تصويره بالهواتف الجوالة أو محتوى «يوتيوب» الطولي)، وبقطر 43 بوصة. ومن الشاشات المميزة The Serif وThe Frame التي تعتبر لوحات جدارية رقمية يمكن تحويلها إلى تلفزيون عند الحاجة. ويبلغ قطر الشاشات 32 و49 و50 و55 و75 بوصة، مع توفير رسومات رقمية يمكن تحميلها لقاء اشتراك شهري بالخدمة.
ومن جهتها كشفت «إل جي» عن تلفزيون قابل للف بحيث تخرج الشاشة من صندوق خاص بها وتنسدل فيه بعد الانتهاء من المشاهدة. ويبلغ قطر الشاشة 65 بوصة وتبلغ دقتها 4K، وتم اختبار فتحها وإغلاقها نحو 50 ألف مرة (بمعدل مرة كل ساعة على مدار اليوم لنحو 68 عاماً) دون أي تأثير سلبي على جودة الصورة. وستطلق الشركة التلفزيون بسعر 60 ألف دولار! واستعرضت الشركة تلفزيونات بدقة 8K تعرض الصورة بسرعة 60 مرة في الثانية، مع استخدام تقنيات الذكاء الصناعي وتقنيتي OLED وLCD لعرض الصورة وبقطر65 و75 و77 و88 بوصة.
ورغم ندرة المحتوى بدقة 8K لمشاهدته على هذه الشاشات، فإن أجهزة الألعاب «بلايستيشن 5» و«إكس بوكس وان سيريس إكس» المقبلة ستدعمها في الألعاب وفي تشغيل أقراص «بلو - راي» التي تحتوي على الأفلام بهذه الدقة، إلى جانب وجود بعض العروض بهذه الدقة في «يوتيوب».
- الروبوتات والذكاء الصناعي
ولوحظ نضوج تقنيات الروبوتات وتطوير فئات جديدة منها بأحجام صغيرة وقدرات متقدمة على التنقل. وبإمكانك اقتناء روبوت كروي صغير يشابه ذلك الموجود في أجزاء سلسلة أفلام «حرب النجوم» الحديثة، اسمه Ballie. ويستطيع هذا الروبوت التفاعل مع المستخدم والتحكم بالملحقات الذكية فيه وإدارتها باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي والاتصال اللاسلكي المدمجة فيه. وتقول «سامسونغ» المطورة لهذا الروبوت «الكروي» بأنه يفهم المستخدم ويدعمه ويتصرف بما يتناسب مع احتياجاته، وذلك باستخدام الكاميرا المدمجة والمستشعرات المختلفة لتحليل الصورة وفهمها. ويستطيع هذا الروبوت، مثلاً، فتح الستائر وتشغيل الموسيقى أو التلفزيون لدى عمل منبه المستخدم في الصباح، ونقل صور حية لما يدور في المنزل أثناء وجود المستخدم بعيداً عن مكان سكنه. وتم استعراض روبوتات «أليفة» تشابه القطط والكلاب، وأخرى لمساعدة الأطفال على التعلم بسرعة والتفاعل مع تحركاتهم واللعب معهم.
وكشفت الشركة أيضاً عن مساعد NEON الذي يقدم شخصيات رقمية تشابه البشر بشكل كبير وتتعلم مع مرور الوقت من التعامل مع المستخدم وتصبح أكثر ذكاء لدى تعرفها على الأشياء الجديدة وتحليلها. وتستطيع هذه الشخصيات، مثلاً، تقديم خدمات تحليل المعلومات المالية أو إرشاد المستخدمين أو حتى العمل كمذيع للأخبار أو التمثيل أو التحدث رسمياً بالنيابة عن شركة ما.
- أجهزة للاعبين
وكشفت شركة «إنتل» عن تطويرها للجيل العاشر من معالجاتها من فئة H التي ستكسر حاجز سرعة 5 غيغاهرتز، مما يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة من مستوى المعالجات، وخصوصاً مع استخدام 8 أنوية لتقديم مستويات أداء غير مسبوقة. كما كشفت الشركة عن أول وحدة متخصصة بمعالجة الرسومات من طراز DG1 لتنافس بها بطاقات شركتي nVidia وAMD.
وبدورها كشفت AMD عن الجيل الرابع من معالجاتها Ryzen 4000 الذي يستهدف الكومبيوترات المحمولة ويعد بتقديم مستويات أداء فائقة وباستخدام منخفض للطاقة بفضل تصنيعها بدقة 7 نانومتر وبـ8 أنوية وبسرعات تصل إلى 4، 2 غيغاهرتز، إلى جانب توفير تفاصيل حول معالجها المتقدم المقبل Ryzen Threadripper 3990X الذي يقدم 64 نواة و288 ميغابايت من ذاكرة Cache فائقة السرعة وبسرعات تصل إلى 4.3 غيغاهرتز، والذي ستطلقه في شهر فبراير (شباط) المقبل. وكشفت الشركة كذلك عن أفضل بطاقة رسومات للاعبين الذين يستهدفون دقة 1080p من طراز Radeon RX 5600XT بسعر 279 دولاراً فقط.
