التزلج على الثلج يجذب السعوديين في تبوك

جبال اللوز والظهر وعلقان أصبحت مقصداً سياحياً بعد تساقط الثلوج

تحول المكان إلى مقصد سياحي للأهالي والسياح وظهر عدد من المتزلجين على الثلوج في منطقة تبوك السعودية (تصوير: علي الشدوي)
تحول المكان إلى مقصد سياحي للأهالي والسياح وظهر عدد من المتزلجين على الثلوج في منطقة تبوك السعودية (تصوير: علي الشدوي)
TT

التزلج على الثلج يجذب السعوديين في تبوك

تحول المكان إلى مقصد سياحي للأهالي والسياح وظهر عدد من المتزلجين على الثلوج في منطقة تبوك السعودية (تصوير: علي الشدوي)
تحول المكان إلى مقصد سياحي للأهالي والسياح وظهر عدد من المتزلجين على الثلوج في منطقة تبوك السعودية (تصوير: علي الشدوي)

على مدى أسبوعين أو 3، يجد السعوديون سنوياً فرصة للاستمتاع بالثلوج التي تهطل على جبال اللوز والظهر وعلقان في منطقة تبوك شمال غربي السعودية.
ومنذ أيام، تهطل الثلوج بفترات متقطعة على تلك الجبال، ما حوّل المكان إلى مقصد سياحي للأهالي والسياح، خصوصاً أن هذه الأجواء تتزامن مع فعاليات «شتاء طنطورة» في المنطقة، وكذلك مع إجازة منتصف العام الدراسي.
ومنذ أول من أمس، تتساقط الثلوج بغزارة على الجبال مع توافد أعداد كبيرة من المواطنين والزوار، وتنشط في المكان رياضة التزلج إلى جانب فعاليات أخرى؛ مثل نصب خيام للبقاء أطول فترة ممكنة وإعداد بعض المشروبات الساخنة، مثل الشاي والقهوة العربية وبعض الأطعمة التي تشتهر بها المنطقة.
وبيّن وائل الخالدي المسؤول الإعلامي في فرع هيئة السياحية بمنطقة تبوك في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الحدث يجذب كثيراً من الناس سواء من داخل أو خارج السعودية. وقال الخالدي: «في هذه الفترة أتوقع توافد كثير من الزوار، خصوصاً أن تساقط الثلوج هذه المرة يتزامن مع الإجازة المدرسية».
إلى ذلك، ذكر فواز الحربي من سكان مدينة جدة الذي حضر خصيصاً للاستمتاع بالثلوج، أنه يحرص سنوياً على الحضور وقت تساقط الثلوج، لا سيما أنه بات خبيراً في المنطقة بعد أن عمل فيها سابقاً في مجال السياحة. وتابع: «بسبب خبرتي في المنطقة أصبحت أقدم دعوات لعدد من الزملاء والمعارف وكذلك الأصدقاء من خارج السعودية وأنظم لهم جولة على المنطقة، للاستمتاع بالأجواء الرائعة والمنظر الجمالي لسلسلة الجبال في تبوك»، مشيراً إلى أن بعض الشباب يستغلون الفرصة لممارسة عدد من الألعاب بما فيها التزلج.
وبحسب الرائد عبد العزيز الشمري المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة تبوك، أعدت «الدفاع المدني» خطة شاملة للطوارئ، استعداداً لمواجهة المخاطر المحتملة أثناء تساقط الثلوج المتوقعة خلال الساعات المقبلة على بعض المراكز الشمالية من المنطقة، خصوصاً المراكز التابعة لمحافظة حقل كجبل اللوز والظهر علقان.
وأشار الشمري إلى توجيهات الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك رئيس اللجنة الرئيسية للدفاع المدني بالمنطقة، بأخذ الاستعدادات والتدابير اللازمة أثناء أو بعد تساقط الثلوج المتوقعة على تلك الأماكن، لافتاً إلى أن المديرية تسعى لرفع مستوى درجة الاستعداد والجاهزية سواءً البشرية أو الآلية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لضمان سلامة الجميع. وأهاب الشمري بقاصدي تلك الأماكن ضرورة توخي الحيطة والحذر وعدم المجازفة في الصعود للمناطق المرتفعة أثناء تساقط الثلوج وتقنين الحركة قدر المستطاع.
وقال عايض البلوي مدير التحاليل والتوقعات الجوية في هيئة الأرصاد وحماية البيئة السعودية، في تحليل للطقس أمس، إن الكتلة الهوائية الباردة لا تزال مسيطرة على شمال السعودية هذه الأيام، وقد يستمر تأثيرها إلى منتصف الأسبوع المقبل يصاحبها تبريد في طبقات الجو العليا، ما يجعل درجة الحرارة دون الصفر على ارتفاع 1700 متر، مشيراً إلى أن ارتفاع بعض جبال شمال السعودية يتجاوز ألفي متر، ما يجعلها دون درجة التجمد.
وتطرق مدير التحاليل والتوقعات في هيئة الأرصاد وحماية البيئة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذا الانخفاض صاحبه هطول أمطار، ومن المعلوم أن تساقط الثلوج يحتاج إلى درجات دون الصفر في عمود الهواء بالكامل، وهذا ما حدث فجر أمس الجمعة، على جبال اللوز وعلقان والظهر.
وأكد البلوي أن تساقط الثلوج أمس، ليس الأول على شمال السعودية هذا الشتاء، إذ سُجل قبل أسبوعين تساقط الثلوج أيضاً.
يذكر أن ارتفاع جبل اللوز، يصل إلى نحو 2600 متر فوق سطح البحر، وسُمي بـ«اللوز» نسبة لشجيرات اللوز التي تكثر في جنبات الجبل الذي تغطي الثلوج قمته سنوياً، ويبعد 200 كيلومتر غرب تبوك العاصمة الإدارية للمنطقة في واحدة من أجمل التضاريس والهضاب الجرانيتية. ويوجد أسفل الجبل أودية شهيرة تنبت فيها نباتات عطرية تستخدم في العطارة والعلاج مع صعوبة الوصول إليها من غير أهلها.
ولمحبي الآثار، فإن جبل اللوز يخبئ بين ثناياه كثيراً من النقوش الصخرية لحيوانات وصيادين تشابه تلك الموجودة في جبة في حائل، حيث تظهر نقوش النعام والجمال والصيادين على أظهر الخيول وتتناثر تلك النقوش بين الصخور الكبيرة والصخور المتوسطة وتمت مشاهدة بعض مجموعاتها على ارتفاع 2061 متر قبل الوصول إلى نهاية الطريق بأعلى الجبل.


