انطلاق فعاليات «مهرجان سفاري بقيق» في نسخته الرابعة

يستعرض فنون الصحراء وتراثها كافة

أمير المنطقة الشرقية وهو يدشن «مهرجان سفاري بقيق» أمس (الشرق الأوسط)
أمير المنطقة الشرقية وهو يدشن «مهرجان سفاري بقيق» أمس (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق فعاليات «مهرجان سفاري بقيق» في نسخته الرابعة

أمير المنطقة الشرقية وهو يدشن «مهرجان سفاري بقيق» أمس (الشرق الأوسط)
أمير المنطقة الشرقية وهو يدشن «مهرجان سفاري بقيق» أمس (الشرق الأوسط)

يمثل «مهرجان سفاري بقيق»، الذي انطلقت فعالياته أمس، بشكل مباشر «تراث الصحراء»، ويسعى القائمون عليه لجعل فعالياته تجربة فريدة للزوار الذين يرغبون في اكتشاف عالم الصحراء، كما سعوا لتنويع الفعاليات التي تتناسب مع الأجواء الشتوية ومع الرحلات الصحراوية التي تقوم عليها فكرة المهرجان من الأساس.
وينظم المهرجان على مدى أيامه رحلات سفاري على ظهور الإبل في تجربة فريدة أسّسها المهرجان منذ انطلاقته قبل 4 سنوات. كذلك ضمن الفعاليات المهمة في المهرجان مسابقة الصيد بالصقور ومضارب البادية المحيطة في الميدان التراثي. كما تقام سوق شعبية تقدم منتجات الصحراء والمنتجات التراثية من خلال الأسر المنتجة وفي أفضل صورة ممكنة. كما ينظم المهرجان مسابقة الاستعراض اليومي للهجّانة، ومسابقات تنافس الفرسان على الخيول العربية الأصيلة، وعدداً من المنافسات التقليدية الأخرى، وتحضر الفنون الشعبية بشكل أساسي في كل أيام المهرجان، وتعمل إدارة المهرجان على تقديم 55 فعالية طيلة أيام المهرجان.
ودشن الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، أمس، فعاليات «مهرجان سفاري بقيق» في نسخته الرابعة، الذي تنظمه لجنة التنمية السياحية في محافظة بقيق بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبلدية المحافظة والبلديات التابعة لأمانة المنطقة، وبمشاركة الجهات الحكومية بالمحافظة، ويستمر المهرجان على مدى 17 يوماً.
كما وجّه أمير المنطقة بضرورة وأهمية توعية المجتمع بالحفاظ على الحياة البرية، وتجنبيها التلوث، وتفعيل الدور الاجتماعي للمهرجان، في تنويع الفعاليات لمختلف الفئات العمرية، وتخصيص فعاليات لاستقطاب الجاليات المقيمة في المنطقة.
وحقق المهرجان في نسخه السابقة مستوى من النجاح؛ حيث تحظى محافظة بقيق بمميزات ساهمت في نجاح المهرجان، أبرزها أن المحافظة نقطة التقاء بين دول الخليج، كما تمتاز خلال أيام المهرجان بأجواء شتوية ملائمة للعائلة.
من جانبه، بين محمد المتحمي، محافظ محافظة بقيق رئيس اللجنة السياحية في المحافظة، جاهزية موقع المهرجان لاستقبال الزوار، لافتاً إلى أن «مهرجان سفاري بقيق» و«بقية المهرجانات السياحية بشكل عام، تعود بالنفع والفائدة على أبناء المجتمع من خلال مشاركة الأسر المنتجة والحرفيين وتفعيل الفعاليات التراثية الصحراوية في السعودية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».