العالم العربي يدخل مرحلة الجيل الخامس للاتصالات

«الشرق الأوسط» تختبر أول موجّه متعدد الأنماط لشبكاته

تعتبر شريحة «بالونغ 5000» المدمجة أول شريحة متعددة الأنماط لشبكات الجيل الخامس في العالم
تعتبر شريحة «بالونغ 5000» المدمجة أول شريحة متعددة الأنماط لشبكات الجيل الخامس في العالم
TT

العالم العربي يدخل مرحلة الجيل الخامس للاتصالات

تعتبر شريحة «بالونغ 5000» المدمجة أول شريحة متعددة الأنماط لشبكات الجيل الخامس في العالم
تعتبر شريحة «بالونغ 5000» المدمجة أول شريحة متعددة الأنماط لشبكات الجيل الخامس في العالم

ما رأيك بالحصول على اتصال بالإنترنت أسرع بنحو 20 ضعفا مقارنة بشبكات الجيل الرابع للاتصالات، وفي دولة عربية؟ أصبح بالإمكان الآن تقديم اتصال لا سلكي بالإنترنت يفوق سرعات الألياف الضوئية، من أي مكان توجد به تغطية لأبراج الجيل الخامس، وبأسعار مناسبة.
هذا الأمر أصبح ممكنا من خلال موجه «هواوي 5 جي سي بي إي» HUAWEI 5G CPE الصغير الذي يمكن حمله وتشغيله من أي مكان يحتوي على منفذ للكهرباء. واختبرت «الشرق الأوسط» هذا الموجه عبر إحدى شركات الاتصالات التي تدعم شبكات الجيل الخامس في السعودية، ونذكر ملخص التجربة.

- تصميم أنيق
أول ما سيلاحظه المستخدم هو جمال وبساطة تصميم الموجه، وخصوصا أنه لا يستخدم أي هوائيات ظاهرة، ولونه لؤلؤي ولا يحتوي على أطراف حادة، بل منحنية تتناسب مع جميع الغرف التي يوضع فيها. ويبلغ ارتفاع الموجه نحو 21 سنتيمترا، وطوله وعرضه 10 سنتيمترات في كل جهة، ويبلغ وزنه 700 غرام فقط. وسيلاحظ المستخدم أيضا أن الجهة العلوية من الموجه أضيق من السفلى، وذلك بهدف رفع كفاءة تبديد الطاقة التي ستنجم عن نقل البيانات بالسرعات الكبيرة لعدة أجهزة متصلة في الوقت نفسه.
وتعرض الجهة الأمامية من الموجه حالة شبكة الجيلين الرابع والخامس، وحالة شبكة «واي فاي» التي يقدمها الموجه في المنزل، إلى جانب شعار الموجه الذي يمكن الضغط عليه لتفعيل ميزة الترابط الآلي بينه وبين أي جهاز يدعم هذه الميزة. ويمكن تشغيل الموجه عبر زر موجود في الجهة الخلفية منه، مع تقديم منفذ للشبكات السلكية في المنطقة الخلفية أيضا، ومأخذ محول الكهرباء، ومنفذين لهوائيات خارجية إضافية في حال رغب المستخدم برفع مدى تغطية شبكة «واي فاي» المنزلية أكثر. وتقدم الجهة السفلية من الموجه منفذا لشريحة اتصالات الجيل الخامس بمقاس «نانو سيم» Nano SIM.

- معالج متخصص
ويستخدم الموجه شريحة «بالونغ 5000» Balong 5000 التي تمت صناعتها بدقة 7 نانومتر، والتي تعتبر أول شريحة متعددة الأنماط لشبكات الجيل الخامس في العالم، حيث تدعم نمطي Standalone SA وNon - Standalone NSA للاتصال بالشبكات، وهي آلية بالغة الأهمية في بداية انطلاق شبكات الجيل الخامس حول العالم. وتستطيع هذه الشريحة مع دعم شبكات «واي فاي» المدمجة ومقويات الإشارة الأربع تقديم مدى لا سلكي أكبر بنحو 30 في المائة مقارنة بالأجهزة الأخرى، وفي جميع الزوايا.
ويدعم الموجه ربط الأجهزة المختلفة بشبكات «واي فاي» بتقنيات a وb وg وn وac وax بترددي 2، 4 و5 غيغاهرتز، أو سلكيا عند الرغبة، وسينتقل إلى استخدام شبكات الجيل الرابع في حال عدم توافر تغطية لشبكات الجيل الخامس في أي وقت، ودون أن يلاحظ المستخدم أي انقطاع اتصال خلال عملية الانتقال هذه.
إعداد الموجه كان بسيطا، حيث يكفي إدخال الشريحة في الموجه ووصله بالكهرباء وتشغيله، ومن ثم إدخال كلمة السر الخاصة بشبكة «واي فاي» القياسية الموجودة على ملصق في الجهة السفلية للدخول إلى عالم شبكات الجيل الخامس. وإن رغب المستخدم بتخصيص إعدادات الموجه، فيمكن القيام بذلك من خلال تحميل تطبيق خاص اسمه AI Life يتصل بالموجه عبر شبكة «واي فاي» ويعرض الإعدادات أمام المستخدم التي تشميل تغيير اسم الشبكة وكلمة السر، وإعداد شبكة خاصة للضيوف، واختيار أفضل بقعة في المنزل أو المكتب من حيث جودة الاتصال، وعرض سرعة التحميل والاتصال، والكثير غيرها من الإعدادات الأخرى المفيدة.
أحرف CPE في اسم الموجه لا ترمز لتقنية محددة، بل للفئة المستهدفة، حيث إنها ترمز إلى Customer Premise Equipment، أي أجهزة توضع بالقرب من المستخدم، وذلك للدلالة على صغر حجمها وسهولة حملها.

