العمى والموت... مصير طفلتين أميركيتين لم يتم تطعيمهما ضد الإنفلونزا

الطفلة الأميركية غادا ديلوسيا (ديلي ميل)
الطفلة الأميركية غادا ديلوسيا (ديلي ميل)
TT

العمى والموت... مصير طفلتين أميركيتين لم يتم تطعيمهما ضد الإنفلونزا

الطفلة الأميركية غادا ديلوسيا (ديلي ميل)
الطفلة الأميركية غادا ديلوسيا (ديلي ميل)

توفيت طفلة أميركية وأصيبت أخرى بالعمى، نتيجة عدم حصولهما على مصل الإنفلونزا، ليرتفع بذلك عدد وفيات الأطفال في الولايات المتحدة بسبب البرد هذا العام إلى 32، حسب مركز السيطرة على الأمراض الأميركي «سي دي سي».
وأصيبت الطفلة غادا ديلوسيا، وهي تبلغ من العمر أربع سنوات من ولاية أيوا، بالعمى، وهي لم يتم تطعيمها بمصل الإنفلونزا، بعد أن دفع بها الفيروس إلى وحدة العناية المركزة لمدة أسبوعين.
وجاءت إصابة الطفلة بالفيروس قبل أيام قليلة من عيد الميلاد، وخلال بضعة أيام تسببت العدوى في نوبة وتركتها غير مستجيبة في المستشفى، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتابعت الصحيفة بأن الطفلة ديلوسيا أصيبت بالإنفلونزا «ب»، وهي سلالة من الإنفلونزا تصيب الأطفال أكثر من البالغين، وقد انتشرت هذا الموسم. وحصد هذا النوع من الفيروس أرواح 21 مصاباً هذا العام.
وظهرت أعراض المرض على الطفلة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفي صباح يوم 24 ديسمبر، عندما حاول والدا ديلوسيا إيقاظها من أجل احتفالات عيد الميلاد، وجدوها غير مستجيبة للرد في سريرها، وحرارتها مرتفعة.
وقالت أماندا فيليبس، والدة الطفلة، لشبكة «سي إن إن»، إن طفلتها ظلت لأيام لا تستجيب للرد تماماً، وإنه تم تشخيص حالتها باعتلال متأخر في الدماغ بعد الذهاب للمستشفى، وهذا الاعتلال هو أحد مضاعفات الإنفلونزا.
وتابعت الأم في منشور عبر صفحتها بموقع «فيسبوك»، بأن طفلتها استيقظت من غيبوبتها بأعجوبة في الأول من يناير (كانون الثاني) الجاري، وأدرك الأطباء أن هناك خطأ ما عندما لم تنظر الطفلة إلى ألعابها الموضوعة أمام وجهها، أو تنظر إلى الأشياء حولها، وأدركوا أن الإنفلونزا أثرت على بصرها.
وقالت الطبيبة تيريزا تشيك، وهي من الأطباء المعالجين للطفلة ديلوسيا: «لقد أثرت الإنفلونزا على جزء من دماغها المختص بالإبصار، ولا نعرف ما إذا كانت ستستعيد الرؤية. في غضون ستة أشهر من الآن سنعرف»، وتابعت بأن الطفلة قد تعاني من مشكلات في الإدراك أو النمو، وصعوبات في التعلم في المستقبل.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن ديلوسيا عادت للمنزل في التاسع من يناير الجاري، بينما ينصح والداها بقية العائلات بتطعيم أطفالهم ضد الإنفلونزا.
بينما أثرت قصة هذه الطفلة في الآباء والأمهات في ولاية أيوا، فإن الأسر في ولاية أيداهو في حالة تأهب أيضاً بعد وفاة ليليانا «ليلي كلارك» البالغة من العمر 13 عاماً، والتي توفيت بعد محاربة الإنفلونزا لمدة أسبوعين تقريباً.
وتم تشخيص ليليانا بمرض الإنفلونزا في 27 ديسمبر الماضي، بعد أن ذهبت إلى عيادة طبية للشكوى من التهاب في الحلق والحمى. وحصلت على دواء مضاد للفيروسات «تاميفلو». ولكن بعد يومين تم نقلها إلى المستشفى وهي تعاني من صعوبة التنفس ووجهها أخضر.
وتوفيت الطفلة في الخامس من يناير الجاري، بسبب أمراض مرتبطة بالإنفلونزا، قبل أيام من عيد ميلادها الرابع عشر. وحسب الصحيفة، فليليانا واحدة من ست حالات وفاة مرتبطة بالإنفلونزا في أيداهو هذا الموسم.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.