تقنيات تحتاج لها حياتنا في 2020

المنزل الذكي والاتصالات السريعة وخدمات التدفق عبر الإنترنت

تقنيات تحتاج لها حياتنا في 2020
TT

تقنيات تحتاج لها حياتنا في 2020

تقنيات تحتاج لها حياتنا في 2020

أثبتت لنا السنوات العشر المنصرمة حقيقة واضحة لا لبس فيها، ألا وهي أنّ التقنية تلازم جميع نواحي حياتنا.
تعيش التقنية في منازلنا في السخّانات التي تدفئنا، وفي السيّارة في ميزات السلامة التي تحذّرنا من السيّارات الأخرى على الطرقات، وفي إعدادات التلفزيون التي تسمح لنا بالاستمتاع بخدمات التدفّق التي تعرض لنا البرامج والأفلام عبر التطبيقات الإلكترونية. وفي بعض الأحيان، يصل الأمر بنا إلى ارتداء التقنية على شكل ساعات معصم تراقب صحتنا باستمرار.
- اتجاهات التقنية
في عام 2020 والسنوات العشر المقبلة، ستكتسب هذه الاتجاهات التقنية زخم أكبر. هذه التقنيات المرتقبة التي عرضت الأسبوع الماضي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، وهو عرض تجاري هائل للتقنيات الاستهلاكية يُنظّم في لاس فيغاس ويشكّل نافذة على أهمّ التطوّرات التقنية التي سيشهدها العام.
التركيز الكبير والاستثنائي هو على الجيل التالي من الشبكات الخلوية أي الجيل الخامس أو 5G، والتي تزوّدنا بالبيانات بسرعات هائلة وغير مسبوقة.
كما أنّنا قد نكون على موعد مع ثورة المنازل الذكية وأجهزتها المتصلة بالإنترنت كالثلّاجات والتلفازات والمكانس الكهربائية التي تعمل مع بعضها دون عوائق وبأقلّ تدخّل بشري ممكن.
رأت كارولينا ميلانيزي، محلّلة مختصّة بالتقنية في شركة «كرييتف ستراتيجيز» أنّ «الأساس يكمن في اتصال كلّ شيء، حيث إن أي شيء في المنزل سيكون مزوّدًا بالمزيد من الكاميرات والميكروفونات وأجهزة الاستشعار».
في حال شعرتم أنّ هذا التوصيف يشبه ما رأيتموه العام الماضي، نعم إنه كذلك، ولكن فقط لأنّ التقنيات الجديدة تحتاج غالبًا إلى الوقت لتنضج.
- منازل ذكية
فيما يلي، ستتعرفون إلى الأشياء التي يجب أن تبقوا عينكم عليها هذا العام:
> المنزل الأذكى: أتمتة حقيقية. في السنوات القليلة الماضية، خاضت أمازون وآبل وغوغل معارك ضارية للسيطرة على منازلنا.
يستجيب المساعدون الافتراضيون التابعون لهذه الشركات، أي أليكسا ومساعد غوغل وسيري، للأوامر الصوتية لتشغيل الموسيقى عبر مكبّرات الصوت، والتحكّم بالمصابيح الضوئية وتشغيل روبوتات الكنس. تعمل منتجات المنزل الذكي بشكل جيّد، ولكنّها معقّدة الإعداد، لهذا السبب يستخدمها معظم الناس لأداء مهام أساسية فقط كضبط مؤقّت المطبخ والتحقّق من حالة الطقس.
ولكنّ الشركات الثلاثة توصّلت في ديسمبر (كانون الأول) الفائت لما يشبه الهدنة، معلنة أنّها كانت تعمل مجتمعة على تطوير معيار يساهم في تسهيل توافق منتجات المنزل الذكي مع بعضها البعض.
بمعنى آخر، عندما تشترون مصباحاً متصلاً بالإنترنت من مجموعة تتوافق مع مساعد أليكسا، يجب أن يتوافق مع سيري ومساعد غوغل أيضاً. هذا الأمر من شأنه أن يخفّف من حيرة الناس عند شراء المنتجات المنزلية ويزيد سهولة عمل الأجهزة الذكية مع بعضها البعض.
ولفتت ميلانيزي إلى أنّ التخلّص من التعقيد كان خطوة ضرورية ليحقّق عمالقة التقنية هدفهم الأساسي: أتمتة منزلية دون مشاكل ودون الحاجة إلى أشخاص يملون على المساعدين ما يجب أن يقوموا به.
- شبكات جديدة
> الجيل الخامس للاتصالات - تصاعد بطيء وثابت. شهد عام 2019 بداية تحوّل الصناعة اللاسلكية نحو الجيل الخامس، وهي تقنية قادرة على تأمين البيانات بسرعات فائقة غير مسبوقة ستتيح للناس تحميل أفلام كاملة في ثوانٍ معدودة.
ولكنّ طرح شبكات الجيل الخامس كان ناقصاً وغير متساوٍ. فقد نشر مزوّدو الخدمات اللاسلكية في الولايات المتحدة شبكات الجيل الخامس في مدن قليلة، فضلاً عن أنّ الهواتف الذكية التي صدرت العام الماضي مزوّدة بتقنية الجيل الخامس كانت قليلة جدّاً.
