انطلقت في العاصمة الليبية طرابلس، حملة لتوعية طلاب المدارس بمخاطر مرض نقص المناعة «الإيدز» (HIV)، أمس، في وقت قدّر المركز الوطني لمكافحة الأمراض عدد المتعايشين مع الفيروس في أنحاء البلاد بنحو 9200 شخص، لكن المسجلين في المراكز وتقديم الخدمة على مستوى ليبيا بلغ 5878 مريضاً.
وتفتقد ليبيا إلى وجود إحصائيات رسمية بشكل عام، في ظل انتشار حالة من الفوضى الأمنية في بعض المناطق، أدت إلى نقص العلاجات المطلوبة بعض الشيء، بالإضافة إلى امتناع بعض المرضى عن تسجيل أنفسهم في الأوراق الرسمية خوفاً من «الوصم والتمييز».
وقالت إدارة مكافحة «الإيدز» والأمراض المنقولة جنسياً بالمركز الوطني، في بيان أمس، إنّها اجتمعت مع الجمعية الليبية لطلاب الطب والأطباء الشباب (لمسة) للاتفاق على محاور الحملة التي انطلقت أمس، وطريقة عملها، بهدف تعريف طلاب المدارس بمخاطر وطرق انتقال الفيروس.
وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في ليبيا، الدكتور أحمد العليقي، قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إنّ إجمالي المرضى المُسجلين كمتعايشين مع «الإيدز» وصل إلى 4240 مريضاً، وذلك حتى ديسمبر (كانون الأول) 2017، لكن نسبة المُسجلين حسب إحصائية المركز الوطني ارتفعت خلال عام 2019.
وتحدث المركز، الذي يترأسه الدكتور بدر الدين النجار، عن أوضاع المرضى في العام الماضي 2018 من خلال ما وصفه بـ«أرقام حقيقية»، وذهب إلى أنّ عدد المتعايشين على العلاج في العام ذاته بلغ 3086 مريضاً، فيما وصلت الوفيات الناتجة عن «الإيدز» 223 حالة وفاة، ولفت إلى أنّ معدل انتشار الفيروس ما بين 0.13 إلى 0.3 في المائة، وسط جميع الفئات العمرية.
وفي رسالة طمأنة مجتمعية، رأت إدارة مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً في المركز الوطني، أنّ «هناك حقيقة يتهرب منها البعض ويجهلها كثيرون، ومنهم الأطباء، وهي أن حياة المصاب بـ(الإيدز) هي أكثر استقراراً وأماناً من حياة كثير من المصابين بالأمراض المزمنة الأخرى»، متابعة: «لذا يجب على المجتمع أن يغيّر نظرته تجاه مرضى الإيدز، ويزيل وصمة العار التي لا يزال يلاحقهم بها، فليس كل مصاب بـ(الإيدز) خطّاء، بل الغالبية ضحايا، ورسالتنا للمجتمع (حاربوا المرض لا تحاربوا المريض)».
ودعا النجار أجهزة الدّولة إلى العناية بمريض «الإيدز» ودعم برامج مكافحة الفيروس وعلاجه، وقال: «آن الأوان أن نرفع عن هذه الفئة الوصم والتمييز الذي تتعرّض له». وتطرق إلى ضرورة تفعيل التشريعات والقوانين التي تضمن لمرضى الإيدز حقوقهم في الزواج والعمل، وكل ما يتعلق بحقوقهم في حياة كريمة بعيداً عن إذلالهم.
ولا يزال بعض مرضى «الإيدز» يشتكون من صعوبات في تلقي الرّعاية الصّحية والعلاج اللازم، سواء في المشافي العامة أو الخاصة.
وسبق لمسؤولين أمميين ومحليين الكشف عن أن بعض المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، تسببوا بانتشار الأمراض المعدية في البلاد، مثل نقص المناعة (الإيدز) والسل (الدرن)، بشكل ملحوظ، وطالبوا حينها بمزيد من الدّعم الدّولي للمساهمة في الحد من ارتفاع نسبة حاملي الفيروس.
حملة في ليبيا لتوعية طلاب المدارس بمخاطر «الإيدز»
«المركز الوطني» قدّر أعداد المتعايشين معه بـ9200 مريض
حملة في ليبيا لتوعية طلاب المدارس بمخاطر «الإيدز»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة