السعودية تطلق أول خدمة توقيع رقمي في المصارف العربية

إقرار ضوابط تقديم خدمة التوصيل عبر المنصات الإلكترونية يدخل حيز التنفيذ

TT

السعودية تطلق أول خدمة توقيع رقمي في المصارف العربية

جرى في السعودية، أمس، إطلاق أول خدمة لتوقيع رقمي في البنوك السعودية، في خطوة لفتح باب التعامل بالتوقيع الإلكتروني مشرعاً لاعتماده من المصارف في المملكة، في وقت أقرت فيه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ضوابط تقديم خدمة التوصيل عبر المنصات الإلكترونية.
ورعى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحة، أمس، حفل تدشين خدمة التوقيع الرقمي للبنك السعودي - الفرنسي، ليكون بذلك أول مصرف سعودي يعمل بهذه التقنية التي يمنحها المركز الوطني للتصديق الرقمي التابع لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسّر)، بحضور عدد من مسؤولي القطاعات والأجهزة والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بقطاعي التقنية والبنوك.
وفي وقت تعد فيه هذه الخدمة هي الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن منظومة الخدمات البنكية الرقمية المتكاملة، شدد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات خلال التدشين على أن التوقيع الرقمي يعد من صميم متطلبات التحوّل الرقمي، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تمكّين جميع الأفراد والمؤسسات من الاستفادة الكاملة من التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الثقة بالتعاملات الإلكترونية بالشكل الذي يسهم في تسريع عملية التحوّل الرقمي، ودعم توجهات «رؤية المملكة 2030» الهادفة إلى تعزيز دور قطاع الاتصالات في بناء مجتمع رقمي، وحكومة رقمية، واقتصاد رقمي مزدهر.
وبتدشين الخدمة، يصبح التوقيع الرقمي في القريب العاجل متاحاً للأفراد بجميع الخدمات البنكية، حيث سيكون بمثابة نقلة نوعية جديدة للتعاملات الإلكترونية والرقمية في المملكة، الأمر الذي سيحسّن من تجربة المستفيد في التعاملات الإلكترونية، خاصة البنكية منها، مع إتاحته سرعة إنجازات المعاملات، وتوفير آلاف المطبوعات الورقية، فضلاً عن إنجاز التوقيع الرقمي للمعاملات من أي مكان، دون الحاجة للذهاب إلى مقار المؤسسات المصرفية لإتمام التوقيع على طلبات الخدمات، كما يسهم وبموثوقيته العالية في رفع كفاءة أداء التعاملات البنكية للأفراد والمؤسسات، وتقليل التكاليف التشغيلية للبنوك.
تجدر الإشارة إلى أن المركز الوطني للتصديق الرقمي يسعى إلى تقديم منظومة متكاملة لإدارة البنية التحتية للمفاتيح العامة، التي تقوم عليها جميع الأعمال الإلكترونية، كالتجارة الإلكترونية والتعاملات الإلكترونية الحكومية، وتمكّن هذه المنظومة المتعاملين عن طريق شبكة الإنترنت بمختلف فئاتهم (حكومة، ومواطنون، وأعمال) من إجراء مختلف العمليات الإلكترونية بسرية وموثوقية.
إلى ذلك، أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن دخول وثيقة ضوابط وإرشادات تقديم خدمة التوصيل عبر المنصات الإلكترونية حيز التنفيذ، والبدء في تطبيقها على جميع مقدمي خدمة التوصيل عبر المنصات الإلكترونية في المملكة، وذلك في إطار تحقيق الهيئة لدورها التنظيمي والرقابي على قطاع البريد، الموكل لها بقرار مجلس الوزراء في مارس (آذار) من العام الماضي 2019.
وأوضح المشرف العام على البريد في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس فهد الفلاج أن هذه الوثيقة جاءت ضمن سعي الهيئة لتنظيم تقديم هذه الخدمة التي أصبحت جزءاً من حياة الأفراد اليومية، وذلك من خلال تنظيم العلاقة بين المستفيدين من هذه الخدمة ومقدمي الخدمة، وسنّ القواعد والاشتراطات التي من شأنها ضمان حماية حقوق المستفيدين، وتحسين تجربتهم، وضبط تقديم هذه الخدمة بما يمنع الممارسات كافة التي تؤدي إلى الإخلال بالمنافسة.
وأضاف الفلاج أن هذه الوثيقة تتضمن مجموعة من القواعد والاشتراطات اللازمة لتنظيم تقديم خدمة التوصيل، من بينها إلزام مقدم الخدمة بتوفير قنوات تواصل لخدمة المستفيدين داخل المملكة، وإنشاء وحدة إدارية لتلقي ومعالجة شكاوى المستفيدين، بالإضافة إلى تزويد المستفيد بفاتورة إلكترونية، أو رسالة نصية توضح تفاصيل الخدمة والمبلغ المدفوع. وتُلزم الوثيقة مقدمي الخدمة بالوضوح والشفافية في عرض معلومات الخدمة المقدمة وأسعارها، والتقيد بما يتم الإعلان عنه، وتحديد آلية تحصيل المبلغ واسترداده، وآلية الإلغاء، وإشعار المستفيد فور إعادة المبلغ له، بالإضافة إلى احتوائها على جملة من الإرشادات الهادفة إلى رفع مستوى تقديم الخدمة، وتحسين تجربة المستفيدين، وزيادة مستوى التنافسية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.