مقالات ذات صلة

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

الولايات المتحدة​ طائرة تتبع خدمة الشحن «يو بي إس» في مطار محمد علي الدولي في لويسفيل خلال عاصفة شتوية (أ.ف.ب)

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

ألغت شركات الطيران في الولايات المتحدة أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية مصحوبة بالثلوج والجليد ودرجات حرارة تصل إلى الصفر في مناطق شاسعة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق محافظة طريف سجّلت أدنى درجة مئوية في السعودية السبت عند واحدة تحت الصفر (واس)

السعودية: استمرار انخفاض درجات الحرارة... وأمطار على معظم المناطق

سجّلت محافظة طريف (شمال السعودية) درجة مئوية واحدة تحت الصفر، هي الأدنى في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق التقرير المناخي المعني بفصل الشتاء في السعودية يُشير إلى اعتدال نسبي هذا العام (واس)

موجة باردة تؤثر على دول الخليج... والحرارة تصل للصفر

موجة باردة تشهدها دول الخليج تسببت في مزيد من الانخفاض لدرجات الحرارة، لتقترب من درجة صفر مئوية في عدد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)

متى شهدت السعودية أقوى موجة برد تاريخياً؟

شهدت السعودية قبل 33 عاماً أقوى موجة برد في تاريخها، واستمرت 7 أيام متواصلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق موظف في مدينة ميامي يوزع زجاجات المياه على المشردين لمساعدتهم على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة (أ.ب)

الهند: عام 2024 كان الأعلى حرارة منذ 1901

أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، الأربعاء، أن عام 2024 كان الأكثر حرّاً منذ سنة 1901، في ظل ظروف الطقس الحادة التي يشهدها العالم.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.