رغم المطر والبرد والأوضاع الاقتصادية الصعبة والانتظار الذي لا ينتهي لحكومة جديدة تنقذ البلاد، أبى اللبنانيون إلّا أن يستقبلوا السنة الجديدة بالصخب والمرح والرقص والغناء. تجمع آلاف منهم في وسط العاصمة بيروت، آتين من مختلف المناطق، غالبيتهم من الشباب، ومعهم أطفال وكبار في السن، وفي قلوبهم الحماس والكثير من الأمل، مستجيبين لدعوة وجهت لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في حفل كبير، شارك فيه فنانون وموسيقيون معروفون، جاءوا خصيصاً ليلتقوا هنا ويؤكدوا لمرة جديدة مضيّهم في انتفاضتهم، ومطالبتهم بوطن أفضل، وغدٍ لا يقصي أياً منهم.
وعلى وقع الموسيقى بدأت التجمعات من الساعة السابعة. وعند حلول منتصف الليل كان العدد الذي وجد في ساحة الشهداء مذهلاً. وبلغ الحماس أوجه عندما بدأ العد العكسي لاستقبال العام الجديد، وعلا الصراخ والهتاف، والتمعت سماء بيروت بالألعاب النارية. وطغى وهج الألوان على كل ما عداه. وكان أول ما استقبل به المحتفلون العام الجديد هو هتاف «ثورة، ثورة،...». وشعارات كانت قد أطلقت طوال الشهرين الماضيين. وردد المحتفلون النشيد الوطني بصوت واحد، ولوحوا بالأعلام اللبنانية، وقبضات الثورة التي وزعت خلال الحفل. كما بقي المسرح الذي انتصب وسط بيروت مشتعلاً بأجمل الأغنيات، وأحلى الموسيقات. وكان من بين المشاركين دي جي الثورة الشهير مادي كريمة، وكذلك الفنانة كارول صقر، والفنانة الملتزمة تانيا صالح، وصاحب أغنية «اعطوني مهلة» إبراهيم الأحمد، وإيلي مسعد، والعديد من الفرق الفنية والموسيقية.
وتبادل الحاضرون التمنيات بعام أفضل، وقد ملأهم الإصرار على المضي بمطالبهم كما في أفراحهم وتفاؤلهم.
هكذا جمع اللبنانيون في ليلة واحدة وبعد 76 يوماً من بدء انتفاضتهم، بين حبهم للحياة، وعشقهم الاحتفالي، وتعاهدوا على أن تبقى حركتهم مستمرة في حفل استثنائي شعبي عامر حمل اسم «ثورة رأس السنة».
بيروت تستقبل عام 2020 بـ«ثورة رأس السنة»
حفل استثنائي صاخب يضجّ بالموسيقى والألوان
بيروت تستقبل عام 2020 بـ«ثورة رأس السنة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة