في فرنسا... مراقبة مواقع التواصل لكشف المتهربين من الضرائب

الموافقة الدستورية تتيح للحكومة مطالعة منشورات المواطنين وصورهم لتحديد دخلهم

مخاوف بشأن الخصوصية وحرية التعبير من جماعات حقوق الإنسان وهيئة حماية بيانات المواطنين في فرنسا (أ.ف.ب)
مخاوف بشأن الخصوصية وحرية التعبير من جماعات حقوق الإنسان وهيئة حماية بيانات المواطنين في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

في فرنسا... مراقبة مواقع التواصل لكشف المتهربين من الضرائب

مخاوف بشأن الخصوصية وحرية التعبير من جماعات حقوق الإنسان وهيئة حماية بيانات المواطنين في فرنسا (أ.ف.ب)
مخاوف بشأن الخصوصية وحرية التعبير من جماعات حقوق الإنسان وهيئة حماية بيانات المواطنين في فرنسا (أ.ف.ب)

أقرت المحكمة الدستورية في فرنسا إعطاء الحق للحكومة لوضع خططها من أجل مراقبة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن المتهربين من الضرائب.
ويعني ذلك السماح لموظفي هيئة الضرائب والجمارك بفحص الصفحات الخاصة بالمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنشوراتهم وصورهم، بحثاً عن أدلة على أي أموال لم يعلن عنها للسلطات، حسب ما ذكرته «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي).
وتأتي تلك القواعد الجديدة ضمن قانون صارم أُقر الأسبوع الماضي يشمل تعديلات على قوانين الضرائب. وواجه القانون الجديد اعتراضات كبيرة من جماعات حقوق الإنسان وهيئة حماية بيانات المواطنين في فرنسا.
وأقرت المحكمة في حكمها أن القانون الجديد يعرض حقوق الخصوصية وحرية التعبير للمستخدمين للخطر، ووضعت بعض الملاحظات لتعديل مشروع القانون.
وقالت المحكمة إن السلطات لا ينبغي عليها المساس ببيانات لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق كلمة سر، كما يجب عليها أن تستخدم فقط البيانات التي يكشفها المستخدم للعامة على صفحته أو حسابه.
وطالبت المحكمة السلطات بضرورة متابعة كيفية استغلال تلك البيانات.
ويعد جمع البيانات على نطاق واسع جزءاً من تجربة مراقبة عبر الإنترنت مدتها 3 سنوات من قبل الحكومة الفرنسية، ويزيد بشكل كبير من صلاحيات المراقبة عبر الإنترنت في البلاد.
وقالت هيئة مراقبة البيانات الفرنسية (سي إن آي إل): «إنها أدركت أن أهداف الحكومة كانت مشروعة»، لكنها تابعت: «إن السياسة الجديدة ستشكل مخاطر على الحريات الفردية».
ووصف وزير الموازنة الفرنسي جيرالد دارمنين مؤخراً القواعد الجديدة بأنها «أداة أخرى لمكافحة الاحتيال»، وقال لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «إذا قلت إنك لا تخضع للقوانين المالية في فرنسا، ثم تضع باستمرار صوراً لك على إنستغرام من فرنسا، فقد تكون هناك مشكلة».


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.