عائلة يهودية ترفع دعوى أمام محكمة لاهاي ضد السلطة بتهمة «التحريض»

TT

عائلة يهودية ترفع دعوى أمام محكمة لاهاي ضد السلطة بتهمة «التحريض»

رفعت منظمة يمينية متطرفة في إسرائيل دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، باسم عائلة يهودية، تطالب فيها بإدانة السلطة الفلسطينية على ما أسمته «التحريض ضد اليهود». وقالت إن هذه الدعوى تأتي رداً على توجه السلطة إلى المحكمة نفسها لإدانة إسرائيل على جرائم الحرب بحق الفلسطينيين.
والعائلة اليهودية تعيش في مستوطنة قريات أربع، القائمة على أراضي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية. وتقول رينا أرئيل في كتاب الدعوى، إن «السلطة الفلسطينية تدير سياسة تحريض منهجية ضد إسرائيل والمستوطنين اليهود، وتدفع رواتب للفلسطينيين الذين يدخلون السجن، أو يموتون في عمليات تنفذ ضد الجنود أو المستوطنين اليهود. ونتيجة لهذا التحريض وهذه المدفوعات، قام فتى فلسطيني في السابعة عشرة من عمره بمهاجمة بيتنا في قريات أربع سنة 2016، وقتل ابنتنا الطفلة هليل التي كانت في الثانية عشرة من عمرها. لقد قتلها طعناً بالسكين وهي في فراشها. فإذا لم تحاسب السلطة الفلسطينية على نهجها، ولم تتوقف عن دفع الرواتب للسجناء ولعائلات القتلى، فإن أطفالاً آخرين من اليهود سيقتلون».
وتقول رئيسة منظمة «يش دين» اليمينية المتطرفة، نتسانا ريتنر، إن الفتى الفلسطيني محمد الطرايرة الذي قتل هليل قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي، واعتبرته السلطة الفلسطينية شهيداً، وتقوم بدفع راتب شهري لعائلته. وهذا بحد ذاته عمل يشجع الفتية والشبان الفلسطينيين الآخرين على تنفيذ عمليات كهذه، بحسب ما قالت. وأضافت أن إسرائيل تسعى لصد هذه العمليات عن طريق هدم بيوت منفذيها وطردهم من البلاد واعتقال ذويهم. وقالت: «السلطة الفلسطينية تتوجه إلى المحكمة الدولية ضد إسرائيل بسبب هذه العمليات التي تعتبرها جرائم حرب. ونحن نريد أن نضع أمام المحكمة تحدياً جديداً. فإذا كنا نحن مجرمي حرب فإن السلطة الفلسطينية مجرمة حرب مرتين: مرة لأنها تؤدي إلى قتل اليهود، ومرة لأنها تؤدي إلى قتل الفتية الفلسطينيين».
وتدَّعي ريتنر أن خبراء في القانون الدولي أكدوا لها أن هناك حالة قضائية في هذه الدعوى، وأن محكمة لاهاي لن تستطيع تجاهل الشق اليهودي في المعادلة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.