واستعرضت «إنفيديا» شاشة G - Sync تعرض الصورة بسرعة 360 هرتز (بسرعة صورة واحد كل 2.8 ملي ثانية) مقارنة بشاشات 120 و144 هرتز الحالية، الأمر الذي يجعل تجربة اللاعبين المحترفين أفضل بسبب سرعة عرض الصورة أمامهم على الشاشة وتجديد مواضع الأهداف بدقة كبيرة دون أي تأخير، وهي مناسبة للاعبي الرياضة الإلكترونية التنافسية. ويبلغ قطر الشاشة 24.5 بوصة وخضعت لنحو 300 اختبار لجودة الصورة وضمان تقديمها أفضل أداء للاعبين.
وكشفت «ديل» عن كومبيوتر ألعاب محمول اسمه Concept UFO بشاشة يبلغ قطرها 8 بوصات تعرض الصورة بدقة 1900x1200 بكسل يستطيع تشغيل ألعاب الكومبيوتر الشخصي من خلال معالج متقدم ودعم الشبكات اللاسلكية والمنافذ فائقة السرعة.
أما شركة «كينغستون»، فأطلق قسم «HyperX المتخصص بالألعاب فيها مجموعة من ملحقات للكومبيوتر واللاعبين ترفع من مستويات الأداء وتجارب اللاعبين، منها سماعات Cloud Flight S اللاسلكية بمدة استخدام تصل إلى 30 ساعة في الشحنة الواحدة وتجسيم متقدم للصوتيات، ولوحة المفاتيح الميكانيكية Alloy Origins ذات الإضاءة الخلفية الملونة وأزرار يمكن برمجتها للقيام بسلسلة من الأوامر، وفأرة Pulsefire Raid بـ11 زراً قابلاً للبرمجة ومستشعر بدقة 16000 DPI، ولوحة الفأرة Fury Ultra RGH ووحدات الذاكرة Fury DDR4 DIMM وImpact DDR4 SODIMM التي تعمل بسرعات تصل إلى 3733 ميغاهرتز وبسعات تصل إلى 64 غيغابايت للشريحة الواحدة، إلى جانب ملحق ChargePlay Clutch لشحن وتثبيت أدوات التحكم الخاصة بجهاز «سويتش» والأجهزة المحمولة لاسلكياً. وستطلق الشركة هذه الملحقات خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وبالنسبة لأجهزة الألعاب الإلكترونية، كشفت «سوني» عن شعار جهازها المقبل «بلايستيشن 5»، بينما وضع مدير قسم «إكس بوكس» صورة معالج جهاز «إكس بوكس وان سيريس إكس» المقبل في حسابه في «تويتر» لتشويق الجماهير قبل الكشف عن المزيد من تفاصيل الجهاز خلال الأشهر القليلة المقبلة.
- تقنيات منوعة
وطرحت العديد من الشركات كومبيوترات محمولة تقدم تقنيات ثورية، مثل أجهزة من HP وDell وLenovo تتصل بالإنترنت لاسلكياً عبر شبكات الجيل الخامس، وكومبيوترات محمولة بشاشات تنثني. وعرضت شركة Hyundai سيارة أجرة تطير أشبه بطائرة ذاتية القيادة وطائرة مروحية ولكن من دون إزعاج صوت الطائرات المروحية، وهي تستطيع السير لمسافة 100 كيلومتر بسرعات تصل إلى 290 كيلومتراً في الساعة وتحمل 4 ركاب، مع إبرام شراكة مع «أوبر» لبناء هذه السيارات. وتم الكشف عن سيارة كهربائية منافسة لسيارات «تيسلا»، من طراز Faraday Future FF91 التي يعمل محركها بقدرة 1050 حصاناً وتستطيع الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في نحو 2.3 ثانية وتستطيع السير لنحو 640 كيلومتراً في الشحنة الواحدة.
وتم استعراض آلة لتبريد المشروبات الدافئة أو الساخنة في نحو دقيقة واحدة من طراز Juno، ودراجة هوائية كهربائية للسير فوق المياه. وكشفت «سامسونغ» عن مجموعة من التقنيات المثيرة للاهتمام، منها قلم رقمي اسمه Hyler يمسح نصوص الكتب ويحولها إلى نصوص رقمية على الهاتف الجوال يمكن تحريرها، والقدرة على تعرف كاميرا الصور الذاتية «سيلفي» في الهواتف الجوالة على حركات أصابع المستخدم أثناء محاكاة الطباعة على أزرار لوحة مفاتيح وهمية لتسريع عملية الكتابة. وإن كنت تعاني من الشخير في الليل، فستساعدك وسادة Motion Pillow في حل هذه المشكلة، حيث إنها ستسمع صوت شخير الشخص الآخر في الغرفة وتنتفخ قليلاً أو تطلق الهواء لتغيير حجمها وتغيير موضع رأس المستخدم الذي يصدر تلك الأصوات.


