جلسة استئناف محاكمة ملاديتش «جزار البوسنة» في مارس

راتكو ملاديتش أثناء جلسة محاكمة سابقة (أ.ف.ب)
راتكو ملاديتش أثناء جلسة محاكمة سابقة (أ.ف.ب)
TT

جلسة استئناف محاكمة ملاديتش «جزار البوسنة» في مارس

راتكو ملاديتش أثناء جلسة محاكمة سابقة (أ.ف.ب)
راتكو ملاديتش أثناء جلسة محاكمة سابقة (أ.ف.ب)

تعقد محكمة تابعة للأمم المتحدة في مارس (آذار) المقبل جلسة استئناف لمحاكمة قائد الجيش الصربي البوسني السابق راتكو ملاديتش المدان بارتكاب إبادة وجرائم حرب في الحرب الأهلية في البوسنة في تسعينات القرن الفائت.
وحُكم على ملاديتش، الذي عُرف بـ«جزار البوسنة»، بالسجن المؤبد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 لدوره في حرب البلقان، بما في ذلك مذبحة سريبرينيتسا عام 1995 التي تعتبر الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقُتل نحو 100 ألف شخص ونزح 2.2 مليون في حرب 1992 - 1995. التي اندلعت عندما مزقت الخصومات المجتمعية يوغوسلافيا بعد انهيار الشيوعية، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
واستأنف كل من الادعاء والدفاع الحكم الذي دان ملاديتش (77 عاماً) في عشر تهم تشمل الإبادة وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والترحيل. وأمر قضاة الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين في لاهاي بأن تعقد جلسات الاستماع في 17 و18 مارس.
وفي أحد أحكامها النهائية، برأت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ملاديتش من تهمة الإبادة في بعض البلديات، ما يشكل الآن الجزء الأكبر من استئناف الادعاء.
وقال القضاة إن قوات صرب البوسنة «الوحشية» تحت قيادة ملاديتش نفذت «عمليات إعدام جماعي» وأظهرت «القليل من الاحترام أو عدم احترام للحياة أو الكرامة الإنسانية». وقال القاضي عند إصدار الحكم إن الجرائم «كانت من بين أكثر الجرائم الشائنة التي عرفتها البشرية».
وفي سريبرينيتسا، اجتاحت قوات صرب البوسنة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذبحت نحو ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم وألقت بجثثهم في مقابر جماعية.
وكان ملاديتش بين كبار القادة الذين يواجهون العدالة الدولية في حروب البلقان، إلى جانب زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. واتُهموا بتشكيل «مشروع إجرامي مشترك» لإنشاء صربيا الكبرى من خلال التخلص من المسلمين البوسنيين ومن غير الصرب.
وتوفي ميلوسيفيتش في زنزانته بلاهاي في مارس 2006، بعدما أصيب بأزمة قلبية قبل انتهاء محاكمته.
وأدين كرادجيتش بتهمة الإبادة عام 2016 بسبب مذبحة سريبرينيتسا وغيرها من الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب وحُكم عليه بالسجن لمدة 40 عاماً. وبعد الاستئناف، زاد القضاة مدة عقوبته، قائلين إن المدة الأولية قللت من تقدير «الحجم الكبير والقسوة المنهجية» لجرائمه.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة «قلقة» من تعليق إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لغزة

المشرق العربي صورة عامة لقطاع غزة (أ.ب)

الأمم المتحدة «قلقة» من تعليق إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لغزة

أعرب منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، اليوم (الأحد)، عن قلقه من قرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي مركبات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) خلال دورية في قرية الوزاني الحدودية في جنوب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها... 19 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

«يونيفيل»: ملتزمون تجاه سكان جنوب لبنان... وندعم إعادة انتشار الجيش لتعزيز الأمن

أكد قائد قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) أرولدو لازارو، اليوم (الجمعة)، على التزام القوة الأممية تجاه سكان جنوب البلاد ودعم إعادة انتشار الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا عانى الصومال صدمات مناخية بسبب تناقص هطول الأمطار ​​في أواخر عام 2024 مما أدى إلى تقليل الغلال بشكل كبير واستنزاف مصادر المياه (الأمم المتحدة)

تحذير أممي من جوع يطول 4.4 مليون شخص في الصومال

حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في الصومال بسبب الجفاف والصراع، مؤكدة أن 4.4 مليون شخص هناك سيتضورون جوعاً بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

علي بردى (واشنطن)
العالم صورة مدمجة تظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب - رويترز)

روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي

ألغى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اجتماعاً مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تندد بمقترحات «الضم والتهجير القسري» في الأراضي الفلسطينية

ندد المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم (الأربعاء)، بمقترحات «الضم والتهجير القسري» في الأراضي الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.