حرائق غابات واحتجاجات تخيم على الاحتفالات... كيف استقبل العالم 2020؟

الألعاب النارية تضيء سماء فرنكفورت بألمانيا احتفالاً بقدوم 2020 (أ.ف.ب)
الألعاب النارية تضيء سماء فرنكفورت بألمانيا احتفالاً بقدوم 2020 (أ.ف.ب)
TT

حرائق غابات واحتجاجات تخيم على الاحتفالات... كيف استقبل العالم 2020؟

الألعاب النارية تضيء سماء فرنكفورت بألمانيا احتفالاً بقدوم 2020 (أ.ف.ب)
الألعاب النارية تضيء سماء فرنكفورت بألمانيا احتفالاً بقدوم 2020 (أ.ف.ب)

استقبل العالم العام الجديد 2020 منتصف ليل (الأربعاء) بعروض للألعاب النارية، انطلقت من سيدني إلى لندن، لكن الظلال القاتمة لحرائق الغابات المميتة في أستراليا، والاحتجاجات التي تشهدها هونغ كونغ والهند، والتوتر النووي مع كوريا الشمالية خيمت على الاحتفالات.
وتجمعت حشود غفيرة في العواصم الأوروبية للاستمتاع بعروض الألعاب النارية المبهرة التي أضاءت السماء فوق معالم مثل ساعة بيغ بن في لندن، وقوس النصر في باريس، ومعبد البارثينون في أثينا، والكرملين في موسكو، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتوج تقليد إسقاط كرة كريستالية في ساحة تايمز سكوير في نيويورك عرضاً استمر ست ساعات في ليلة رأس السنة. ولم تؤثر أمطار متقطعة بدرجة تذكر على الاحتفال حيث تابع مئات الآلاف عروض نجم البوب بوست مالون وفرقة البوب الكورية «بي تي إس» والمغنية وكاتبة الأغاني ألانيس موريسيت.
https://twitter.com/NYPDnews/status/1212242322479558664
جدل في سيدني
في أستراليا، احتشد ما يصل إلى مليون شخص في ميناء سيدني والمناطق المجاورة لمشاهدة إطلاق أكثر من 100 ألف من الألعاب النارية فوق المدينة، رغم أن آلافاً من سكان الساحل الشرقي للبلاد تدفقوا على الشواطئ سعياً إلى ملاذ آمن من حرائق الغابات.
وقررت سيدني المضي قدماً بعرض الألعاب النارية رغم مطالبة بعض المواطنين بإلغائه تضامناً مع المناطق التي تستعر فيها حرائق الغابات في ولاية نيو ساوث ويلز، وسيدني عاصمة الولاية.
وقالت كلوفر مور رئيسة بلدية سيدني إن التخطيط للاحتفالات بدأ منذ 15 شهراً، كما أن الاحتفالات تدعم الاقتصاد.

وألغت بعض البلدات في شرق أستراليا احتفالات العام الجديد فيما ساعدت زوارق البحرية وطائرات هليكوبتر عسكرية فرق الإطفاء في إنقاذ السكان الفارين من الحرائق التي حولت مساحات كبيرة من نيو ساوث ويلز إلى أتون مشتعل.
وأودت الحرائق بحياة 12 شخصاً منذ أكتوبر (تشرين الأول) ودمرت أكثر من عشرة ملايين فدان وتسببت في حرمان بلدات ومناطق ريفية كثيرة من الكهرباء وخدمات الهاتف المحمول.

ورحب المحتفلون في أنحاء أخرى من العالم، من أوكلاند في نيوزيلندا إلى بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية، بالعام الجديد بعروض الألعاب النارية.
لكن مخاطر تصاعد التوتر المستمر منذ 10 سنوات بين واشنطن وبيونغ يانغ عادت مجدداً وسط الاحتفالات.
فقد قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون اليوم (الأربعاء) إن بلاده ستواصل تطوير برامج نووية وتستحدث «سلاحاً استراتيجياً جديداً» في المستقبل القريب، بعدما تجاهلت الولايات المتحدة مهلة انقضت بنهاية 2019 لاستئناف محادثات نزع السلاح النووي.
احتجاجات وبريكست
في هونغ كونغ، التي هزتها على مدى شهور مظاهرات مطالبة بالديمقراطية تحولت في بعض الأحيان إلى العنف، تلقى المحتجون بحسب كتابات في مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لارتداء أقنعة في مظاهرة بمناسبة العام الجديد عنوانها «لا تنسوا 2019 وواصلوا في 2020».

ورحب الآلاف في هونغ كونغ بالعام الجديد في متنزهات ميناء فيكتوريا الخلاب المضاءة بمصابيح النيون، لكنهم شرعوا في ترديد الهتافات المؤيدة للديمقراطية بعد دقائق من انتهاء العد التنازلي إلى منتصف الليل.
وألغت السلطات في هونغ كونغ الألعاب النارية الرئيسية للمرة الأولى منذ عشر سنوات لدواع أمنية. ونُظم عرض «سيمفونية الأضواء» بدلاً منها، شاملاً عروضاً ضوئية على أطول ناطحات السحاب بالمدينة.
ونشرت السلطات نحو ستة آلاف من قوات الشرطة، ودعت الرئيسة التنفيذية كاري لام إلى الهدوء والمصالحة في كلمتها المصورة بمناسبة العام الجديد، بينما عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أمله في عودة «الوئام» إلى المدينة.
وفي اليابان تناوب الناس على دق أجراس المعابد البوذية وفقاً للتقاليد.
واستهل الآلاف في الهند العام الجديد بالتظاهر ضد قانون الجنسية الجديد الذي يرونه تمييزياً ضد المسلمين ولا يتماشى مع دستور الهند العلماني.

ووقف إرشاد علام (25 عاماً) المقيم في حي شاهين باغ بمنطقة نيودلهي وهو يحمل بين يديه رضيعه البالغ من العمر عاماً واحداً بينما تقف زوجته إلى جانبه. وقال إنه يشارك يومياً في الاحتجاجات التي بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وأضاف: «درجات الحرارة تصل هنا إلى حد التجمد... لكننا لا نزال هنا لأننا نكترث بهذا الحراك».
وفي بريطانيا، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تصويتها لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي فاز بأغلبية برلمانية في انتخابات الشهر الماضي، بإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل نهاية هذا الشهر.

وأضاف في رسالته بمناسبة العام الجديد: «بينما نقول وداعاً لعام 2019، يمكننا أيضاً أن نطوي صفحة الانقسام والضغائن وعدم اليقين التي سيطرت على الحياة العامة وأعادتنا للوراء كثيراً».


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.