مقالات ذات صلة

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكنولوجيا تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

التكامل الجديد يتيح للمستخدم تنفيذ أعمال تحرير الصور وتحسين جودتها عبر الأوامر النصية والقدرة على تحرير ملفات «PDF» ودمجها وإنشاء تصاميم جاهزة لشبكات التواصل.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)

خاص «رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تجربة «رحلة من نور» استخدمت تقنيات رقمية غامرة في «أوترنت لندن» لإعادة تقديم الدرعية بلغة معاصرة محوّلة التراث إلى تجربة حية لجمهور عالمي.

نسيم رمضان (لندن)
خاص يتسارع نمو البيانات في الشرق الأوسط مدفوعاً بالتحول الحكومي والذكاء الاصطناعي والقطاعات الرقمية كثيفة البيانات (غيتي)

خاص هل تصبح البيانات أساس المرحلة المقبلة من التحول الرقمي في الشرق الأوسط؟

يتسارع نمو البيانات في الشرق الأوسط، ما يجعل البنية التحتية للتخزين وإدارة البيانات عاملاً حاسماً في نجاح التحول الرقمي ودعم الذكاء الاصطناعي بكفاءة واستدامة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص يتحوّل الرصد من أداة تقنية إلى ركيزة استراتيجية تعزز الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء داخل المؤسسات (شاترستوك)

خاص تقرير «سبلانك»: هل أصبح «الرّصد» مفتاح مستقبل المؤسسات في السعودية والمنطقة؟

يكشف تقرير «سبلانك 2025» تحوّل «الرصد» إلى ركيزة استراتيجية تدعم الإنتاجية والابتكار والموثوقية مع تسارع تبنّيه في السعودية لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أستراليا أصبحت أول دولة تحظر دخول الأطفال دون 16 عاماً إلى منصات التواصل الاجتماعي بشكل شامل (شاترستوك)

لأول مرة... أستراليا تحظر وسائل التواصل للأطفال دون 16 عاماً

حظرت أستراليا دخول الأطفال دون 16 عاماً إلى وسائل التواصل ملزمةً المنصات بتقدير أعمار المستخدمين أو مواجهة غرامات ضخمة وسط جدل عالمي حول حماية القُصّر.

نسيم رمضان (لندن)

مجلة «تايم» تختار «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025

غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
TT

مجلة «تايم» تختار «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025

غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)
غلاف مجلة «تايم» يظهر «مهندسي الذكاء الاصطناعي» الأشهر بعد اختيارهم شخصية عام 2025 (حساب المجلة عبر منصة «إكس»)

اختارت مجلة «تايم»، اليوم الخميس، «مهندسي الذكاء الاصطناعي» شخصية عام 2025. وقالت المجلة إن 2025 هو العام الذي «ظهرت فيه بقوة» إمكانات الذكاء الاصطناعي من دون تراجع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت المجلة، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «لتقديمهم عصر الآلات المفكرة، ولإبهارهم البشرية وإثارة قلقها، ولتحويلهم الحاضر وتجاوز الممكن، مهندسو الذكاء الاصطناعي هم اختيار (تايم) لشخصية عام 2025».

وظهر على غلاف المجلة صورة لمجموعة من أبرز الأسماء في عالم «الذكاء الاصطناعي» منهم؛ جنسن هوانغ ومارك زوكربيرغ وسام ألتمان وإيلون ماسك.


بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين
TT

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

بعد الذكاء الاصطناعي: سباق الروبوتات يحتدم بين أميركا والصين

تُشير التقارير إلى أن الحكومة الأميركية تُكثّف استثماراتها في مجال سريع النمو لتعزيز قدرتها التنافسية مع الصين.

من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات

على مدى أشهر، ركّزت إدارة ترمب بشكل كبير على صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث دفعت باتجاه سنّ تشريعات وأصدرت أوامر تنفيذية تهدف إلى تخفيف القيود التنظيمية المفروضة على الذكاء الاصطناعي وتسريع تبنّي هذه التقنية. وقد صرّح البيت الأبيض بأن الهدف هو أن تُهيمن أميركا على هذه الصناعة.

وقد شهدت هذه الجهود بعض العقبات، مثل فشل محاولة منع الولايات من إصدار لوائحها الخاصة بتنظيم هذه الصناعة، ولكنها شهدت أيضاً الكثير من الإنجازات البارزة، مثل إنشاء «ستارغيت»، وهو مشروع مشترك ضخم سيشهد قيام «أوبن إيه آي» و«سوفت بنك» و«أوراكل» ببناء مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

والآن، مع تقدّم الذكاء الاصطناعي بوتيرة تبدو مُستقرة، تُشير التقارير إلى أن الإدارة تُضيف مجالاً جديداً إلى قائمة أولوياتها، مع احتمال إصدار أمر تنفيذي بهذا الشأن في وقت مبكر من العام المقبل: الروبوتات. وقد أفادت صحيفة «بوليتيكو» بأن وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، يعقد اجتماعات مع الرؤساء التنفيذيين في قطاع الروبوتات؛ بهدف استكشاف سبل تسريع وتيرة التطوير في الولايات المتحدة.

صدارة الصين

تتصدر الصين حالياً المشهد العالمي في مجال الروبوتات، حيث يوجد لديها 1.8 مليون روبوت صناعي قيد التشغيل في المصانع، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات. وهذا الرقم يعادل أربعة أضعاف العدد الموجود في الولايات المتحدة.

وتحظى الروبوتات بأهمية بالغة في الصين، لدرجة أنها استضافت دورة الألعاب العالمية للروبوتات البشرية، المعروفة أيضاً باسم أولمبياد الروبوتات، في أغسطس (آب) الماضي.

تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين

وكان روبرت بلاير، الرئيس التنفيذي لشركة «بوسطن داينامكس»، أكد في تصريح إعلامي، الجمعة الماضي، أن شركته تعمل بنشاط مع «لوتنيك» على وضع استراتيجية وطنية للروبوتات. وأوضح أن الهدف من ذلك هو تحقيق تكافؤ الفرص مع الصين، وتشجيع الصناعات الأميركية على تبني الروبوتات، ووضع استراتيجيات لتسريع وتيرة العمل في عصر الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: «من الحكمة البدء في قطاعي التصنيع والخدمات اللوجيستية؛ نظراً للطلب الهائل، ولأن هذه البيئات الخاضعة للرقابة تُعدّ مكاناً آمناً لإطلاق هذه التقنية الجديدة. ستدخل الروبوتات المنازل في نهاية المطاف، لكننا لا نعتقد أن هذا هو المكان المناسب للبدء اليوم؛ نظراً للتكلفة والسلامة والوظائف، ولكن خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، سنشهد بالتأكيد إصدارات جديدة من هذه الروبوتات في المنازل».

استراتيجية وطنية

وقد دأبت شركات تصنيع الروبوتات، بما في ذلك «تسلا» و«بوسطن داينامكس»، على الضغط على واشنطن منذ فترة لزيادة التركيز على صناعة الروبوتات، وكذلك فعلت جمعية تطوير الأتمتة Association for Advancing Automation (A3)؛ إذ كتبت في تعليق علني لوزارة التجارة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «يجب أن تكون أي محاولة أميركية لزيادة القدرة المحلية في مجال الروبوتات نتاجاً لاستراتيجية وطنية شاملة للروبوتات».

وترى الجمعية أن من الممكن على المدى البعيد زيادة القدرة الإنتاجية المحلية للروبوتات في الولايات المتحدة بشكل كبير، وتقليل الاعتماد على الروبوتات والمكونات المستوردة. وستُمكّن استراتيجية وطنية للروبوتات الولايات المتحدة من العمل على تحقيق جميع هذه الأهداف.

وكان من بين اقتراحات المجموعة إنشاء مكتب حكومي اتحادي للروبوتات، وهو مرفق مركزي لوضع استراتيجية وطنية والإشراف عليها وتوجيهها. وذكرت «بوليتيكو» أن وزارة النقل تستعد أيضاً للإعلان عن فريق عمل معني بالروبوتات.

