«ستاندرد آند بورز» تتوقع استمرار تحسن الاقتصاد المصري

أداء جيد للبورصة مع هدوء المخاوف

«ستاندرد آند بورز» تتوقع استمرار تحسن الاقتصاد المصري
TT

«ستاندرد آند بورز» تتوقع استمرار تحسن الاقتصاد المصري

«ستاندرد آند بورز» تتوقع استمرار تحسن الاقتصاد المصري

أعلنت وزارة المالية المصرية أمس أن التصنيف الصادر من مؤسسة «ستاندرد آند بورز» توقع استمرار التحسن في أداء مؤشرات الاقتصاد المصري. وذكرت المالية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن تصنيف «ستاندرد آند بورز» توقع استمرار الانخفاض في الدين العام ليصل إلى 80.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، كما توقع أيضا استمرار انخفاض معدل البطالة ليصل إلى 7.5 في المائة بحلول 2022.
وأشارت الوزارة إلى أن وكالة التصنيف الدولية توقعت استمرار الانخفاض في عجز الموازنة ليصل إلى 7.8 في المائة في عام 2020، ومستهدف خفضه ليصل إلى 6.4 في المائة. وأوضحت أن «ستاندرد آند بورز» هي شركة خدمات مالية تصدر تصنيفها الائتماني لتقيس مدى قدرة الدول على الوفاء بالتزاماتها المالية، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يعتبر شهادة بشأن الوضع المالي للدول.
ويأتي تقرير «ستاندرد آند بورز» بعد يومين من تقرير لمؤشر مديري المشتريات، أظهر ارتفاع نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي لأول مرة منذ 3 أشهر، ليسجل 48.2 نقطة مقابل 47.9 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وأشار مؤشر ماركت إلى أن هذه القراءة للمؤشر تشير إلى تدهور أقل قليلًا مما سبقه لكنه معتدل في الأوضاع التجارية على مستوى القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر.
ويعد مستوى 50 نقطة هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش في هذا المؤشر، والذي يعتمد في دراسته على بيانات مجمعة من مسؤولي المشتريات التنفيذيين في أكثر من 400 شركة من شركات القطاع الخاص تمثل هيكل اقتصاد مصر غير المنتج للنفط. وبحسب المؤشر فإن فترة الانكماش الحالية امتدت إلى 5 أشهر.
وعلق ديفيد أوين، الباحث الاقتصادي في مجموعة «آي إتش إس ماركت» على نتائج المؤشر قائلًا إن «القراءة الخاصة بالمؤشر زادت للمرة الأولى في 3 أشهر، رغم استمرار انكماش كل من الإنتاج والطلبات الجديدة». وتابع: «تظل الرياح المعاكسة على الجبهة الخارجية، حيث تراجع حجم طلبات التصدير الجديدة بأسرع معدل في أكثر من 3 سنوات». مشيرا إلى أن الجانب الإيجابي في الدراسة هو أن قوة سعر صرف الجنيه أمام الدولار تساعد في تقييد تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج. وأضاف أن الشركات استجابت لذلك بتخفيضات قوية في أسعار منتجاتها خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي قد يساعد في زيادة المبيعات في المستقبل القريب.
وأوضحت البيانات أن الضغوط التضخمية ظلت منخفضة، حيث ساعدت قوة سعر صرف الجنيه أمام الدولار الشركات على استيراد البضائع بأسعار أقل. وأضاف التقرير «شهد بعض أعضاء اللجنة زيادة في أسعار مستلزمات الإنتاج بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء والرسوم الجمركية ومع ذلك كانت الزيادة الإجمالية في تكاليف طفيفة. وارتفع النشاط الشرائي بشكل هامشي خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رغم تراجع طلبات الإنتاج».
وفي غضون ذلك، تعافت مؤشرات البورصة المصرية لدى إغلاق تعاملات الأربعاء؛ لتسجل جميع مؤشرات السوق مكاسب قوية مدعومة بعمليات شراء المؤسسات وصناديق الاستثمار المحلية على الأسهم في قطاعات السوق المختلفة، خاصة البنوك والعقارات.
وربح رأسمال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 10.7 مليار جنيه (665 مليون دولار) لينهي التعاملات عند مستوى 672.7 مليار جنيه (41.8 مليار دولار)، وسط تعاملات كلية بلغت نحو 2.3 مليار جنيه (143 مليون دولار)، تضمنت تعاملات بسوق المتعاملين الرئيسيين وصفقات نقل ملكية.
وقفز مؤشر السوق الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 2.5 في المائة ليبلغ مستوى 13542.48 نقطة، وزاد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70» بنسبة 1.3 في المائة ليبلغ مستوى 509.7 نقطة، وشملت الارتفاعات مؤشر «إيجي إكس 100» الأوسع نطاقًا، والذي أضاف نحو 1.74 في المائة إلى قيمته ليبلغ مستوى 1335.93 نقطة.
وقال خبير أسواق المال أسامة جمال لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن «أداء البورصة تحسن بشكل كبير (أمس)؛ ليؤكد تبدد المخاوف من تداعيات تزايد حدة التوترات الإقليمية، خاصة في شرق المنطقة بين إيران والولايات المتحدة... ويتزامن ذلك مع التطمينات التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ما زاد من ثقة المستثمرين ليعودوا لعمليات الشراء بقوة».
وأضاف أن الأسهم المصرية وصلت إلى مستويات غاية في التدني ما جعلها رخيصة أمام المستثمرين، مقارنة بمعدلات ربحها والأداء المالي الجيد للشركات، لافتا إلى أن إعلان الكثير من الشركات، خاصة في القطاع العقاري، عن بيانات مالية قوية عزز من صعود السوق بجانب نشاط قطاع البنوك.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
TT

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين، بهدف دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاع الطاقة النظيفة.

