ألبومات جديدة لنجوم الأغنية العربية في بداية 2020

عمرو دياب ولطيفة وحكيم ومجد القاسم وجنات الأبرز

المطرب حكيم  -  صورة ألبوم الفنانة التونسية لطيفة
المطرب حكيم - صورة ألبوم الفنانة التونسية لطيفة
TT

ألبومات جديدة لنجوم الأغنية العربية في بداية 2020

المطرب حكيم  -  صورة ألبوم الفنانة التونسية لطيفة
المطرب حكيم - صورة ألبوم الفنانة التونسية لطيفة

تشهد بداية عام 2020. انتعاشة كبيرة في الأغنية العربية، بعدما قرر عدد من نجوم الطرب إطلاق ألبوماتهم الغنائية الجديدة، استكمالاً للموسم الغنائي الجيد الذي شهده عام 2019. والذي طرحت فيه أكثر من 10 ألبومات لعدد من المطربين على غرار هشام عباس، ومصطفى قمر، ونوال الزغبي وأنغام.
ومن بين الألبومات التي من المقرر إطلاقها في بداية العام الجديد، ألبوم الفنانة التونسية، لطيفة، «أقوى واحدة»، والذي تعود به بعد فترة غياب دامت 3 سنوات، إذ إن آخر أعمالها الغنائية كان ألبوم «فريش» الذي أطلقته عبر المنصات الإلكترونية في عام 2007.
تحدثت لطيفة لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل ألبومها الجديد، قائلة: «موعد ألبومي الجديد حدده جمهوري، بعدما وضعت استفتاء عبر صفحاتي الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي على أن يطرح الألبوم نهاية عام 2019 أم في بداية عام 2020، وكان هناك إجماع على أن يكون مع بداية عام 2020».
وأضافت: «كالعادة الألبوم سيكون من إنتاجي الشخصي مثل باقي كل ألبوماتي، وتعاقدت مع شركة قنوات لتوزيع الألبوم بمصر وباقي الدول العربية».
وزادت: «ألبومي سيحمل اسم أغنية (أقوى واحدة)، والتي تقول كلماتها (أنا أقوى واحدة وأضعف واحدة جت على الأرض، بكون ضعيفة وسط الناس مبسوطة من غير حد، أنا أشجع واحدة جبانة في الفرح ببان زعلانة)، فيما يضم الألبوم 13 أغنية وستكون الأغلبية للأغنية المصرية بالإضافة لعدد من اللهجات الأخرى».
وعن أهم ما يميز ألبومها الجديد أوضحت: «العمل سيكون استثنائياً في مسيرتي الفنية، فأنا حاولت أن أجمع كبار الشعراء والملحنين في هذا الألبوم، فبعد غياب طويل سأعود للعمل مجدداً مع الملحن والموسيقار وليد سعد، كما أن هناك أغنية أراهن عليها في الألبوم بعنوان (حب بيغير ملامح) ستكون حالة فردية في مسيرتي، كما أنني قمت بعمل ماسترينج أغنيات الألبوم في أهم استوديوهات الصوتيات في العالم».
وعن الأغنية الخليجية بالألبوم تقول: «هناك أغنية رائعة بعنوان (يموت ويعرف أخباري)، ويقول مقطعها الأول (منها يموت ويعرف أخباري، وإيش ما سوي أنا هالدنيا، يسأل عني اللي رايح ويسأل عني اللي جاي، قلبه يحترق غيرة ويراقب كل خطواتي)».
أما الفنان حكيم الذي يعود للألبومات الغنائية بعد فترة غياب دامت 9 سنوات، فسيطرح ألبومه الجديد «الراجل الصح» والذي يضم 10 أغنيات.
يقول حكيم لـ«الشرق الأوسط»: «الألبوم يطرح بطريقة السينغل، بعدما طرحت منه حتى الآن 4 أغنيات (سيبونا في حالنا)، و(ليلة بمبي)، و(الجارسون)، و(الراجل الصح)، ثم سأطرح بقية أغنيات الألبوم في الأسواق وعبر المنصات الإلكترونية».
مضيفاً أنه «لم يكن يرغب في طرح ألبومات غنائية كاملة في الوقت الحالي، ولكن الضغط الجماهيري كان السبب الرئيسي وراء طرح الألبوم، لذلك فضلت العمل على أغنيات الألبوم لأكثر من عام».
في السياق نفسه، قرر الفنان المصري عمرو دياب طرح ألبومه الجديد «أنا غير»، في بداية العام المقبل والذي طرح منه أيضاً 7 أغنيات من بينها «بحبه»، «أنا غير»، «يوم تلات»، «تحيرك»، «متغير».
ومن الألبومات المقرر طرحها مع بداية العام، ألبوم الفنان السوري، مجد القاسم، الذي من المتوقع أن يحمل اسم «باقة ورد»، وهو أول ألبوماته الغنائية بعد فترة غياب دامت ما يقرب من 3 سنوات.
يقول القاسم لـ«الشرق الأوسط»: «كان من المقرر طرح ألبومي الجديد الذي يضم 10 أغنيات جميعهم باللهجة المصرية، في منتصف العام الماضي، ولكن بسبب بعض الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وقيامي بإدخال تعديلات على بعض الأغنيات، قررت تأجيل إطلاق الألبوم إلى بداية العام الجديد»، مضيفاً أن «أغنية (باقة ورد) سيتم إطلاقها قبل طرح الألبوم عبر الإذاعات والمنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وهي من كلمات صلاح عطية، وألحاني، وتويع ريمون فايق، أما باقي أغنيات الألبوم فأتعاون فيها مع نخبة من الشعراء والموزعين أمثال محمود شوقي، وباسم منير، وحمادة عصمت».
وتضع كذلك الفنانة المغربية جنات، اللمسات الأخيرة، على ألبومها الغنائي الجديد الذي تتعاون فيه مع شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، جنات لم تكشف حتى الآن عن اسم ألبومها الجديد، ولكن تتعاون من خلاله مع عدد من الشعراء والملحنين المصريين من بينهم تامر حسين، وعزيز الشافعي، وهو يعد الألبوم الثالث في مسيرة جنات مع شركة روتانا بعد أن قدما سوياً ألبومي «حب جامد» و«بنفس الكلام»، في الوقت الذي بدأت فيه الفنانة المغربية سميرة سعيد، الدعاية لألبومها الجديد بإطلاق أغنية «هوليلة» التي كتبها الشاعر شادي نور، ولحنها بلال سرور، استكمالاً للنجاح الذي حققاه سوياً، بداية من أغنيات «هوا هوا» و«محصلش حاجة» و«سوبر مان».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».