الجزائر تختار تبون رئيساً... والآلاف يتظاهرون تنديداً بـ«حدوث تزوير»

«الحراك» يرفع شعار «رئيس مزور جاء به العسكر»... ويصر على مواصلة الاحتجاج

متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «ليس رئيسي» في إشارة إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ف.ب)
متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «ليس رئيسي» في إشارة إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر تختار تبون رئيساً... والآلاف يتظاهرون تنديداً بـ«حدوث تزوير»

متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «ليس رئيسي» في إشارة إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ف.ب)
متظاهر يحمل لافتة كتب عليها «ليس رئيسي» في إشارة إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية أمس (أ.ف.ب)

أعلن محمد شرفي، رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، أمس، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، نتائج عملية التصويت التي جرت أول من أمس في كل الولايات الـ48 تقريبا، إلا في ولايتي القبائل الكبرى والصغرى تيزي وزو وبجاية، حيث اقتربت نسبة التصويت من الصفر.
وبحسب النتائج فقد حصل عبد المجيد تبون على أربعة ملايين و945 ألفا و116 صوتا، أي نسبة 58.15 في المائة من الأصوات. وجاء في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17.38 في المائة من الأصوات، رئيس حزب «حركة البناء الوطني»، الذي قال قبل انطلاق الحملة الانتخابية إنه «الرئيس القادم للبلاد»، والذي كان صرح في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أنه لن يكمل ولايته (5 سنوات) إن أصبح رئيسا للبلاد، وأنه سينظم رئاسية مبكرة، «تتوفر فيها كل عناصر الشرعية، لتفرز رئيسا كامل الشرعية».
وحل رئيس الحكومة السابق علي بن فليس ثالثا، ولم يحصل سوى على 10.55 في المائة من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات خاضها ضد بوتفليقة في 2014. حيث حصل على أكثر من 12 في المائة من الأصوات، وندّد حينها بـ«تزوير شامل للنتائج»، كما أصدر «كتابا أبيض» تناول «التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية». وخاض بن فليس الاستحقاق الرئاسي لثالث مرة في مسيرته السياسية. فيما حصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي، الذي وصفته وسائل الإعلام بمرشح السلطة على 7.26 في المائة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيرا بـ6.66 في المائة من الأصوات، وهو رئيس حزب صغير اسمه «جبهة المستقبل»، وكان بلعيد قد شارك في انتخابات 2014، وحل ثالثا بعد بوتفليقة وبن فليس.
وتوقع قطاع من المراقبين تنظيم دور ثان للانتخابات، يجري فيه التنافس بين تبون وميهوبي، أو بين الأول وبن قرينة. لكن هذا التكهن سقط بمجرد ظهور النتائج الأولية، حينما تردد سم تبون بكثرة في صدارة الفائزين في غالبية مكاتب التصويت خلال فرز الأصوات.
وهنأ ميهوبي منافسه في مؤتمر صحافي، بقوله: «لن يجد منا إلا الدعم والعون... لا زلنا في خدمة هذا الشعب. طموحنا كان في نتيجة أفضل، ونحن نتقبل النتيجة التي حصلنا عليها ما دامت تعكس الإرادة الشعبية». فيما أكد بن فليس في مؤتمر صحافي أنه لن يقدم أي طعن لـ«المجلس الدستوري». وأعلن ضمنا أنه سيعتزل العمل السياسي. أما بن قرينة فقال: «سأتعامل مع الواقع كما هو، وسأسعى إلى إصلاح وضع بلدي من أي موقع شعبي أو سياسي أكون فيه». مؤكدا أنه سيتخلى عن رئاسة حزبه «حركة البناء».
وسيعلن المجلس الدستوري عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، ما بين 16 و25 من الشهر الجاري، حسب ما كشفت عنه «سلطة الانتخابات» في بيان لها. موضحة أنه في حالة عدم حصول أي من المترشحين الخمسة على نسبة تزيد عن 50 في المائة من الأصوات فستجرى جولة ثانية للاقتراع بين المترشحين الأول والثاني من حيث الترتيب، خلال الفترة الممتدة ما بين 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري و9 يناير (كانون الثاني) المقبل، وبعدها سيؤدي الرئيس الجديد «اليمين الدستورية»، إيذانا ببدء ممارسة مهامه كرئيس رسميا.
وبعد ساعة واحدة من إعلان النتائج، خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة وساحاتها للتنديد بـ«تزوير الانتخاب من طرف العسكر»، في إشارة إلى دعم مفترض لتبون من طرف الجيش. وسار المحتجون باتجاه ساحة البريد المركزي وهم يرددون «الله أكبر، الانتخابات مزورة». في إشارة إلى رفضهم الصريح لنتائج الانتخابات الرئاسية. كما أبدوا إصرارهم على استمرار الحراك الشعبي، الذي يطالب بالتغيير الجذري في البلاد.
وقامت قوات الشرطة بتطويق المتظاهرين ومراقبتهم تحسبا لأي طارئ كما شهدت مدينة بجاية، إحدى مدن منطقة القبائل، مسيرة مماثلة بنفس الشعارات والمطالب، فيما جرت مظاهرات كبيرة في وهران في الغرب وقسنطينة وعنابة شرقا.
وفي بجاية وتيزي وزو وبجاية، وهي مدن تنتمي لمنطقة القبائل، نظم المتظاهرون احتجاجات كبيرة، بعد أن قاطعوا الاستحقاق بشكل كامل، أول من أمس. وجاء في شعارات رفعت في شوارع المدن الثلاث، أن سكانها لا يعترفون بالانتخابات. ودوَى شعار «رئيس مزور جابوه (أتوا به) العسكر».
في سياق ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات الجزائرية لبدء «حوار» مع الشعب الجزائري، بعد انتخاب عبد المجيد تبون رئيساً للبلاد في اقتراع رفضه المتظاهرون.
وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: «أخذت علماً بالإعلان الرسمي عن فوز السيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية من الجولة الأولى»، مشدداً على ضرورة «بدء حوار بين السلطات والشعب».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.