كما أشار دان ليفي، المحلل في «باركليز»، إلى إمكانية زيادة اهتمام البيت الأبيض بالروبوتات الشبيهة بالبشر؛ لتسهيل تصنيعها وبيعها. وقال: «يُنظر إلى الروبوتات بشكل متزايد على أنها نقطة تنافس رئيسية مع الصين».

روبوتات صناعية

ويُعدّ إيلون ماسك، من أبرز الداعمين للروبوتات، وتحديداً الروبوتات الشبيهة بالبشر. وقد تعهد في أبريل (نيسان) الماضي بأن تُصنّع «تسلا» ما لا يقل عن 5000 روبوت من طراز «أوبتيموس» هذا العام (وربما ضعف هذا العدد)، مع أهداف طموحة لعام 2026 والسنوات اللاحقة.

ومع ذلك، من المرجّح أن يكون التركيز الأولي لأيّ مبادرةٍ من البيت الأبيض في مجال الروبوتات أقلّ على الروبوتات الشبيهة بالبشر، وأكثر على الروبوتات المستخدمة في المصانع. ورغم أنها أقلّ إثارةً، فإنها تُعدّ ذات مزايا في مجال التصنيع؛ ما يُعزّز أهداف ترمب في زيادة عدد المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة.

* خدمات «تريبيون ميديا»

حقائق

1.8

مليون روبوت صناعي قيد التشغيل في المصانع الصينية


لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
TT

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)

أعلنت شركة «أدوبي» (Adobe) عن تكامل رسمي مع منصة «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، في خطوة تُعد من أبرز التطورات التقنية خلال هذا العام، إذ أصبح بإمكان المستخدم الاعتماد على «تشات جي بي تي» لتنفيذ مهام تحرير الصور والملفات والتصميم دون الحاجة إلى فتح برامج «أدوبي» التقليدية. ويُعد هذا الربط نقلة مهمة في مسار دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات الإبداع الرقمية.

التكامل الجديد يتيح للمستخدم تنفيذ أعمال تحرير الصور وتحسين جودتها عبر الأوامر النصية، إضافة إلى القدرة على تحرير ملفات «PDF» ودمجها، وإنشاء تصاميم جاهزة لمحتوى شبكات التواصل. كما يتيح النظام تنفيذ عمليات القص والتعديل وإزالة العناصر غير المرغوبة وتحسين مستوى الإضاءة والألوان، إلى جانب إنتاج مواد بصرية جاهزة للنشر مباشرة، مما يلغي الحاجة للتنقل بين تطبيقات متعددة.

ويعتمد هذا الربط على منصة «أدوبي» تقنية «Apps SDK» التي تسمح بتشغيل أدوات الشركة داخل واجهة «تشات جي بي تي» بشكل مباشر، مع المحافظة على معايير الأمان وسهولة الاستخدام. وقد أكدت «أدوبي» أن التكامل متاح على إصدارات الويب وتطبيق «إي أو إس» ونسخة سطح المكتب، مع إمكانية طلب تسجيل الدخول بحساب «أدوبي» عند استخدام بعض الخدمات المتقدمة.

وترى الشركة أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية لتمكين المستخدمين من إنتاج محتوى احترافي بسرعة وجودة أعلى، فيما يعتقد محللون أن دخول «تشات جي بي تي» إلى مجال التصميم الإبداعي يعد توسعاً طبيعياً للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمهّد لمرحلة جديدة تتداخل فيها قدرات النماذج الذكية مع أدوات التصميم المحترفة في منصة واحدة.

إتاحة «فوتوشوب» و«أكروبات» و«إكسبريس» داخل «شات جي بي تي» في أول تكامل من نوعه (شات جي بي تي)

وتتوقع أوساط تقنية أن يمتد هذا التكامل مستقبلاً ليشمل تحرير الفيديو ومعالجة الصوت، إضافة إلى أدوات أكثر تقدماً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يدعم الاتجاه العالمي نحو منصات موحدة تجمع كل ما يحتاج إليه المصمم وصانع المحتوى في بيئة واحدة.

ويمثل هذا التحول إعادة صياغة لطريقة العمل الإبداعي؛ إذ يجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي AI وقدرات «أدوبي» التقنية، ويوفر للمبدعين إمكانية تنفيذ أعمالهم بشكل أسرع وبخطوات أقل، ليظهر جيل جديد من أدوات الإنتاج المتكاملة داخل منصة واحدة.