قتلى وجرحى باستهداف أميركي لقواعد «كتائب حزب الله» في العراق وسوريا

«البنتاغون» أكد أن الضربات جاءت رداً على مقتل متعاقد أميركي في كركوك

صورة نشرها حساب «حركة النجباء» على «إنستغرام» تظهر الدمار في أحد مقرات «كتائب حزب الله» التي استهدفت أمس
صورة نشرها حساب «حركة النجباء» على «إنستغرام» تظهر الدمار في أحد مقرات «كتائب حزب الله» التي استهدفت أمس
TT

قتلى وجرحى باستهداف أميركي لقواعد «كتائب حزب الله» في العراق وسوريا

صورة نشرها حساب «حركة النجباء» على «إنستغرام» تظهر الدمار في أحد مقرات «كتائب حزب الله» التي استهدفت أمس
صورة نشرها حساب «حركة النجباء» على «إنستغرام» تظهر الدمار في أحد مقرات «كتائب حزب الله» التي استهدفت أمس

أعلن الجيش الأميركي أمس، أنه استهدف 5 قواعد في العراق وسوريا لـ«كتائب حزب الله» العراقية الموالية لإيران، بعد يومين من مقتل متعاقد أميركي في هجوم بالصواريخ على قاعدة «كيه 1» العسكرية في كركوك التي تضم قوات عراقية وأميركية ومن دول أخرى في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان في بيان، إن هذه الضربات التي وصفها بـ«الدفاعية» نفذت «رداً على هجمات متكررة لكتائب حزب الله (العراقية) على قواعد عراقية تضم قوات أميركية»، مؤكداً أنها «ستضعف قدرات (كتائب حزب الله) على شن هجمات مستقبلاً على قوات التحالف».
وذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون) في بيان، أن الضربات استهدفت 3 مواقع لـ«كتائب حزب الله» في العراق وموقعين لها في سوريا.
وقُتل متعاقد أميركي يوم الجمعة، وأصيب عدد آخر من العسكريين الأميركيين في هجوم بـ30 قذيفة كاتيوشا على قاعدة «كيه 1» قرب كركوك. وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تتحرى احتمال ضلوع «كتائب حزب الله» في الهجوم.
من جانبها، أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان مساء أمس، أنه «في تمام الساعة السابعة مساء اليوم (أمس) تعرض مقر اللواء 45 الحشد الشعبي في الموضع الدفاعي على الحدود العراقية - السورية ضد عصابات (داعش) الإرهابية في منطقتي غابة سلوم والحرش غرب الأنبار إلى 3 ضربات جوية أميركية أدت إلى استشهاد 4 مقاتلين أحدهم معاون أمر اللواء وإصابة 30 مقاتلاً من منتسبي اللواء».
بدوره، أعلن الحشد الشعبي أن طائرات أميركية مسيرة «درون» قصفت مواقع اللواء 45 في الحشد الشعبي في قضاء القائم أقصى غربي العراق. وقال الحشد في بيان إن «القصف أسفر عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف اللواء 45 بالحشد الشعبي ولا يزال القصف مستمراً». وعلى جانب آخر، أفادت مصادر في الحشد بأن 12 مقاتلا قتلوا في الهجمات وأن من بين القتلى «الحاج علي»، وهو آمر فوج، فيما أفادت مصادر أخرى بأن اسمه «أبو علي الخزعلي».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيانها إن «كتاب حزب الله» لها «علاقة قوية مع فيلق القدس الإيراني وتلقى مراراً وتكراراً مساعدات ودعماً من إيران التي استخدمتها مؤخراً لمهاجمة قوات التحالف في العراق». وأكد البيان أن «قوات التحالف موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش) وتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية»، مضيفاً أنه «تحترم الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف السيادة العراقية احتراماً كاملاً، وتدعم عراقاً قوياً ومستقلاً»، مستدركاً أنه «ومع ذلك لن يتم ردع الولايات المتحدة عن ممارسة حقها في الدفاع عن النفس». ولفتت في بيانها إلى أنه «من المهم الإشارة إلى أن هجمات كتائب حزب الله تسببت أيضاً في إصابة كثير من أعضاء قوى الأمن الداخلي»، مضيفة أن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس الوزراء العراقي (المستقيل) عادل عبد المهدي «أكدا التزامهما بتوقف هذه الهجمات التي تستهدف قوات الأمن العراقية وقوات التحالف إلى الأبد».
وختمت وزارة الدفاع الأميركية بيانها بالتأكيد على أنه «يجب على إيران وقف هجماتها على الولايات المتحدة وقوات التحالف، واحترام السيادة العراقية، لمنع أي أعمال دفاعية إضافية من جانب القوات الأميركية».
ويرى الخبراء الأمنيون المعنيون بالشأن العراقي أن هذه الضربات، التي رجح عسكريون ومصادر في الفصائل المسلحة العراقية أن تكون طائرات مسيرة (درون) قد نفذتها، تأتي في سياق تصعيد أميركي يتوقع أن يستهدف فصائل أخرى. وتعد هذه الضربة هي الأقوى التي طالت فصيلاً مسلحاً مقرباً من إيران بعد ضربة البوكمال الصيف الماضي، التي أدت إلى مقتل أحد قياديي «كتائب حزب الله».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».