رئيسا برلماني ليبيا وقبرص: تركيا تصعّد التوتر في البحر المتوسط

رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح (رويترز)
رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح (رويترز)
TT

رئيسا برلماني ليبيا وقبرص: تركيا تصعّد التوتر في البحر المتوسط

رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح (رويترز)
رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح (رويترز)

اعتبر رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، ورئيس البرلمان القبرصي، ديمتريس سيلوريس، في بيان مشترك، صدر عنهما اليوم (السبت)، في نيقوسيا، أن «الأعمال التركية تصعّد التوتر في منطقة البحر المتوسط»، في إشارة إلى اتفاقين مثيرين للجدل وقعتهما أنقرة مع حكومة «الوفاق» الليبية.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قام صالح بزيارة إلى الجزيرة المتوسطية، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من نظيره القبرصي في محاولة لإيجاد سبل إبطال اتفاقين، أحدهما عسكري والآخر يرسم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، تم توقيعهما في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
ولا يعترف البرلمان الليبي المنتخب، الذي يتخذ من شرق البلاد مقراً، بشرعية حكومة «الوفاق» برئاسة فايز السراج، ومقرها طرابلس، ويدعم الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وقد انتقل نحو أربعين نائباً من البرلمان موالين لحكومة «الوفاق» إلى طرابلس، وانتخبوا رئيساً لهم ويعقدون اجتماعات دورية في العاصمة.
وعقب لقائهما في نيقوسيا، وصف صالح وسيلوريس، في بيان مشترك، الاتفاق حول الحدود البحرية الذي وقعته تركيا مع حكومة «الوفاق»، بأنه «انتهاك للقانون الدولي وليس له أساس قانوني لأنه يتجاهل أحكام قانون البحار الدولي»، واعتبر المسؤولان أن «أعمال تركيا تصعّد التوتر وتزعزع الاستقرار في منطقة البحر المتوسط».
ويتيح الاتفاق البحري لأنقرة المطالبة بالسيادة على مناطق واسعة غنية بالمحروقات في شرق المتوسط، ما يثير غضب اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي حميد الصافي، في بيان، السبت، إن رئيس البرلمان الليبي «طالب البرلمان القبرصي بسحب الاعتراف بحكومة (الوفاق) لفقدانها الشرعية»، معتبراً أنها «تريد بيع ليبيا للأجنبي».
وليس لدى قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، أي علاقة دبلوماسية مع تركيا، التي تحتلّ الجزء الشمالي من الجزيرة المقسومة.
كما أن نيقوسيا وأنقرة على خلاف عميق حالياً بشأن مسألة الموارد النفطية قبالة سواحل الجزيرة، وأعلنت قبرص في مطلع الشهر الحالي، أنها رفعت إلى محكمة العدل الدولية خلافها مع تركيا.
ومن المقرر توقيع اتفاق حول مشروع أنبوب غاز «إيستميد» بين اليونان وقبرص وإسرائيل في الثاني من يناير (كانون الثاني) في أثينا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.