نانسي عجرم تنجو وعائلتها من سارق تسلّل إلى منزلها

الخبر اكتسح وسائل التواصل الاجتماعي

إصابة نانسي بجروح في قدمها عندما لحقت بزوجها إلى غرفة بناتها حيث تسلل السارق
إصابة نانسي بجروح في قدمها عندما لحقت بزوجها إلى غرفة بناتها حيث تسلل السارق
TT

نانسي عجرم تنجو وعائلتها من سارق تسلّل إلى منزلها

إصابة نانسي بجروح في قدمها عندما لحقت بزوجها إلى غرفة بناتها حيث تسلل السارق
إصابة نانسي بجروح في قدمها عندما لحقت بزوجها إلى غرفة بناتها حيث تسلل السارق

اكتسح خبر محاولة سرقة فيلا الفنانة نانسي عجرم من قبل لص مسلّح ونجاتها مع عائلتها وسائل التواصل الاجتماعي وشغل اللبنانيين صباح أمس. وتناول الخبر إعلاميون وفنانون ومعجبون بالفنانة اللبنانية، كل من وجهة نظره القانونية والاجتماعية والاقتصادية. وغرّدت الإعلامية منى أبو حمزة عبر حسابها على موقع «تويتر» تقول: «سوف يتكرر ما حدث مع نانسي عجرم في عدة بيوت مرتاحة مادياً ومتوسطة الحال... لقد أدخلتنا منظومة الفساد في نفق من الحاجة والجوع والتفلّت وشرعت الباب على جميع الاحتمالات». فيما غرّد الإعلامي جو معلوف موضحاً محتوى المادة 184 في قانون العقوبات اللبناني التي تشير إلى أنّ ما قام به زوج الفنانة الدكتور فادي الهاشم يدور في إطار الدفاع عن النفس وهو ما يمكّن إعفاء صاحبها من العقوبة. أمّا الفنانة سيرين عبد النور فعلّقت أيضاً عبر «تويتر»: «بصراحة ما عم بعرف عبّر من كتر بشاعة الخبر نشكر الله إنّك بخير مع عائلتك».
وكان اللبنانيون قد استفاقوا صباح أمس على خبر دخول لص فجراً إلى فيلا الفنانة نانسي عجرم في منطقة نيو سهيلة (في كسروان) محاولاً السرقة. وانتهت الحادثة بمقتل السارق الذي شهر مسدسه بوجه زوج الفنانة عجرم الدكتور فادي الهاشم إلّا أنّ هذا الأخير عاجله بطلقات نارية أدت إلى مقتله، وذلك إثر تسلل السارق إلى غرفة الأولاد مهدداً بقتل من يقترب منه. ولاحقاً أصدرت المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون قراراً بتوقيف زوج الفنانة نانسي عجرم الدكتور فادي الهاشم (طبيب أسنان)، على إثر تبادل إطلاق النار بينه وبين سارق من الجنسية السورية. وأكد محاميه في حديث تلفزيوني أن قرار التوقيف يأتي ضمن إجراءات قانونية طبيعية لاستكمال التحقيق مع موكله والوقوف على تفاصيل الحادثة. وإثر حصول الحادثة انتشر مقطع فيديو مصور على وسائل التواصل الاجتماعي التقطته كاميرات المراقبة في منزل نانسي عجرم في منطقة نيو سهيلة يروي تفاصيل دخول اللص وصولاً إلى لحظات مقتله.
وتشير وقائع الحادثة إلى أنّ اللص وهو سوري الجنسية ويدعى محمد حسن الموسى من مواليد عام 1989 قد تسلل إلى منزل عجرم الواقع في الطابق الأرضي من الحديقة. وانتظر خارجه لأكثر من ساعتين تحت المطر إلى حين خروج ضيوفها الذين كانت دعتهم إلى مائدة العشاء. وفور مغادرتهم المنزل استطاع الدخول خلسة وبدأ البحث عما يستطيع سرقته. وأشارت المعلومات إلى أنّ النظام الأمني المتبع في منزل عجرم كان قد تم إلغاؤه خلال وقت العشاء كي لا يتسبب بإزعاج الضيوف في كل مرة خرج أو دخل أحد منهم إلى الخارج.
وعند دخول السارق وكان ملثماً، إلى المنزل، فوجئ بزوج الفنانة فشهر المسدس بوجهه. وحاول الهاشم أن يحتمي بكرسي في المنزل إلّا أنّ السارق هدده بإطلاق النار إذا لم يعطه المال والمجوهرات الموجودة في المنزل، رغم أنه كان قد استولى على حقيبة نانسي التي وجدها في غرفة الجلوس، ناوله زوجها مبلغاً من المال من جيبه، ولكن السارق أصر على إعطائه مجوهرات الفنانة. وفي هذه الأثناء كانت نانسي قد اتصلت بحراسها الشخصيين في المنزل وبوالدها تخبرهم بما يجري. ولم يستطع الحراس أيضاً التصدي للسارق إذ هددهم بدورهم بإطلاق النار. واغتنم الهاشم فرصة دخول الحراس الأمنيين ومواجهتهم السارق لإحضار مسدسه عندما أخبروه بأنّ اللص تسلل إلى غرفة نوم بناته الثلاث. وكان تابع السارق طريقه إلى غرفة تنام فيها بنات عجرم، مهدّداً بقتل من يعترض طريقه بمسدسه يميناً ويساراً. وعندما حاول زوج عجرم ردعه عن ذلك شهر السارق مسدسه بوجهه فعاجله الهاشم بطلقات نارية أدّت إلى مقتله.
واعتبرت مصادر التحقيق أنّ زوج عجرم الذي هو قيد التحقيق، كان في حال الدفاع المشروع عن النفس، في اعتبار أنّ السارق اقتحم منزله وهاجم أفراد أسرته مسلَّحاً. وبدت الفنانة نانسي عجرم متعبة في حديث تلفزيوني قصير أجرته معها محطة «إم تي في» اللبنانية في منزلها، يحيط بها أقاربها واكتفت بالقول: «أشكر كل من اتصل بي للاطمئنان علي. وكما ترون إنّني بحالة صحية جيدة وكذلك بناتي ولست بوارد إعطاء أي أحاديث الآن». أما مدير أعمال الفنانة عجرم جيجي لامارا فقد أكّد أنّ ما حصل مع نانسي هو بمثابة كارثة استطاعت أن تنجو منها بسلام. وكانت عجرم قد أصيبت بجروح في قدمها عندما لحقت بزوجها إلى غرفة الأولاد إثر تسلل السارق لداخلها.
وتضامن عدد من الفنانين مع زوج الفنانة نانسي عجرم واصفين ما قام به بـ«العمل البطولي». فطالب كل من إليسا ورامي عياش والمخرج جو بوعيد والمذيع محمد قيس وغيرهم بضرورة الإفراج عنه بسرعة لأنّ ما قام به كان دفاعاً عن النفس.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».