بروكسل: الاستثمارات الكبيرة في قطاع الكهرباء سترفع الأسعار بنسبة 60%

في ظل التوجه نحو إغلاق المحطات النووية والاعتماد على الطاقة الخضراء في دول بالاتحاد الأوروبي

بروكسل: الاستثمارات الكبيرة في قطاع الكهرباء سترفع الأسعار بنسبة 60%
TT

بروكسل: الاستثمارات الكبيرة في قطاع الكهرباء سترفع الأسعار بنسبة 60%

بروكسل: الاستثمارات الكبيرة في قطاع الكهرباء سترفع الأسعار بنسبة 60%

الاستثمارات الكبيرة المطلوبة في قطاع إنتاج الكهرباء ستكون وراء حدوث زيادة كبيرة في الأسعار خلال السنوات الست القادمة تصل إلى 60 في المائة، وبالتالي فإن فواتير المستهلكين قد تشهد ارتفاعا يزيد على 25 في المائة من قيمة الفواتير الحالية. وحذر تقرير لمكتب التخطيط الفيدرالي البلجيكي من الحاجة إلى زيادة الأسعار للقيام باستثمارات كبيرة لتقليص الاعتماد على مصادر محددة، ومنها المحطات النووية لتوليد الطاقة المقرر أن يجري إغلاقها تدريجيا والاعتماد على ما يعرف بالطاقة الخضراء بدلا منها.
وجاء في التقرير الذي يصدر كل ثلاث سنوات ببروكسل أن هناك حاجة إلى استثمار 31 مليار يورو قبل عام 2030، «وهذا مبلغ مرتفع جدا لأن هناك حاجة إلى إجراءات احتياطية في ظروف الطقس السيئة في حال الاتجاه إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح»، كما أن المبلغ سيرتفع في 2050 بنفس القيمة 31 مليار يورو «بحيث يكون في نهاية المطاف، النظام الكهربائي في البلاد يعتمد في نصفه على الطاقة المتجددة، والنصف الآخر على الغاز الطبيعي، ويمكن بعد ذلك تصدير جزء منه إلى الخارج».
وقبل أسابيع وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي أعلن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي ببروكسل عن الفوائد المترتبة على تحقيق أهداف النهج المعروف باسم «كفاءة الطاقة 2030»، وتضمنت وثيقة صدرت عن المفوضية الأوروبية بعض تلك الفوائد، ومنها فرص جديدة للشركات الأوروبية وفواتير طاقة معقولة للمستهلكين، وزيادة أمن الطاقة من خلال خفض كبير في واردات الغاز الطبيعي والأثر الإيجابي على البيئة.
وقالت المفوضية إن تلك بعض الفوائد المتوقعة من هدف كفاءة الطاقة 2030، والتي طرحت في وثيقة، وكان أبرزها خفض الاستهلاك بنسبة 30 في المائة، وهذا يعني البناء على الإنجازات التي تحققت من قبل، ومنها المباني الجديدة التي تستخدم نصف الطاقة مقارنة بالوضع الذي كانت عليه المباني عام 1981 وأيضا الصناعة الأقل استهلاكا للطاقة وبنسبة تصل إلى 19 في المائة مقارنة بعام 2001. وأضافت المفوضية الأوروبية أن الهدف المنشود يتعدى هدف توفير الطاقة بنسبة 25 في المائة التي كانت مطلوبة لتحقيق خفض بنسبة 40 في المائة من الانبعاث الحراري بحلول 2030، كما تهدف الوثيقة التي صدرت بشأن كفاءة الطاقة إلى تحقيق التوازن بين الفوائد والتكاليف، وقال المفوض الأوروبي المكلف بملف الطاقة غونتر أوتينغر إن المقترحات التي تضمنتها الوثيقة تشكل أساسا لدفع الاتحاد الأوروبي نحو زيادة أمن الإمدادات والابتكار والاستدامة، وكلها وسائل معقولة وطموحة وواقعية، وأضاف أن استراتيجية كفاءة الطاقة تأتي استكمالا لإطار 2030 الذي صدر في يناير (كانون الثاني) الماضي، والهدف الأول هو إعطاء إشارة صحيحة للسوق وتشجيع المزيد من الاستثمارات في مجال تكنولوجيات توفير الطاقة لصالح الشركات والمستهلكين والبيئة.
وتتضمن وثيقة المفوضية الأوروبية بشأن كفاءة الطاقة تحليلا متعمقا للتقدم الذي حققه الاتحاد الأوروبي في مجال كفاءة الطاقة، في إطار خطة تمتد حتى عام 2020 إلى جانب استخدام الطاقة للسنوات التالية وحتى 2030، ويشمل التقرير أيضا الفوائد الحالية والمستقبلية لكفاءة الطاقة سواء بالنسبة للمواطنين أو للاقتصاد الأوروبي. وكانت المفوضية بصفتها الجهاز التنفيذي للاتحاد اقترحت خطة في مجال الطاقة والتغير المناخي تهدف إلى تحقيق أهداف تتعلق بخفض الغازات المسببة للانبعاث الحراري بنسبة 47 في المائة، وأيضا تزايد للطاقة المتجددة بنسبة 27 في المائة.
وفي يوليو (تموز) الماضي قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل إنها اعتمدت تخصيص مليار يورو لتنفيذ 19 مشروعا من مشروعات الطاقة منخفضة الكربون، وذلك في إطار برنامج تمويل في هذا الصدد، وإلى جانب الاستثمارات الخاصة سوف يصل إجمالي الرقم إلى ملياري يورو في الاستثمارات الجديدة للتكنولوجيا الصديقة للبيئة التي من شأنها أن تساعد على تقليل فاتورة الطاقة في أوروبا، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
وفي مايو (أيار) الماضي أعلنت المفوضية عن تخصيص 750 مليون يورو لمشاريع البنية التحتية لضمان أمن وإمدادات الطاقة، وستكون الأولوية للمشروعات في قطاعات الغاز والكهرباء، وستعالج هذه المشروعات قضايا تتعلق بإمدادات الطاقة والمساعدة في وضع حد لعزلة بعض الدول الأعضاء في هذا الصدد، وأيضا سوف تسهم هذه المشروعات في قرب الانتهاء من سوق داخلية أوروبية للطاقة، والتكامل بين مصادر الطاقة المتجددة وشبكة الطاقة الأوروبية، مما يظهر أهمية التمويل الأوروبي لتسريع الاستثمار في الحلقات المفقودة عبر الحدود والاستفادة من التمويل العام والخاص، وفي مارس (آذار) الماضي قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل إن الطاقة الناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة ساهمت بنسبة 14.1 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في كل دول الاتحاد الأوروبي. وبحسب ما صدر عن الجهاز التنفيذي للتكتل الأوروبي الموحد، ساهمت الطاقة الناتجة عن مصادر متجددة في نحو 14.1 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في الاتحاد الأوروبي في عام 2012، مقابل 8.3 في المائة في عام 2004، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات» في بروكسل.
وأوضحت البيانات أن نصيب المصادر المتجددة في الاستهلاك الإجمالي للطاقة شهد ارتفاعا خلال عام 2012 في جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة مقارنة بعام 2004 الذي جرى خلاله إصدار أول إحصاءات متعلقة بهذا الشأن. وأوضح «يوروستات» أن هدف الاتحاد الأوروبي هو أن تكون نسبة 20 في المائة من إجمالي الطاقة المستخدمة بحلول عام 2020 ناتجة عن مصادر متجددة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.