- تجربة الاتصال
ووفقا للأرقام النظرية، يستطيع الموجه تقديم سرعات تحميل قصوى تصل إلى 1.65 غيغابت في الثانية (نحو 211 ميغابايت في الثانية، ذلك أن الميغابايت الواحد يعادل 8 ميغابت).
وتعتمد هذه السرعات على التقنيات المستخدمة في برج الاتصال القريب من المستخدم، والمسافة بين المستخدم والبرج، وكمية ونوعية العوائق الموجودة، إلى جانب عدد المستخدمين المتصلين بالبرج في ذلك الوقت.
ولدى تجربة سرعة التحمل والرفع لدى واحد من مشغلي شبكات الاتصالات في السعودية يدعي بأن الحي الذي تمت به التجربة مغطى بالكامل، كانت السرعات تتراوح بين 1 و900 ميغابت في الثانية للتحميل (بين 0.1 و112.5 ميغابايت في الثانية)، و60 ميغابت في الثانية للرفع (نحو 7.5 ميغابايت في الثانية)، علما بأن السرعات كانت متقلبة جدا، حيث كانت تنخفض إلى أقل من 1 ميغابت في الثانية للتحميل في بعض الأحيان، وتقفز إلى 100 ميغابت في أحيان أخرى، بينما كانت سرعة رفع البيانات تتوقف بالكامل، رغم تغيير موقع الموجه داخل مكان التجربة، وتغيير الحي، وتغيير الهواتف وترددات شبكات «واي فاي» (2.4 و5 غيغاهرتز). وتمت تجربة السرعات في حي آخر وكانت أكثر ثباتا، الأمر الذي يدل على أن تغطية شبكات الجيل الخامس لم تكن صحيحة في الحي الأول، رغم أن خريطة التغطية للحي في موقع الإنترنت الخاص بشركة الاتصالات تؤكد بأن التغطية يجب أن تكون مثالية في ذلك الحي، ولكن التجربة برهنت عكس ذلك، وبشكل مستمر. ويدل هذا الأمر على أنه يجب على شركات الاتصالات المحلية إعداد أبراجها بشكل أفضل مما هي عليه حاليا، وذلك بهدف تقديم خدمة ذات جودة عالية للمشتركين، وبشكل متواصل.
ولدى الحصول على اتصال سريع، كان يمكن تحميل فيلم كامل بحجم 2 غيغابايت في نحو 3 ثوان فقط، وكان من السهل التنقل بين أجزاء الفيلم أثناء مشاهدة عروض «نتفليكس» وكأن الفيلم مسبق التحميل على التلفزيون دون أي تأخير أو انتظار. كما كان من السهيل مشاهدة عروض الفيديو فائقة الدقة 4K من «يوتيوب» على التلفزيون، ودون أي تأخير في التشغيل أو انخفاض بالجودة. الأمر المثير للاهتمام هو الزمن المنخفض للتواصل بين الطرفين عبر العالم المسمى Ping، حيث يبلغ معدله 13 ملي ثانية.
ومن الواضح أن هذا الموجه يقدم قدرات أعلى بكثير من قدرات شبكات الجيل الخامس الحالية التي ما تزال في بدايات تأسيسها، والتي يُفترض أن يتم حل مشاكل تذبذب سرعاتها مع مرور الوقت وإصلاح المشاكل الموجودة فيها.
ويقدم الموجه سرعات مبهرة وزمن Ping منخفض جدا عندما تكون شبكة الاتصالات في حالة جيدة، مع تقديم مدى كبير لتغطية «واي فاي» داخل المنزل واتصال 10 أجهزة مختلفة (تلفزيون وأجهزة ألعاب وهواتف جوالة وكومبيوتر) بالموجه في بعض الأوقات. ويُتوقع أن تفتح سرعات شبكات الجيل الخامس آفاقا جديدة للترفيه الشخصي، والتي يمكن الدخول إلى عالمها باستخدام موجه عالي الأداء مثل الموجه الذي تمت تجربته.
ويبلغ سعر الموجه 1999 ريالا سعوديا (نحو 533 دولارا)، ويمكن الحصول عليه ابتداء من يوم غد الأربعاء من متاجر بيع الأجهزة الإلكترونية أو من شركات الاتصالات التي تقدم خدمات شبكات الجيل الخامس أو من متجر الشركة الإلكتروني أو من متاجرها في المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تقدم عرضا خاصا للحجز المسبق يقدم للمستخدم شريحة اتصال بشبكات الجيل الخامس لمدة شهر واحد بكمية بيانات غير محدودة، وبطاقة شحن لمتجر «سوني بلايستيشن» الإلكتروني، بقيمة تتجاوز 400 ريال سعودي (نحو 107 دولارات أميركية).


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.