ووفقاً للإشعار الصادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي، ستزيد الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية والبولي سيليكون المصنوعة في الصين إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كما ستُفرض رسوم بنسبة 25 في المائة على بعض منتجات التنغستن، بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، بعد مراجعة الممارسات التجارية الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاء القرار بعد فترة تعليق طويلة، حيث أشار الممثل التجاري الأميركي، في سبتمبر (أيلول)، إلى احتمال اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة، في بيان: «زيادة التعريفات الجمركية هذه تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الضارة التي تنتهجها جمهورية الصين الشعبية. وستكمل هذه الإجراءات الاستثمارات المحلية التي أطلقتها إدارة بايدن-هاريس لتعزيز اقتصاد الطاقة النظيفة وزيادة مرونة سلاسل التوريد الحيوية».

وفي تقرير يوم الخميس، تم ذكر أن المسؤولين الأميركيين والصينيين سيعقدون اجتماعات تجارية هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، قبل نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي، شددت واشنطن القيود المفروضة على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة، بينما ردت بكين بحظر صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، إضافة إلى تشديد ضوابط صادرات الغرافيت.

وتهيمن الصين على سوق هذه المواد، وتعمل الولايات المتحدة على تأمين مصادر بديلة في أفريقيا وأماكن أخرى. ويعد التنغستن معدناً استراتيجياً حيوياً آخر تهيمن الصين على إنتاجه، وليست الولايات المتحدة، مما يجعل كوريا الجنوبية مورداً محتملاً. ويستخدم التنغستن في صناعات متنوعة مثل الأسلحة، وأنابيب الأشعة السينية، وخيوط المصابيح الكهربائية.

وانخفضت واردات الولايات المتحدة من المعدن من الصين إلى 10.9 مليون دولار في عام 2023 من 19.5 مليون دولار في العام السابق.

وبعد حظر بكين تصدير الغاليوم والمعادن الأخرى إلى الولايات المتحدة، يرى المحللون أن التنغستن قد يكون أحد المجالات التي قد ترد فيها الصين. وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تصاعدت التوترات التجارية، حيث كان قد تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية. بينما عدَّ الرئيس جو بايدن هذا النهج خاطئاً، وأبقى على التعريفات التي فرضها ترمب خلال ولايته الأولى مع تبني استراتيجية أكثر استهدافاً.

وقد شهدت الصين زيادة كبيرة في إنتاج المركبات الكهربائية الرخيصة والألواح الشمسية والبطاريات، في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لدعم هذه الصناعات في الولايات المتحدة. وتتهم أميركا الصين بدعم صادراتها بشكل غير لائق، ما يمنح مصنعي الألواح الشمسية وغيرها ميزة غير عادلة في الأسواق الخارجية، حيث تبيع هذه المنتجات بأسعار منخفضة بفضل الدعم الحكومي. كما تفرض الصين ضغوطاً على الشركات الأجنبية لتسليم التكنولوجيا.

وتشكل الصين أكثر من 80 في المائة من سوق الألواح الشمسية في جميع مراحل الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مما يجعلها تهيمن على هذا القطاع بشكل واضح. وقد جعلت اقتصاديات الحجم الضخم في صناعة الطاقة الشمسية المنتجات الصينية أقل تكلفة، بينما قامت بتوجيه سلاسل التوريد إلى داخل الصين. وقد دعت وكالة الطاقة الدولية الدول الأخرى إلى تقييم سلاسل توريد الألواح الشمسية الخاصة بها ووضع استراتيجيات للتعامل مع أي مخاطر.

وفي بداية عام 2018، فرضت إدارة ترمب تعريفات بنسبة 30 في المائة على واردات الألواح الشمسية الصينية، وقد تقدمت بكين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بدعم مشتريات المركبات الكهربائية بشكل غير عادل.

واختتمت التحقيقات التي دفعت الممثل التجاري الأميركي إلى اتخاذ قرار بزيادة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية بتقرير صادر في مايو (أيار)، مما أسفر عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات الكهربائية، الحقن، الإبر، القفازات الطبية، أقنعة الوجه، أشباه الموصلات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، وغيرها. كما تم رفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 100 في المائة بدلاً من 25 في المائة، في حين ارتفعت الرسوم الجمركية على بطاريات الليثيوم الصينية إلى 25 في المائة بعدما كانت 7.5 في المائة.