«كوكو بالم»... أكثر من مطبخ ومنظر واحد

في المالديف للطعام مذاق آخر

مطبخ مفتوح تشاهد فيه حركة الطهاة التي لا تهدأ
مطبخ مفتوح تشاهد فيه حركة الطهاة التي لا تهدأ
TT

«كوكو بالم»... أكثر من مطبخ ومنظر واحد

مطبخ مفتوح تشاهد فيه حركة الطهاة التي لا تهدأ
مطبخ مفتوح تشاهد فيه حركة الطهاة التي لا تهدأ

تشتهر جزر المالديف بشواطئها الخلابة التي تكسوها الرمال البيضاء الناعمة كملمس الحرير، ومياهها الزرقاء النقية، والمنتجعات التي تعانق البحر وتكتسب الدفء الطبيعي من الشمس الدائمة، وشجر النخيل الذي يرسم تعرجات الطرقات الضيقة في كل جزيرة يتغلغل فيها منتجع ترقد فيه الرفاهية والأناقة والجمال.
ورغم أن المطبخ المالديفي ليس شهيراً، فإن المنتجعات تسعى دائما إلى تقديم ما يناسب الزوار من شتى أنحاء العالم؛ فيكون الخيار واسعاً، فيوجد أكثر من مطعم في كل منتجع، وقد يكون منتجع «كوكو بالم دوني كولهو» (Coco Palm Kolhu) من بين المنتجعات التي تتقن لعبة الطعام على ضفاف المحيط.
في مطاعم المنتجع لا حاجة لوصف الديكور، لأنه ليس مهمّاً على الإطلاق، مع وفرة الروعة الربانية المحيطة بكل مكان من كل زاوية.
فيوجد في المنتجع الذي يتميز بموقعه الهادئ إلى أقصى جنوب أتول با في المالديف، مطعم «كورنوس» Cornus، حيث تجلس تحت الأشجار أو تحت سقف ينحني ويتماوج مع موجات البحر القريب، تنتشر منه رائحة الأطباق الآسيوية التي تأخذ من كل مطبخ قريب من المالديف أفضل ما عنده، مع العلم بأن المطبخ المالديفي يشبه إلى حد كبير المطعم الهندي، مع اختلاف في طريقة الطهي، وتُستعمل فيه الأسماك بكثرة بسبب الجغرافية البحرية.
الأطباق في «كورنوس» من وحي مطابخ تايلاند وإندونيسيا وماليزيا والهند والصين، وزرقة البحر تعكس رونقها في كل صحن يقدمه الطاهي بطريقة جذابة تحاكي الشاطئ.
يناسب هذا المطعم الجلسات الرومانسية، ويُعتبر من أهم المطاعم في المالديف التي تقدم الطعام للأزواج والمتزوجين حديثاً على ضوء الشموع.
وقبل البدء بالعشاء، يمكنك تناول العصائر في مكان تصل إليه عبر ممر من الرمل الناعم تشعر فيه بنسيم المحيط يلامس وجنتيك، ويبشّرك بوقت رائع.
وبالنسبة للمطعم الرئيس «كوري» Cowrie، فستجد «البوفيه» حليفك في كل مرة تزوره بها وهذا المطعم يناسب جميع الأوقات، وتُقدّم فيه أطباق العالم بأسره، وقد يكون هذا المطعم من أفضل الخيارات لتناول الغداء للعائلات والصغار، لأنه يقدم خياراً واسعاً من الأطباق الإيطالية والغربية الأخرى، بالإضافة إلى المطبخ الصيني.
المطعم جميل، لأنه يقع في القسم الأخضر من الجزيرة ويتغلغل ما بين الأشجار الخضراء ويفتح أبوابه للفطور والغداء والعشاء، مما يجعل منه مرتعاً مريحاً للزوار الباحثين عن مكان هادئ في أي فترة من فترات اليوم، ومن أشهر الأطباق التي يمكنك تناولها فيه «الساشيمي» و«البوريدج» وعدة أنواع من السلطات اللذيذة، بالإضافة إلى أطباق باردة أخرى تناسب حرارة المناخ، ويتميز المطعم أيضاً بمطبخه المفتوح الذي يقدم لك فرصة رؤية الطهاة وهم يقومون بتحضير الطعام أمامك.
ولمحبي الغداء في أجواء شاطئية جميلة يمكنهم تجربة مطعم «كونتش» Conch الذي يقع على كتف المحيط، ويقدم أجمل إطلالة على روعة المياه الزرقاء. وفترة المساء يتحول المكان إلى ساحة للغناء والموسيقى وعرض الأفلام السينمائية وشرب العصائر قبل فترة العشاء.
وتبقى الصفة المشتركة ما بين تلك المرافق أنها جميعاً مطلة على مناظر طبيعية خلابة تسحر قلبك وعينك قبل أن تغري معدتك بألذ النكهات العالمية التي ترضي العائلات والصغار على حد سواء.
المعروف عن «منتجع كوكو» أنه يتميز بهندسته الدائرية، ويُعتبر من بين أجمل المنتجعات من فئة «بوتيك» في الجزيرة المرجانية الجنوبية من المالديف.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.