أطباق «طهاة العلا» تبهر زوار «شتاء طنطورة»

في مطعم أعد خصيصاً لهم في مدائن صالح بحضور «الميشلان ستار»

الشيف فابريز مع بعض طهاة العلا
الشيف فابريز مع بعض طهاة العلا
TT

أطباق «طهاة العلا» تبهر زوار «شتاء طنطورة»

الشيف فابريز مع بعض طهاة العلا
الشيف فابريز مع بعض طهاة العلا

24 شاباً وفتاة من السعودية هم «طهاة العلا» يستقبلون زوار «شتاء طنطورة»، بتقديم طيف واسع من الأطباق الشرقية والغربية التي أتقنوا تحضيرها في كلية «فيراندي باريس»، إحدى أشهر كليات الطبخ العالمية في فرنسا وأوروبا عموماً.
وكانت «الهيئة الملكية لتطوير العلا» أطلقت شراكة مع «مدرسة فيراندي باريس» الرائدة في فنون الطهي وإدارة الضيافة، لتصميم برنامج تدريبي مكثف لـ24 شابّاً وفتاة من أبناء العلا لتعليم فنون الطهي يستمر لمدة أربعة أشهر.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال وليد سعد البلوي، 25 سنة أحد الطباخين السعوديين المشاركين في البرنامج إنّهم تعلموا «الخبرة في التقطيع، والسرعة في الإنجاز وإدارة الوقت وتوازن المقادير»، وأضاف: «تجربتنا في (كلية فيراندي) كانت جميلة، خلال فترة قصيرة تعلمنا الكثير من طباخين عالميين، لدينا القدرة اليوم على تحضير أطباق رئيسية، منها الأطباق الفرنسية، الآسيوية، الأفريقية، ومن جنوب أميركا».
وحسب البلوي، فإن «طريقة إمساك السكين تحتاج إلى فن، وهذا ما تعلمناه، بخلاف خبرة المدربين، في الطهي لم نواجه أي صعوبة منذ الساعة الأولى، وهدفنا خدمة العلا والسياحة هنا، خصوصاً (شتاء طنطورة). نريد أن يفرح الناس وأن يتذوقوا أطباقنا من أيدي طهاة سعوديين من أبناء العلا».
من جهتها، تقول روان الودعان إحدى الفتيات المشاركات في البرنامج إن الأشهر الثلاثة التي قضوها في «كلية فيراندي باريس» كانت مذهلة، وتابعت: «بعد هذه الأشهر كان أداؤنا جميعاً رائعاً، رأيتُ أموراً كثيرة تغيرت للأفضل، المدربون يعاملوننا بكل احترافية، اكتشفنا أنّ الطبخ في الغرب يختلف كثيراً عن الطبخ السعودي، نحن نستخدم كثيراً من البهارات بينما في فرنسا يضعون القليل جداً منه ويأكلون الأسماك بكثرة».
بدوره، أكّد الشيف فابريز المشرف على «طهاة العلا» في «كلية فيراندي» أنّ التدريب في الكلية شمل زيارة بعض المطاعم، وشركة صناعة أدوات مطابخ، وأكبر سوق مركزية للأغذية في أوروبا، إلى جانب بعد المزارع.
وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنّ «البرنامج الذي صُمّم لطهاة العلا مستواه أعلى مما يدرسه الطلاب الفرنسيون، ويشمل مهارات الطبخ، وإدارة المطاعم التسويق، وتحقيق الأرباح، وإدارة المنتج، أي من الزراعة وحتى يصل للزبون على الطاولة».
وراهن الشيف فابريز على تقديم «طهاة العلا» لأطباق احترافية لزوار «شتاء طنطورة» الحالي، قائلاً: «يمكنهم عمل الكثير، أداؤهم مذهل، غالبيتهم ملتزمون، ولديهم رغبة في التطور، لكن يلزمهم التعلم المستمر، وكثير منهم لديهم مستقبل باهر في هذا المجال، في حال استمروا في تطوير قدارتهم».
إلى ذلك، أوضح الدكتور رامي السكران مدير تطوير القدرات في «الهيئة الملكية لتطوير العلا»، والمشرف على برنامج طهاة العلا، أنّ المبادرة جاءت تماشياً مع أهداف الهيئة الملكية للمساعدة في تعزيز وإلهام القطاعات الاقتصادية الجديدة في العلا، وإشراك المجتمع المحلي. وأضاف: «كما تعلمون فإنّ قطاع السياحة جديد علينا في السعودية، وبهذه المبادرة نريد إكمال الصورة، أحد الأشياء التي يريدها ولي العهد أن ينزل السائح مطار العلا ويرى تاريخاً وآثاراً عبر الزمن، ويعيش التجربة، وعندما يقف للأكل يجده مشتقّاً من منتجات العلا ومعد بأيدي أبناء العلا وبناتها».
ولفت السكران إلى أنّ «بعض الطلاب والطالبات تعلموا إلى جانب فنون الطهي اللغة الفرنسية، وهم الآن في طور إكمال الشهرين المتبقيين من البرنامج خلال (شتاء طنطورة)، وهناك مطعم مُعدّ خصيصاً لهم مع مدربيهم في دار الحجر».
ويشير الدكتور رامي إلى أنّ المتدربين سيعدون الأطباق بوجود «الميشلان ستار»، وكل أسبوع سيأتي أحد كبار طهاة «الميشلان ستار» للمطعم في العلا، ويشارك الشباب والفتيات، هو مَن يعد القائمة ويحضر المقادير.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».