أمّا في 2020. فمن المتوقّع أن يكتسب الجيل الخامس زخماً إضافياً، حيث توقّعت شركة «فرايزون» انتشارها على امتداد الولايات المتحدة، في حين صرّحت «آي.تي. أند تي». والتي تقدّم نوعين من الجيل الخامس («5G إيفولوشن» الذي لا يختلف كثيراً عن الجيل الرابع كثيراً لناحية السرعة؛ و«5G بلاس»، النسخة الفائقة السرعة) إنّها تتوقّع وصول خدمة «5G بلاس» إلى مناطق في 30 مدينة مع بداية 2020.
ومن المؤشرات الأخرى على تقدّم تقنية الجيل الخامس، زيادة عدد الأجهزة التي تدعم المعيار اللاسلكي الجديد.
مثلاً، بدأت سامسونغ تضمين خدمة الجيل الخامس في بعض من أحدث أجهزة غالاكسي، في حين أنّ آبل، والتي رفضت التعليق على الموضوع، تتوقّع بدورها إطلاق أوّل هواتفها التي تتوافق والجيل الخامس هذا العام.
تنطوي هذه التقنية على مكاسب كثيرة أهمّها القدرة على تقليص بطء الاتصال، أو الوقت الذي تتطلّبه الأجهزة عادة لتتصل مع بعضها البعض. يتمتّع هذا الأمر بأهمية كبرى لناحية توافق الجيل المقبل من الأجهزة كالروبوتات والسيّارات الذاتية القيادة وطائرات الدرون.
ففي حال كانت سيّارتكم مزوّدة بتقنية الجيل الخامس وسيّارة أخرى تملك التقنية نفسها، تستطيع السيّارتان التواصل مع بعضهما وإرسال الإشارات لبعضهما عند الفرملة أو تغيير المسارات.
إنّ تحوّل هذه السيّارات إلى القيادة الذاتية الكاملة يتطلّب القضاء على التأخير الذي يصيب هذا النوع من التواصل اليوم.
- تقنيات ملبوسة
> سوق الأجهزة القابلة للارتداء إلى المزيد من النشاط. لقد حان وقت استعار المنافسة في مجال الكومبيوترات القابلة للارتداء لأنّها ستقود إلى مزيد من الابتكار والإبداع.
سيطرت شركة آبل لزمن طويل على هذه السوق. فقد أطلقت عام 2015 ساعة آبل الذكية التي تركّز على المتابعة الصحية، واستتبعتها عام 2016 بإصدار أول سماعاتها اللاسلكية «إيربودز» التي يمكن التحكّم بها عبر سيري.
ومنذ ذلك الحين، دخلت شركات عديدة في هذا المسار كـ تشاومي وسامسونغ وهواوي وغوغل، التي استحوذت أخيراً على «فيتبيت»، الشركة المتخصصة بصناعة أجهزة الرشاقة بصفقة قيمتها 2.1 مليار دولار على أمل أن تستطيع اللحاق بآبل.
بدورها، تشقّ رقائق الكومبيوتر طريقها في عالم المنتجات الإلكترونية كالسماعات، ما يعني أنّ الشركات ستقدّم على الأرجح ابتكارات جديدة في عالم الإكسسوارات القابلة للارتداء، بحسب ما أفاد فرانك جيليت، محلل التقنية في شركة «فورّيستر». وهنا يمكننا الحديث عن فرضيتين: سماعات تراقب الصحّة من خلال متابعة النبض من الأذنين، أو سمّاعات رخيصة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في السمع.
ورأى جيليت أنّ «هذا المجال الذي يشمل تحسن سمعنا وطريقة سماع الآخرين مثير للاهتمام».
- البث الإنترنتي
> ثورة التدفّق. لقد سار العالم بسرعة باتجاه عصر التدفّق وسيستمرّ على هذه الوتيرة.
تصدّرت منصة نتفليكس لائحة خدمات الفيديو الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة في 2019. مع إمضاء الناس معدّل 23 دقيقة يومياً في مشاهدة تدفّق محتواها، بحسب بيانات شركة «إي ماركتر» البحثية. وبشكل عام، شكّل الفيديو الرقمي نحو ربع الوقت اليومي الذي يمضيه الناس على الأجهزة العام الماضي، والذي يشمل أيضاً استخدام التطبيقات ومحرّكات التصفّح الإلكترونية.
ورجّحت «إي ماركتر» أن تشهد حصّة حصّة نتفليكس من الوقت الإجمالي الذي نمضيه في مشاهدة الفيديوهات على الأجهزة تراجعاً في 2020، بسبب إطلاق خدمات تدفّق جديدة منافسة كـ ديزني بلاس، وإتش.بي.أو. ماكس، وآبل تي.في. بلاس.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».