تصعيد للميليشيات في مديريات الحديدة ونزع ألغام حوثية شرق صعدة

TT

تصعيد للميليشيات في مديريات الحديدة ونزع ألغام حوثية شرق صعدة

كثفت الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين، من قصفها على القرى السكنية ومواقع القوات المشتركة في عدد من المواقع في مختلف المناطق بمحافظة الحديدة، خصوصا بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، حيث تركز القصف العنيف على منطقة الجاح.
واستهدف الحوثيون الجمعة، مواطنا في حيس، جنوب محافظة الحديدة، غربا، وذلك في إطار استمرارهم في التصعيد من انتهاكاتهم وعملياتهم العسكرية في المحافظة الساحلية. وأفاد المركز الإعلامي لقوات العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي بمقتل الشاب عبد الله سعد قبيع البالغ من العمر 25 عاما برصاص الميليشيات أثناء أدائه لصلاة الجمعة في مسجد قرية بيت مغاري بمديرية حيس.
إلى ذلك، أتلف الجيش الوطني كمية جديدة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة بمديرية باقم شرق صعدة، شمال غربي، وفقا لما أورده موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، إذ أوضح أن «فريقا هندسيا تابعا للجيش الوطني أتلف 1000 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في باقم شرق محافظة صعدة». ونقل الموقع عن ركن الهندسة العقيد ضيف الله الخولاني، تأكيده أن «عملية الإتلاف شملت 800 لغم أرضي مضاد للدروع، 60 عبوة ناسفة، 70 قذيفة غير منفجرة، بالإضافة إلى عشرات الذخائر من مخلفات الحرب».
وقال إن «القذائف والألغام التي تم انتزاعها وإتلافها كانت موزعة ما بين مزارع المواطنين والبيوت والطرقات والأماكن العامة في مديرية باقم».
مشيرا إلى أن «الفريق الهندسي استطاع تطهير قرى محديدة وآل مغرم وآل الحماطي ومحجر باقم والدحل والسلف».
في المقابل، قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، إن «الحصار الذي تعاني منه مدينة تعز للعام الخامس على التوالي خلف وضعا صحيا مترديا»، محذرا في الوقت ذاته من «تفاقم الكارثة التي تسببت بوباء جماعي لم تستطع إمكانات المدينة المحاصرة من إنقاذ العشرات من المواطنين من الموت أو تدهور حالتهم الصحية المركزية». وذكر المركز الحقوقي، منظمة مجتمع مدني مقره الرئيسي في تعز، أن «ما فاقم الأمر انعدام الخدمات وحالة الفقر المنتشرة جراء الحصار وانعدام الخدمات وضعف الإدارة العامة».
وأعلن في تقريره الحديث، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن توثقيه انتهاكات لحقوق الإنسان في تعز خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2019، ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، مشيرا إلى أن فريقه استطاع توثيق «تسبب ميليشيات الحوثي بمقتل 3 مدنيين بالرصاص المباشر، وتسبب مسلحون خارج إطار الدولة بمقتل 3 مدنيين آخرين، وقتل مجهولين 5 مدنيين»، إضافة إلى رصد الفريق الميداني للمركز «إصابة مدني برصاص قناص حوثي، فيما أصيب آخر برصاص مباشر لمسلح خارج إطار الدولة وأصيب ثالث برصاص مسلحين مجهولين». وأشار التقرير إلى أن «مسلحين خارج إطار الدولة تعرضوا لطاقم قناة (يمن شباب) الفضائية في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مدينة التربة، حيث قاموا بالاعتداء واحتجاز الطاقم في نقطة مستحدثة في منطقة الأصابح بمديرية الشمايتين، إضافة إلى تضرر 4 منازل و3 مركبات بشكل جزئي نتيجة القصف من قبل ميليشيات الحوثي، وتضررت 5 مركبات جراء اشتباكات مسلحين خارج إطار الدولة، فيما قام مسلحون مجهولون بنهب محل صرافة».
ونوه إلى «ما تعانيه مدينة تعز جراء الحصار الجائر من قبل ميليشيات الحوثي من الجهة الشرقية والشمالية والغربية»، مؤكدا محاولة ميليشيات الانقلاب «قطع الشريان الوحيد للمدينة بالهجوم على سائلة سوق الربوع من ناحية الجنوب التي تصلها بالعاصمة المؤقتة عدن».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».