بين الخطأ والصواب

* التدخين يعزز مضاعفات الأمراض
* لم تعد أخطار ومضاعفات تدخين السجائر مقتصرة على الإساءة لأجهزة الجسم والتأثير على وظائفها الطبيعية، فالأبحاث الحديثة أظهرت أبعادا أخرى لأضرار التدخين الصحية. وهناك بعض الناس يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية عن غيرهم أو تكون قدرتهم على مقاومة تلك الأمراض أقل من غيرهم، لأسباب عديدة ثبت أن أحدها هو تعاطي التبغ.
خذ مثلا فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بأنواعه المتعددة، ومنها النوع التناسلي الشائع الانتشار خاصة في الدول الغربية التي سجلت إصابة 75 في المائة من سكانها بأحد أنواع هذا الفيروس، وفقا لما جاء في كتاب وبائيات عدوى فيروس الورم الحليمي البشري لمؤلفيه بيزمان وكوتسي. ومن المعروف أن معظم المرضى المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري يستطيعون التخلص من عدوى المرض بعد نحو عام تقريبا. إلا أن دراسة أميركية حديثة نشرت في المجلة الطبية الأميركية «جاما» (JAMA) في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 الحالي، تربط بين المواد الكيميائية الموجودة في دم الشخص المدخن بسبب التدخين وفيروس «HPV» الذي ترتفع نسبة الإصابة به كلما زادت نسبة تلك المواد المناظرة في الدم.
هذه الدراسة قامت بها جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور (ميريلاند)، وشملت 6887 مشاركا، كان منهم 2012 من المدخنين حاليا، أصيب منهم 63 بفيروس «HPV16». ووجد في هذه الدراسة أن هناك اثنتين من المواد الكيميائية الموجودة في التبغ وهما الكوتينين وإن إن إيه إل (cotinine and NNAL) تم اختبارهما في دم وبول المشاركين وتم ربطهما بفيروس «HPV16».
ووجد أن زيادة مستويات التعرض للتبغ كانت مرتبطة مع احتمالات أعلى لانتشار الفيروس. وقد أظهرت الدراسة وجود علاقة ذات أهمية بين الجرعة والاستجابة، فمثلا وجد أن كل 3 سجائر إضافية يدخنها الشخص في اليوم الواحد (أي زيادة مستوى عنصر الكوتينين في الدم) تقابلها زيادة نسبة الإصابة بفيروس «HPV16» بنسبة 31 في المائة، وكذلك كل 4 سجائر إضافية يدخنها الشخص في اليوم الواحد (أي زيادة مستوى عنصر NNAL في البول) يقابلها احتمال زيادة نسبة الإصابة بفيروس «HPV16» بنسبة 68 في المائة. وتضيف نتائج هذه الدراسة الحديثة للمدخنين سببا مهما آخر يدعوهم إلى الإقلاع عن التدخين.

* علاج كسور العمود الفقري

* العشرون من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام يوم خصصته منظمة الصحة العالمية للتذكير بخطورة مرض «هشاشة العظام» ورفع الوعي بأساليب الوقاية منه، حيث إنه من أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم، ويتسبب في ضعف تدريجي في العظام مما يؤدى إلى سهولة كسرها. يتصف مرض هشاشة العظام بانخفاض كتلة العظام وفقدان نسيج العظام الذي من شأنه أن يؤدي إلى عظام هشة. ويعاني الناس المصابون بالمرض من الخطر المتزايد للتعرض للكسور في العظام.
وفي حديثه لـ«صحتك»، حذّر الدكتور وليد عواد، استشاري جراحة العمود الفقري بمستشفى الملك خالد الجامعي (KKUH) في الرياض، من المضاعفات الصحية للمرض ومنها حصول كسور مجهرية في الفقرات دون التعرض لإصابات في أغلب الحالات، مما يؤدي إلى ألم يشخص بأن مصدره العضلات فيفشل التغلب على الكسر في الوقت المناسب والتقليل من المخاطر المرتبطة به. بالإضافة إلى ذلك، يصبح خطر الإصابة بكسور جديدة أعلى من دون علاج.
ويقدر انتشار مرض هشاشة العظام في المملكة بين النساء بعد سن اليأس (أكثر من 50 عاما) بنسبة 39.5 في المائة، تمثل النساء نحو 80 في المائة من إجمالي المصابين بهذا المرض، وتعاني امرأة واحدة على الأقل من أصل ثلاث وواحد من خمسة رجال فوق سن الخمسين من كسر بسبب مرض هشاشة العظام. ونظرا لأن أعراض هشاشة العظام قليلة، فهو غالبا يدعى «المرض الصامت» الذي يترك الناس يتأثرون بمخاطر جدية تتمثل في الكسور الموهنة وفي فقدان نوعية الحياة بسبب الضعف الجسدي والألم.
وأكد الدكتور جو عقل، مدير قسم العمود الفقري والأعمال البيولوجية في «ميدترونيك» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، على أن التوعية والوقاية تساعد الملايين من الناس في التمتع بنوعية جيدة من الحياة. ويمكن لكسور هشاشة العظام أن تتسبب في ألم شديد وعجز لأمد طويل أو قصير، وتحدث «حدبة دوغلر» أو حدبة العجوز، وبفقدان يُؤثر على نوعية الحياة. وطورت «ميدترونيك» علاجا سريعا لهذه الكسور المؤلمة في العمود الفقري، تستعمل فيها بالونات صغيرة لترفع بلطف الفقرة المكسورة مشكلة فجوة، يتم ملؤها بإسمنت خاص مشكلا قالبا داخليا. وبعد العملية، يوضع المريض تحت المراقبة لنحو الساعة في غرفة الإنعاش، ويتم خروجه عادة خلال 24 ساعة. ويشعر المرضى الخاضعون لهذه العملية بانخفاض كبير في شدة ألم الظهر ويصبحون قادرين على العودة إلى نشاطاتهم اليومية أبكر من أولئك الخاضعين للرعاية التحفظية. لقد تمت معالجة أكثر من مليون مريض حول العالم بهذه التقنية بالبالون، منذ بداية ابتكارها في عام 1988. ثم جرت عليها تطويرات متتالية، وهي تجرى بالمملكة منذ 10 سنوات تقريبا، ويقوم بإجرائها جراحو العمود الفقري وجراحو الأعصاب وكذلك المتخصصون في الأشعة التداخلية.
وللوقاية توصي الحملة في اليوم العالمي لهشاشة العظام بتحسين أساليب الحياة التي تعزز منع مرض هشاشة العظام، مؤكدة على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والقيام بالفحص الدوري لصحة العظام.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
a.khojah@asharqalawsat.com